فيما لازالت الساحات العربية خالية من أي تحرك احتجاجي، وبقيت عدة ساحات أخرى مشغولة بالاحتجاجات على الواقع المعيشي، دون الالتفات لما يجري تمريره، شهدت الولايات المتحدة الأميركية موجة احتجاجات على ما يسمى "صفقة القرن".
التصريحات الصادرة عن عدد من النواب الديمقراطيين بدت لافتة، حيث وصف السيناتور كريس فان هولين خطة ترامب بأنها "ليست معنية بدفع السلام بل حيلة تم توقيتها بشكل متعمد للتأثير على الانتخابات الإسرائيلية من خلال تشتيت الأنظار عن توجيه الاتهام رسمياً لنتنياهو بالرشوة وعن إجراءات عزل ترامب".
كما أوضح هولين أن هذه الخطة بعيدة كل البعد عن كونها "صفقة القرن" بل هي "كارثة العقد"، مضيفاً أن "هذه الخطة هي مناورة مثيرة للسخرية يقصد منها أن ترفض فلسطينياً ومن ثم اعطاء الضوء الأخضر لضمّ الاراضي بشكلٍ غير شرعي".
أما المرشحة للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي السيناتور إليزابيث وارن فقالت إن "خطة ترامب للسلام ليست إلاّ تثبيتاً للضم ولا تقدّم أي فرصة لدولة فلسطينية حقيقية".
واعتبرت وارن أن اطلاق الخطة دون التفاوض مع الفلسطينيين "ليست دبلوماسية بل خدعة"، مضيفةً "سأعارض عملية ضم أحادية الجانب بأي شكل من الأشكال، وسأعمل على قلب أي سياسة تدعمها".
عضو مجلس النواب الاميركي عن الحزب الديمقراطي من أصل فلسطيني رشيدة طليب والتي منعت في وقت سابق من دخول الاراضي الفلسطينية المحتلة قالت إن ما أعلنه ترامب هو "عبثي ولا جدوى منه، ومخالف لكل قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية".
في الأثناء وقع ممثلو 28 منظمة أميركية بياناً مشتركاً يعارضون فيه "صفقة القرن"، لكن هذا التوقيع غاب عنه المنظمات الإسلامية، الكبرى والمحلية.
واعتبر بيان المنظمات "الصفقة" بمثابة شرعنة استمرارية "المشروع الصهيوني الكولونيالي، ومكافأة الاحتلال ومصادرته للأرض، وتعبيد طريق التطبيع، ومأسسة نظام الفصل العنصري - الأبارتايد".