اردوغان .. زعيم بلا جيش .. الوصول الى النهاية ------------------------------------------------------------------------- هذه أول مرة منذ تسع سنوات أحس فيها ان الرصاص استقر في الاجساد الصحيحة .. لان معركتنا الحقيقية ليست مع السوريين المعارضين المسلحين والارهابيين .. بل معركتنا مع العدوين الكبيرين اسرائيل وتركيا .. فكلاهما يريدان ابتلاع الشرق من أجل اوهام طورانية او تلمودية .. وكل مامر بنا من مسلحين كانوا الدروع التي يتمترس خلفها الاتراك والاسرائيليون .. وكل من قتلناه من مسلحين لم أحس اننا قتلناه برغبة كاملة ولكن كما كان الخالد حافظ الاسد يقول (لنمنع عن شعبنا القتل والتدمير) لأن هذه العصابات كانت تحركها غرف عمليات واحزاب في تركيا وتل أبيب بكل تنسيق ونذالة .. في الجنوب اسرائيل تقصف هي مرتاحة الى اننا اذا قمنا بالرد الذي تستحقه فان غرف عمليات الشمال ستزيد الضغط على الجبهة الشمالية .. وكنا كلما ضربنا في الشمال تتحرك اسرائيل في الجنوب .. الرصاص الحقيقي الذي يجب ان يطلق منذ تسع سنوات كان على الأتراك الاردوغانيين وعلى الاسرائيليين .. ولكن شاءت الأقدار ان يمنعنا المسلحون من الوصول الى هذين العدوين وتلقوا رصاصنا بدلا منهم .. فقتلناهم ونحن لانحس بكامل الرضا لأنهم يقتلون دون عدونا الحقيقي .. اليوم جاء اردوغان بنفسه وضع امامنا الجنود الأتراك .. وهو يظن ان ناتويته ستحميه وهو في ارضنا .. ويظن ان الفقاعات التي يصدرها ستردعنا .. وقلنا له بالفم الملآن ألا يخطئ في الحسابات .. فأصر لأنه يدرك ان خروجه من ادلب سيتلوه خروجه من قصر الرئاسة .. الكثيرون يحدثوننا عن الجيش التركي وعن قوته كثاني اقوى جيوش الاطلسي .. ولكن نسي هؤلاء ان الجيش التركي الذي يتحدثون عنه هو جيش لم يعد الجيش التركي الذي نعرفه .. غهذا الجيش الذي نراه اليوم نحته اردوغان وصممه على مقاسه فقط .. وان عملية الانقلاب استغلها أردوغان لبتر أذرع الجيش التركي وتقليمه والاستيلاء عليه ولذلك تمت عملية استئصال أهم القيادات والرؤوس العسكرية المهمة في القيادات الميدانية التركية ومن مختلف صنوف الأسلحة .. وشملت العملية عشرات الآلاف بين مسرح ومعتقل ومن تم تجميده او نقله الى قطاعات عسكرية باردة .. وتعرض هذا الجيش لعملية خلط غير موفقة بين القيادات القديمة والحديثة .. المهنية والمراهقة .. وهذا ماتسبب في تدهور الروح العسكرية للقيادات العليا والضباط وتراجع مستوى الثقة بالقيادة وحدثت فوضى عسكرية لأن صغار الضباط الاسلاميين صارت تتم ترقيتهم بسرعة للحلول محل القيادات غير الاسلامية .. فوصل مراهقون عسكريون الى الصفوف القيادية .. وهكذا تحول الجيش التركي الى جيش بلا رأس .. مثل ديناصور برأس دجاجة .. وهذا الجيش ليست لديه الروح القتالية والمعنوية للقتال خارج تركيا لأنه جيش محبط يحس قادته انهم لايملكون الثقة بالنفس لخوض معارك كبرى وانهم غير موثوقين في تركيا وقد تعرضوا للاهانة ولاذلال أمام الكاميرات .. فيما يحس الغاضبون فيه انهم مهمشون ومراقبون من قبل صغار الضباط .. ماحصل في الجيش التركي لم يكن امرا طبيعيا .. بل هزة عنيفة .. يشبهها البعض بالهزة التي حدثت للجيش الايراني بعد سقوط الشاه .. فبعد انتصار الثورة الاسلامية الايرانية قرر القياديون الجدد للبلاد التخلص من تركة الشاه في جيشه الذي كان معظم ضباطه موالين للشاه .. فتم التخلص من 90 