بينما أغفل الإعلام السعودي والعربي عموماً قيام حاخام اسرائيلي بزيارة للسعودية واستقبال الملك السعودي له، حرص الإعلام الإسرائيلي على الإضاءة وتحليل وإبراز هذه الزيارة التي وصفها بالتاريخية على طريق إعلان التطبيع رسميا بين السعودية وإسرائيل.
موقع "تايمز أوف إسرائيل" نشر مقالًا للكاتب الإسرائيلي رفائيل أهرين أورد فيه تفاصيل تخصّ الحاخام، الذي يُقيم في الأراضي المحتلة، في القدس المحتلة تحديدًا.
وبحسب المعلومات التي نشرها أهرين، وُلد ديفيد روزن في إنكلترا لكنه انتقل إلى الأراضي المحتلة قبل سنوات، وهو عضو في لجنة الحاخامية الرئيسية في "إسرائيل" لما يسمّى "الحوار بين الأديان".
الموقع أشار الى أن الحاخام أمضى يومين ونصف في العاصمة السعودية لحضور اجتماع مركز الملك عبد الله الدولي للحوار بين الأديان والثقافات، خاصة أنه عضو في مجلس الإدارة.
الحاخام الاسرائيلي تحدث بدوره عن تفاصيل الزيارة وقال إن "اللقاء كان رائعًا والتجربة كانت حقًا مميّزة"، مؤكدًا ان اللقاء لم يكن مع الملك فقط، وتابع "الشيء الأكثر إثارة هو مقابلة الشباب وإحساسهم بالتحوّل الذي تمر به بلادهم"، وأضاف أن "اجتماع الأسبوع الماضي كان في الواقع أول مجموعة حوار عبر الأديان يستضيفها الملك سلمان".
وأضاف "قبل عامين فقط، عندما كانت السلطات السعودية تفكر في دعوتنا، وفي المقام الأول لي كحاخام.. هذا كان مبالغًا به كثيرًا حينها.. من هذا المنظور، كان الاستقبال في القصر الملكي لحظة ثورية".
روزن لفت الى أنه لم يتم تقديم طعام كوشير (الحلال في الشريعة اليهودية) له، لذا أكل فقط الحمص والزيتون والتمر، قال إنه على الرغم من أن لقاءه مع الملك لم يكن ممكنًا على الأرجح دون التقارب السري بين السعودية و"إسرائيل"، إلا أنه لم تتم مناقشة إمكانية إقامة علاقات ثنائية بين الجانبين، وأردف "على العكس، من وجهة النظر السعودية، كانت هناك رغبة في تقديمي كممثل ديني، وممثل للعالم اليهودي والدين اليهودي، وليس كممثل لأي تيار سياسي معين..قُدمتُ الى الملك كممثل للشعب اليهودي واليهودية، وليس ضمن أي هوية قومية معينة".
وأعرب روزن، الذي عمل أيضا كحاخام محلي في جنوب أفريقيا وكحاخام رئيسي لإيرلندا، عن اعتقاده بأنه يجب أن يتم إحراز تقدما ملموسا في عملية السلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين من اجل جعل العلاقات السعودية الإسرائيلية أكثر رسمية، وفق تعبيره.
وقام وفد كبير من مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى وفي وقت سابق من هذا الشهر، بزيارة السعودية في أول رحلة لمجموعة أمريكية يهودية إلى المملكة منذ أوائل التسعينيات.
وكان روزن، الذي يشغل منصب مدير الشؤون بين الأديان في اللجنة اليهودية الأمريكية، أحد أعضاء مجلس إدارة KAICIID التسعة الذين حضروا الاجتماع مع الملك سلمان، وهو الوحيد الذي يمثل اليهودية، فيما يمثّل الثمانية الآخرون البوذية والمسيحية والهندوسية والإسلام.