كتب رئيس التحرير:
تصريحات غير مسبوقة صرح بها اردوغان حول مصرع جنوده على الأرض السورية خلال الأسبوع الأخير’ هدد وتوعد وأزبد وأرعد, فهو يهدد سوريا ويطالبها بسحب جيشها الذي يقاتل على ارضه بينما هو معتد آثم دخل لسوريا كمحتل ويقاتل بجانب عصابات ارهابية, بمنطق يبدو غريباً للبعض ومعلوماً للبعض الآخر نحاول قراءة كلامه, أما ماهي دوافعه فستاتي في مقام هذا المقال.
بالأمس حرضه بومبيو فأعلى نبرة صوته’ لكن خلف الأكمة ما خلفها فأردوغان ومع بدء الربيع العبري تولى مهمة موكلة اليه في زمن بوش الصغير, لقد أوكلت اليه مهمة الاشراف على تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الأمريكي الكبير والذي يشمل غرب آسيا وشمال أفريقيا, هذا لكلام ليس استنتاجاً سياسياً بل معلومة أكدها مُعلمه السابق الراحل نجم الدين أربكان وأقرها بلسانه, اليكم ما ذكره أربكان وما أقر به به أردوغان عن دوره من خلال فيديو صوتي مرئي قصير.
المطامع الأردوغانية في الأرض العربية لم تتحقق ولم تجرِِ الرياح بما تشتهي سفنه, فمشروع جماعة الإخوان في مصر سقط بسقوط مرسي وفي ليبيا سيسقط بالرغم من تدخله العسكري وفي تونس يفشل بعد الفضائح والصهينة التي تتمثل بحركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي الذي يمنع تمرير قانون تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني في البرلمان التونسي.
أما ما حصل في سوريا فأفقد اردوغان صوابه, إدلب وحلب والموصل هي عمق المطامع الاستراتيجية التركية كما كتب داود أغلو وزير خارجيته السابق وخصمه اللاحق بكتاب " العمق الاستراتيجي" الذي مثل الاستراتيجية الاردوغانية .
لقد جلب أردوغان المقاتلين من الجمهوريات المسلمة التركية السابقة كما استوردهم من الصيين حيث جلب الايغور, جلب معظم هؤلاء مع عائلاتهم بهدف توطينهم في سوريا بعد تغيير ديمغرافيتها لتتحول لنواة لتحقيق أطماعه وما يفعله يمثل خطراً لا على سوريا فقط بل يتعداه ليصل لروسيا.
أما لماذا يرسل أردوغان مزيدا من الدبابات إلى إدلب السورية, فسأستأنس بما كتباه أرتيوم شارابوف وسيرغي فالتشينكو، في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"
فتحت عنوان "لماذا يرسل أردوغان مزيدا من الدبابات إلى إدلب"، كتبا، في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، حول استعدادات الجيش التركي لمنع هزيمة الإرهابيين في إدلب، على يد الجيش السوري.
وجاء في المقال: "تسبب الهجوم الأخير الناجح الذي قامت به القوات الحكومية السورية ضد الإرهابيين الذين يتحصنون في محافظة إدلب بردة فعل عنيفة من أنقرة. بدأ الجيش التركي ينقل بنشاط مزيدا من القوات والمركبات المدرعة إلى سوريا، لحماية المجموعات الإرهابية من الهزيمة النهائية. ينشر الأتراك “نقاط مراقبة”، الغرض الحقيقي منها هو وقف، أو على الأقل عرقلة حركة القوات السورية، وبالتالي منع التحرير الكامل للبلاد من الإرهاب وإنهاء سنوات الازمة الدامية المديدة". واضاف المقال، "في دمشق، يرون في الإجراءات التي تقوم بها تركيا زحفا نحو ضم مزيد من الأراضي، الغرض منه فصل إدلب عن سوريا، وتحويلها إلى قاعدة لشن هجمات على مناطق سورية أخرى وموطئا للمقاتلين التابعين لأنقرة. من الواضح أن السلطات السورية لن تقبل مثل هذه الخطط". "حتى الآن، لم تواجه القوات السورية مقاومة كبيرة من القوات التركية. وكقاعدة عامة، تجري محاصرة النقاط التركية، وتبقى وراء القوات السورية. فيما توفير امداداتها يقع على عاتق الحكومة السورية عبر وساطة روسيا". وتابع المقال "إلا أن هناك معلومات تفيد بأن القيادة التركية تخطط لزيادة دعم الإرهابيين بشكل كبير. تتلقى الوحدات الموالية لتركيا في كل مكان تعزيزات ودعما تقنيا لتمكينها من شن هجمات على القوات السورية في جميع أنحاء البلاد، بهدف صرفها عن الهجوم على إدلب". وختم المقال "من غير الواضح إلى أي مدى سيمضي أردوغان في دعم المقاتلين، وما إذا كان سيصدر أمرا بمواجهة عسكرية مباشرة مع القوات السورية. يُفترض أن تكون المفاوضات التي جرت في أنقرة مؤخرا بين دبلوماسيين روس وأتراك قد قدمت إجابة عن هذا السؤال. استمرت المفاوضات ثلاث ساعات، ولم يُعرف ما إذا كانت قد خففت من شدة الانفعالات".
أما المخاطر على روسيا فورد في صحيفة ازفستيا وهنا أقتبس بعض مما ورد, " إن موسكو تغاضت حتى وقت قريب عما يحدث، لكنها توقفت عند خطورة العمليات الجارية؛ بعد تصريح وزير العلاقات التركية مع جمهوريات رابطة الدول المستقلة الناطقة بالتركية الذي أكد فيها أن الجمهورية التركية- خليفة الإمبراطورية العثمانية العظيمة-عليها أن تنشئ تحالفًا مع أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان وتركمانستان حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة حادة مع روسيا".
ما حصل في زيارة أردوغان لأوكرانيا يأتي في سياق حربه على روسيا حيث أعلن عدم اعترافه بالقرم روسية ودعم جهات معارضة لموسكو بالسلاح والمال.
اردوغان لا يحسن تقدير الموقف ولا يحسن التصرف وأجزم انه يعاني سكرات موته السياسي وربما ما هو أكثر.