ألف ضابط بين عقوبات التسريح والسجن والاعدام والطرد .. فتحول الجيش الايراني الذي كان شرطي المنطقة وأحد اقوى الجيوش على الاطلاق .. تحول الى جيش بلا ضباط قادة .. أي جيش بلا رأس .. وهذا ماأوصله الاميريكون لمخابرات الرئيس صدام حسين عندما شجعوه على استغلال الظرف النادر لمواجهة جيش أعمى لايقدر على المواجهة مثل جيش من غير سلاح الفرسان .. وبالفعل كان الجيش العراقي لايلقى اي مواجهة معتبرة وهو يقتحم المدن الايرانية وكان من الواضح ان الجيش الايراني جيش لم يعد مؤهلا لقيادة معركة من اي نوع وأنه مترهل مثل شخص بدين ليست لديه مرونة وقيادة وتحكم وسيطرة .. لانه تم تجريده من نخبة الضباط .. واحتاج الجيش الايراني الى عشر سنوات لتعويض هذه الخسارة الفادحة .. الجيش التركي لم يعد مخيفا ولايقدر على انجاز انتصارات رغم انه قد يضرب بشكل عشوائي .. والضربة التي تلقاها هي أول الغيث .. وان كان اردوغان عاقلا ويدرك انه أمسى بلا جيش قوي فعليه ان يسحب عسكره قبل ان تتم ابادة كل الأتراك داخل الحدود السورية .. وهو ربما لم ينس ان مئات الجنود الاتراك أسرى ضمن الاراضي السورية ضمن مايسمى نقاط المراقبة التي أعطت الجيش السوري أسرى مجانيين لأن الغباء التركي لم يتصور انه قدم هدية عسكرية للجيش السوري حيث العبقرية الروسية السورية التي تركت هذه النقاط دون المساس بها فتصور اردوغان انها ستبقى مثل مسمار جحا له يدخل كما يشاء للاطمئنان عليهم ولم يدر بخلده ان هذه النقاط والجزر المطوقة تحولت الى سجون كبيرة لعساكره وهم بالمئات .. والذين سيتم القاء القبض عليهم ووضعهم في أكياس وشحنهم الى دمشق اذا تطورت الامور .. واذا قاوموا او حاول الاتراك فك الطوق عنهم فستتم ابادتهم عن بكرة ابيهم في غضون ساعات .. هذه الكارثة العسكرية التي كانت من انتاج عقل اردوغان هي التي ستنهي زمن اردوغان نهاية عنيفة .. فالشعب الذي يريد اردوغان ان يشد عصبه باانتصارات سهلة في سورية وعنتريات وميثاق ملي .. سيدرك ان عاجلا او آجلا ان اردوغان غيّر الجيش التركي وغير عقيدته وغير ضباطه الكبار وغير قدراته لتحميه هو فقط من اي انقلاب .. كما ان كثيرين سيلومونه اذا وقعت مقتلة كبرى بالعساكر الاتراك وسيرون انه اخطأ في اتخاذ قرار غير صائب بالتحرش بالجيش السوري المدرب تدريبا ميدانيا عاليا .. ومعه حليف روسي شرس للغاية وخطير جدا ومسلح للغاية .. اذا كان اردوغان في منتهى الغباء فانه سيخوض الحرب .. واذا كانت لديه تلك الموهبة في التوقف عند حافة الهاوية كما توقف مئات المرات خلال هذه السنوات التي هدد فيها بأن صبره قد نفذ .. فسيجد طريقة للافتاء بالانسحاب وانهاء الخلاف .. اردوغان رغم انه سيحاول ابتزاز مشاعر الاتراك الا انه خائف مما حدث .. ولجوءه الى قطع الانترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي بسبب النقمة والصدمة والروع التي ستنتشر ضد اردوغان عندما يرى الاتراك مصير جيشهم .. في ادلب .. ومصير بلادهم التي صارت تعادي روسيا وسورية والعراق ومصر والسعودية وليبيا والامارات وقبرص واليونان واوروبة .. لأن السؤال الذي سينشأ بعد انتهاء موجة الغضب هو من الذي وضع تركيا في هذه المغامرة .. واردوغان لم يعد قادرا على التراجع .. ولكن كل تقدم يلجا اليه سيدفع ثمنه ثمنا باهظا .. وتركيا ليست بحاجة الى كل هذه المغامرات من أجل مجانين حزب العدالة والتنمية .. نارام سرجون