هكذا تسقط جميع الصفقات المُذلّة.\ موسى عبّاس
أخبار وتقارير
هكذا تسقط جميع الصفقات المُذلّة.\ موسى عبّاس
موسى عباس
7 شباط 2020 , 10:27 ص
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد كشف عن وجهه الصهيوني وكشّر عن أنيابه منذ أعلن عن اعترافه بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني ونَقل سفارة بلاده إليها، وأعلن أن هناك صفقة  قادمة لإنهاء الصراع الفلسطيني

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد كشف عن وجهه الصهيوني وكشّر عن أنيابه منذ أعلن عن اعترافه بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني ونَقل سفارة بلاده إليها، وأعلن أن هناك صفقة 

قادمة لإنهاء الصراع الفلسطيني __ الصهيوني  وسمّاها "صفقة القرن "، ويوم الثلاثاء 28/1/2020  وبحضور  رئيس الوزراء الصهيوني ومنافسه زعيم المعارضة "بني غانتس" أعلن عن تلك الصفقة التي تجعل من كامل فلسطين بإستثناء قطاع غزّة تحت الإحتلال المباشر  ، وبالرّغم من علم من حضروا إعلان الصفقة ومن وضعوا خطتها ( كوشنير صهر الرئيس ترامب وبنيامين نتنياهو ) ومن موّلها من أعراب الخليج محمد بن سلمان وليّ العهد السعودي ومحمد بن زايد ولي عهد الإمارات وغيرهم من الحكّام الدّمى الذين يأتمرون بأمر أسيادهم الأمريكيين بالرغم من علمهم جميعًا أنّ التخطيط سهل وأن التنفيذ دونه عقبات جمة إلا أنّهم أصروا على إعلانها وفي توقيت محدد .

تلك  الصفقة التي يصُح تسميتها ب"سرقة القرن" لا تعدو كونها الخطّة ذاتها وبكامل بنودها التي كان بنيامين نتن ياهو قد أعلن عن نيّته في تطبيقها منذ سنوات ولم يتغيّر فيها شيء سوى المبالغ الماليّة التي أُعلن النيّة عن دفعها لإنهاء قضيّة اللاجئين في كلّ من الأردن ولبنان .

"ترامب ونتن ياهو" أرادا أوّلاً أن يلفتا النظر عن ما يواجهانه من إتّهامات كلٌّ في بلده، ثانياً أراد ترامب أن يُسجّل لمصلحته الإنتخابية أنّه أنهى الصراع الفلسطيني الصهيوني وهو يراهن على نجاح خطّة صهره كوشنير. . 

كذلك نتن ياهو الذي يواجه اتهامات فساد أمام المحاكم الصهيونية يسعى إلى تحقيق نصر سياسي ميداني  على حساب الفلسطينيين يجعل من الرأي العام الصهيوني يؤيده في الإنتخابات القادمة فيحقّق غالبية تمكنه من تشكيل الحكومة المقبلة.

وجاء موقف أركان سلطة أوسلو مُخيّباً لمن كان ينتظر موقفاً عمليًا يصل إلى حدود إلغاء مفاعيل إتّفاقيات أوسلو 1 وأوسلو2  وما تبعهما من إتفاقيات وصولاً إلى قطع كامل العلاقات والإتصالات مع السلطات الصهيونية بدءاً من :

 

_ التنسيق الأمني بين أجهزة المخابرات الفلسطينية والصهيونية ذات السجلّ الأسود ضد المناضلين الفلسطينيين في الضفة الغربية ولصالح الإحتلال الصهيوني.

_  سحب الإعتراف بالكيان الصهيوني من قبل منظمة التحرير الفلسطينية .

_إعتبار الضفّة الغربية محتلّة واللجوء إلى كافّة وسائل مقاومة الإحتلال واستنزاف العدو ميدانياً بما يجعله في النهاية  وتحت ضغط الإنتفاضة والمقاومة العسكرية ومهما طال الزمن مجبراً على الإنسحاب كما حدث في غزّة.

وبالرغم من  مواقف التخاذل المهين للكرامة الفلسطينية والعربية والإسلامية إن كان من قبل سلطة أوسلو أو من قبل ما يُسمى (جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ) ا إلا أنّ :

 

 لأحرار  فلسطين رأي آخر  أعاد البوصلة إلى وجهتها الصحيحة  وفي التوقيت المناسب حيث كان الردّ سريعاً ومُدوّياً  ومتصاعدا منذ الساعات الأولى للإعلان المشؤوم (سرقة القرن) فجاء الرد مواجهات مع قوّات الإحتلال في القرى والمدن الفلسطينية وسقط الشهداء والجرحى وهذا اذا استمر بوتيرة منظمة ومتصاعدة لا بدّ من أن يتحوّل إلى إنتفاضة مدنية شاملة .

كذلك جاءت العمليات النوعيّة ضد قوات الإحتلال لتحدث صدمة ليس فقط للصهاينة وإنّما لجميع من راهن على أن  ردود الفعل لن تتعدى الخطب الرنّانة والمظاهرات المعتادة التي سُرعان ما يخبو أثرها وفعلها وتنطفئ في مهدها وبالتالي يتم تنفيذ السرقة الموصوفة واستكمال تثبيتها على أرض الواقع لأنّ جزء أساسي منها  وهو  تقطيع أوصال المدن والقرى الفلسطينية في الضفة قائم عبر مئات بؤر الإستيطان المنتشرة في كلّ مكان.

وفعلاً كان يوم الخميس السادس من شباط 2020 يوماً فلسطينياً مجيداً في تاريخ الكفاح والنضال الشعبي الفلسطيني حيث تصاعدت عمليات المقاومة من مواجهات على الأرض بين المنتفضين وجنود الإحتلال إلى عمليات عسكرية بما توفّر من سلاح بدءاً من الطعن بالسكين إلى إستعمال المسدس إلى دهس خمسة عشر جندياً من قوات النُّخبة في لواء غولاني في هجوم بواسطة سيّارة  والآتي أعظم إن شاء الله.

مهما تعاظم ظلم الإحتلال ومهما امتلك الصهاينة من أسلحة حديثة ومهما تلقوا من دعم من أعتى قوى الشرّ في العالم ومن الخونة من حكّام العرب ، إلا أنّ إرادة الشعب الفلسطيني لا بدّ وأن تنتصر إذا ما  استمر الكفاح مهما تعاظمت الآلام وازدادت التضحيات، فتجربة الفلسطينيين أنفسهم في غزّة وتجارب الشعوب التي خضعت للإحتلال والقهر لا زالت ماثلة عربياً وعالمياً بدءاً من ثورة الجزائر  إلى  ڤيتنام إلى لبنان.

المصدر: وكالات+إضاءات