إعلاميات على خطوط النار, ماذا عن
أخبار وتقارير
إعلاميات على خطوط النار, ماذا عن "الجزائرية" إعلامية الحشد العراقي, سميرة مواقي..
رئيس التحرير
23 شباط 2020 , 00:28 ص
قامت الإعلاميات بدور مهم في تغطية الحدث الحربي في سوريا والعراق وفلسطين, لم تقتصر  التغطية على مواطنات تلك البلدان بل ساهمت بها إعلاميات عربيات عانين ما عانين بسبب مواقفهن النبيلة. في العراق اختطف

قامت الإعلاميات بدور مهم في تغطية الحدث الحربي في سوريا والعراق وفلسطين, لم تقتصر التغطية على مواطنات تلك البلدان بل ساهمت بها إعلاميات عربيات عانين ما عانين بسبب مواقفهن النبيلة.

في العراق اختطف " جيش محمد" أطوار بهجت, قٌتلت بوحشية بعد أن تم اغتصابها في العام 2006, وفي العراق أصيبت سميرة مواقي وهي بطلة هذا التقرير سنتاول سيرة نضالها بعد مرور سريع على بطلات من الإعلاميات, الشهيدات منهن والأحياء.

- الشهيدة يارا عباس استشهدث في القصير أثناء تحريرها من قوى الارهاب باستهداف مقصود من قبل العصابات الارهابية, زميلتها يارا صالح عملت مراسلة حربية في ذات المحطة, اختطفت وقتل زميلاها ونجت بأعجوبة, لا نزال تذكر يارا صالح زميلتها  الشهيدة يارا عباس في نهاية كل لقاء حواري لها بارسال تحيتها وتحية من روح يارا عباس للمشاهدين في لفتة وفاء جميلة .  

- أصيبت مراسلات عديدات أثناء تغطيتهن للحدث الحربيّ في بلادهن منهن ضياء قدور وكنانة علوش  ووفاء شبروني مراسلة روسيا اليوم والتي تعالج في روسيا الآن.

معظم الاعلاميات تلقين الرعاية والإهتمام الواجب في بلادهن, لكن المأساة الحقيقية عي مأساة الصحفية الجزائرية سميرة مواقي, ولكي نضعكم بصورة مأساتها ستنضع لكم ما وردنا على لسانها من خلال هذه المقابلة معها آملين من الحشد الشعبي العراقي متابعة حالها والوقوف الى جانبها.

مقدمة:

سميرة مواقي قالت.. رصاصة داعش افقدتني عين وأذن وشهادة الطبيب العراقي افقدتني سميرة"..

ما قالته سميرة مواقي يعكس ألمها وخيبتها من طبيب خان رسالته ووطنة, والطبيب العراقي هنا كان جزءًا من مؤامرة حيكت لإخراجها من العراق, فمن امتطوا الدبابة الأمريكية لا يسرهم وجود عربية جزائرية من بلد المليون شهيد تقف الى جانب قوى المقاومة العراقية المتمثلة بالحشد الشعبي, من منا لا  يتذكر عبارتها الشهيرة :

أمنيتي أن استشهد في بلد الرافدين وان أعود إلى بلدي مغطاة بعلم العراق..

الصحفية الجزائرية سميرة مواقي التي عملت مراسلة لتلفزيون الشروق الجزائري وعرفت بتقاريرها الاستقصائية عن الهجرة غير الشرعية لشباب المغرب العربي إلى أوربا.. اوفدتها قناتها نهاية عام ٢٠١٦ لتغطية العمليات العسكرية الخاصة بتحرير الموصل. سرعان ما قدمت مواقي استقالتها من القناة خشية ان تضعها في حرج كون سياسة القناة تنتهج استعداء الحشد الشعبي في خطابها او تصفه بالمليشيات الطائفية.. وهذا ما وجدته مواقي مجافيا للحقيقة.

 وقتها اختارت سميرة مواقي الاستقالة والعمل بشكل تطوعي مع فريق الإعلام الحربي التابع للحشد. وقتها شنت حملة اعلامية مسعورة في المغرب العربي متهمة اياها بالعمالة وتغيير عقيدتها الدينية وما شابه ذلك..

في الحرب على داعش, تعرضت لاصابة في المنطقة الخلفية للرأس بمقذوف ناري, في شباط من عام , ٢٠١٧ أثناء تغطية عمليات تحرير غرب نينوى وحظيت بتغطية اعلامية واسعة من الإعلام العراقي في حينه.

 بعد مرور ٣ سنوات على كل هذه الأحداث تم هذا الحوار معها عبر تطبيق ماسنجر, وحيث أن كثير من العراقيين لا يعرفون ماهو وضعها الحالي وأين رست بها الفلك.. المفاجأة ان هناك كثير من الكذب والظلم لحق بهذه الصحفية التي اقل ما يمكن أن يقال عنها.. أنها انسانة عظيمة ومثال للشجاعة الصحفية..

