في ظل الظروف الإنهزامية التي تعيشها الأمتين العربية والإسلامية والإنحدار الأخلاقي لقيم العزَة والكرامة، وفي رحاب استهتار الغالبية العظمى من الحكّام العرب وانغماسهم في ملذاتهم وولوغهم بدماء الأحرار من شعوبهم وارتمائهم في مواخير العهر وقهرهم لشعوبهم، في ظل الخيانة والعمالة نستذكر
قصيدة الشاعر "أكرم خضر" رحمه الله التي تعبّر عن واقع الحال .
أنا الأقصى أحيّيكم
أنا الأقصى أحييكم فمن سجني لكم قُبَلي
وأشكركم بلا خوفٍ وأشكركم بلا وجلِ
وأشكر كلّ قادتكم ملوك العار والدجلِ
فهم باعوا عروبتهم إلى العُزّى إلى هُبَلِ
وهم باعوا فلسطيناً بخمسين من النِّكَلِ
وباعوني أنا الأقصى إلى يَهْوَه بلا خجلِ
أنا الأقصى أحييكم بلا خوف ولا وجل
وأبعث كلّ أشواقي إلى البترول لا الجَملِ
قهرنا الغرب بالبترول لا بالخيل والإبلِ
فبالبترول حطّمنا نساء الغرب بالقُبَلِ
وبالبترول حرّرنا عن التحرير لا تسَلِ
وحرّرنا فساتيناً من الأجساد والخُصلِ
إذا الأخلاقُ انعدمتْ يصير الذلّ كالعسلِ
أنا الأقصى أحييكم حريماً دونما رجُلِ
فقد ضاعت رجولتكم خلال الطين والوحلِ
وقد جعلوا شواربكم لربطِ الفجْلِ والبصَلِ
ومن زنزانتي أهدي كلام الحب والغزلِ
إذا الأقزام قد حكمت عن الأمجادِ لا تسلٍ
وإن أنسى فلن أنسى جيوش العُربِ واخجلي
على الإسلامِ عُقْبانٌ ومع صهيون كالحملِ
جيوشٌ أمنُ إسرائيلَ من أهدافها الأُولِ
جيوشٌ صنوَ إسرائيلَ تحرسها بلا كَللِ
جيوشٌ تقهرُ الأحرارَ تقتلهم على مَهَلِ
جيوشٌ تكتبُ التاريخَ بالأوساخِ والحِيَلِ
إذا الأبطالُ قد رحلوا غدا الصعلوكُ كالبطلِ
إذا العقبانُ ارتحلتْ غدا الصرصارُ كالرجلِ
أنا الأقصى أحيّيكمْ بلا خوفٍ ولا وجلِ
أهنّئكم بأطفالي حجارتُهُمْ غدت أملي
حجارتهم هي الأقوى ففيها قوّة الجبلِ
حجارتهم هي البركانُ يا أحجارُ فاشتعلِ
حجارتهم ستغسلُ ما أتاهُ العرب من فشلِ
حبيبي يا رسولَ الله اشتقنا إلى بطلِ
وقد تقنا إلى سعدٍ إلى عُمرٍ وسيف علي
شباب محمد هيّا ألا هبّوا إلى العملِ
أنا الأقصى أناديكم ألا هبّوا بلا كللِ
جِنانُ الله لا تُشرى بلا ثمنٍ ولا بدلِ
ولا تخشوا من التنكيلِ والتعذيبِ والدّوَلِ
أنا في السجن منتظرٌ قدومَكُمْ على عجلِ
•الشاعر والمحامي والشيخ أكرم محمود خضر ولد في بلدة اللقلوق(جبيل_لبنان)عام 1942.
وتوفي في مدينة طرابلس شمال لبنان عام 2005