 

إليكم الحوار.. _ كيف هو وضعك الصحي الآن.. هل فقدتي ذاكرتك بالفعل؟ _ فقدت أشياء كثيرة لا يهم... انها مهنة المتاعب" لكن ذاكرتي سليمة والحمد لله.. فقدت البصر في احدى عياني والثانية نسبيا.. فقدت أيضا السمع في إذن واحدة.. ولا اعاني شللا في يداي او قدماي لكني اصبت بشلل نصف الوجه؛ حاليا استطيع المشي والقراءة والكتابة قليلا .. ماذا نفعل هذه تبعات العمل الصحفي _ ما هو وضعك حاليا في الجزائر على مستوى الدولة والإعلام؟ _ الصحافة في بلدي اعتبرتني ملف قديم.. مجرد رسالة قديمة" لم اتلقى سؤالا من أحد لغاية الآن.. أما على مستوى الحكومة الجزائرية فكانت جادة وسريعة في التعامل معي فهي بشكل مباشر اعتبرتني منتهية الصلاحية، لكن حينما اخرج والاقي بعض الناس فالجميع يفرحون في من الصغير إلى الكبير يفرحون حينما يشاهدونني ما زلت حية.. _ الحكومة العراقية هل هي على تواصل معك؟ _ الحكومة العراقية!! انا لما جئت إلى العراق عملت مع الحشد على ساتر واحد بشكل تطوعي ولم أكن موظفة فيه وأنما آمنت أن حمل اسم الحشد هو شرف كبير.. أعتقد اني ما زلت في قلوب كثير من العراقيين فهم أهلي واخوتي.. وكثير منهم يسأل عني دائما.. _ من يعيلك الآن.. وهناك حديث جرى وقتها انك بعد الإصابة تم تخصيص راتب لك شأنك شأن جرحى الحشد..؟ _ أخي واختي يعملون وهم من يساعدووني في حياتي حاليا.. وكيف لي أن اخذ راتبا من مؤسسة لست موظفة فيها وهي يوميا تقدم مئات الشهداء" الآن انا لا أفكر بنفسي بل افكر في الأطفال الذين رحل آباهم بفعل الحرب.. _ إذن صحيح ما روج عبر الإعلام في المغرب العربي عن تخلي كل الأطراف عنك بعد خروجك من العراق وبلدك اهملك ماهي القصة الحقيقية؟ _ بالفعل خروجي من العراق بعد اصابتي كان مضحكا.. فبعد ان تعافيت تدريجيا من اصابتي رفضت العودة إلى الجزائر وطلبت ان ابقى في العراق واكمل المسيرة بعد شفائي.. وهكذا خرجت من المستشفى وذهبت للفندق لغرض الراحة بعد أن عاد اخي واختي إلى الجزائر .. مرت ايام قليلة جاؤوني الاخوان الذين يشرفون على وضعي وقالو لي اني ساعود للعمل واذهب للموصل بغرض تغطية العمليات العسكرية مرة أخرى وفرحت كثيرا وقتها.. ذهبت برفقتهم إلى المطار لانهم قالو انه يصعب عليك الذهاب بواسطة السيارة.. في المطار جائني طبيب واعطاني حقنة قال إنها سوف تساعدك قليلا فنامي وكان معي صحفي عراقي .. فتحت عيناي واذا انا في سيارة إسعاف وكانت امي بجانبي وهي تصرخ.. سألتها أين أنا.. فاجابت انتي في الجزائر! _ لماذا كانت امك تصرخ؟ _ امي كانت تصرخ لأن سيارة الإسعاف كانت ستأخذني إلى مستشفى المجانين؛ وجائها مسؤول مع الصحفي العراقي وسلمها شهادة طبية تفيد بأني مريضة عقليا.. _ ماذا حدث بعدها؟ _ امي رفضت ان اذهب لمستشفى الأمراض العقلية وطلبت ان تأخذني إلى البيت.. _ أين ذهب الصحفي العراقي الذي كان معك وما هي مسؤوليته؟ _ هذا الصحفي كان مكلفا بملفي في العراق وهو من اخذني إلى طبيب الأمراض العقلية.. رافقني إلى الجزائر وبعدها ذهب إلى القناة التي كنت قد قدمت استقالتي منها ولا اعرف الأسباب لعله يعرفهم او لديه علاقة بهم.. _ هل أخبرتي الجانب العراقي بهذا الموضوع؟ _ نعم أخبروني انهم اعادوني بطلب من عائلتي لكن والله عائلتي تفاجئت بموضوع الشهادة الطبية.. كان بالإمكان ارجاعي باي طريقة وليس وكانهم يطردوني بشهادة طبية تقول اني مريضة عقليا.. حاليا انا جليسة في البيت بلا عمل وبلا حياة؛ فرصاصة داعش افقدتني عين وأذن وتلك الشهادة الطبية افقدتني سميرة.. _ ماذا نقلت القناة التي كنت تعملين فيها سابقا بعد عودتك للجزائر؟ _ لا أعرف كل ما نشرت لكن الابرز انهم نشروا.. عادت سميرة للجزائر وحالتها مريضة عقليا.. تلك القناة كنت أعمل فيها وهي من بعثتني للعراق وبسبب توجههم المضاد للحشد قدمت استقالتي وقتها؛؛ لكنها نجحت فسميرة التي خالفتهم ونقلت الحقيقة طردت من العراق بشهادة كتبها طبيب عراقي تقول انها مريضة عقليا! _ بماذا تفكر سميرة حاليا؟ _ افكر في الأمس" الذي لا اندم عليه فأنا صحفية ومهنتنا مهنة المتاعب. _ ماذا عن المستقبل؟ _ لا أفكر في المستقبل.. بل احلم. فكرت كثيرا لكن فشلت" فكرت ان أعود للعمل الميداني أو ميدان الإعلام لكن فشلت.. _ مالذي تفعلينه الآن هل ما زال شغف الصحافة يعتريك؟ _ هههههههههههه نعم اخرج كل جمعة فهناك مسيرات احتجاجية في الجزائر.. اقوم بتصويرها بهاتفي النقال واتخيل اني ما زلت صحفية" ثم أعود مسرعة إلى البيت وانشر ما قمت بتصويره عبر صفحتي الشخصية

 

 

 

 

 

المصدر: وكالات+إضاءات