بدأ استخدام ما يعرف بوقتنا الحاضر باسم (الحرب البيولوجية) منذ القدم (قبل الميلاد)، وذلك مع بداية ادراك الانسان ان بعض الأمراض معدية وانها يمكن أن تفتك بالناس اكثر مما تفتك بهم السيوف والرماح والمدافع والوسائل العسكرية التقليدية ، بل وقد استخدم وسائل غير ذلك ،كالحيوانات والزواحف السامة، وهذا ما حصل فعلا في عدة حروب سجلها التاريخ، وقد تكون هذه الأساليب قد حسمت المعركة اسرع من استخدام الاساليب العسكرية التقليدية ، مُوقِعة اكبر عدد من الخسائر البشرية والضحايا في صفوف العدو، وفيما يلي اشهر المعارك عبر التاريخ ، حيث كانت الكلمة الفصل فيها ، وتسجيل الإنتصار بطرق غير تقليدية - عسكريا - او بما يعرف (بالحرب البيولوجية ) او (البكتيرية ) :
- في القرن السادس قبل الميلاد سمم الاشوريون آبار الماء التي يستقي منها اعداؤهم مستخدمين فطرا ساما (مهمان الجودر) يصبب من يتناوله بالهلوسة ويستخرج حاليا من هذا الفطر العقار المخدر ال اس دي .
- في فترة بين أعوام 400 إلى 500 قبل الميلاد سُجلت أقدم حادثة من هذا النوع، المُتهم فيها شاعر ورجل قانون من أثينا يُدعى سولون، قام سولون بتلويث المياه الواصلة إلى مدينة كيراه بنبات الزين السام.
- في الحقبة ذاتها يحكي المؤرخون عن جيش السكيثيون، شعب بدوي ينحدر من أصول إيرانية. اعتاد جنود الجيش غمس سهامهم في جثث الجنود المتحللة قبل إطلاقها على العدو، وأحيانًا كانوا يغمسونها في بركةٍ من الدماء مخلوطة بالسماد العضوي
- 184 قبل الميلاد: القائد القرطاجي حنابعل الذي يكتبه البعض ( هنيبال) يستخدم الأفاعي ليقذف بها اعداءه (اومينس الثاني من بيرجامون) في معركة بحرية ، وارسل سفن مليئة بالأواني الفخارية لداخل المدينة ، وبداخل الفخار آلاف الأفاعي السامة، مما اصاب العدو بالإرباك والفزع وجعلهم يحاربون عدوين في آن واحد الافاعي وجيش حنابعل مما ضمن للاخير النصر.
- 1346م: أثناء حصار التتر لمدينة كفا في شبه جزيرة القرم، اطلقوا على المدينة جثثا لاشخاص ماتوا بالطاعون فاستسلم سکان المدينة وكانت النتيجة أن انتشر الطاعون في اوروبا وقتل الملايين.
- القرن الثاني العشر الميلادي استخدم القائد بارباروسا جثث جنوده المتحلله لتسميم مياه أعدائه في معركة تورتونا.
- في القرن الثالث عشر جنّد جنكيز خان طاعون الماشية ضمن جنوده التي لا ترحم. فتك الطاعون بحيوانات البلدان التي دخلوها، يُصاب الحيوان بفقدان للشهية ثم الحمى الشديدة ثم الموت بعد فترةٍ لا تتجاوز 10 أيام.
- في القرن الرابع عشر، حاصر المغول إحدى مدن شبه جزيرة القرم، وألقوا بداخلها جثثًا مصابة بالطاعون كي يفتك الطاعون بالأعداء نيابةً عن جنود المغول. استسلم السكان بالفعل، لكن الطاعون لم يستسلم وواصل انتشاره في أوروبا ليفتك بالملايين غير مُتقيد بحدود الجغرافيا ولا بأهداف من أطلقوه.
- في القرن الخامس عشر قدّم الإسباني بَزارو ملابس ملوثة بالجدري أثناء محاولة المستكشفين الإسبان احتلال أمريكا الجنوبية.
- عام 1710، الروس يحاصرون القوات السويدية في إستونيا، الحل الذي لجأ له الروس لإنهاء الحصار هو إرسال جثث مصابة بالطاعون لصفوف القوات السويديّة. في زمانٍ أبعد من تلك الحادثة بـ 53 عامًا، وفي الهند البعيدة دارت حرب بين فرنسا والهند، لكن لجأت بريطانيا العظمى لنفس المبدأ. أرسل قائد القوات البريطانية غطاءين ومنديلاً كهدية لرؤوساء القبائل الهندية. الهدية لم تكن تلك الأقشمة، بل فيروس الجدري الفتاك. وحقق الفيروس مراد مُرسليه ففتك بمعظم السكان الأصليين. تفرق الهنود في أماكن متفرقة ومتباعدة هربًا من الوباء. خَمل الفيروس فترة لكنه معركته معهم لم تنتهِ، وربما أُطلق عليهم لاحقًا، لا وجود لحقيقة مؤكدة بهذا الصدد. لكن الحقيقة المؤكدة أن الوباء عاد ، لينتشر بين عامي 1817 و1840 قاتلًا ما يزيد على نصف السكان الأصليين الذين نجو من هجمته الأولى. ثم هلكت البقية الباقية من السكان بين أعوام 1890 و1910.
- في اواخر القرن الخامس عشر، عندما حاول المستكشفون الاسبان احتلال امیرکا الجنوبية، قدم القائد الاسباني بزارو «بثاور» للهنود الحمر ملابس ملوثة بفيروس الجدري.
- 1767 عاقب الانجليز بضع قبائل من الهنود الحمر في اوهایو وبنسلفانيا في أميركا عن طريق تزويدهم بملابس ملوثة بالجدري.
- 1914 – 1918 اثناء الحرب العالمية الأولى، وجه الاتهام لألمانيا بأنها ارسلت الى الولايات المتحدة قطعان ماشية مصابة بمرض الحمى القلاعية كما اتهموا بأنهم حاولوا نشر الكوليرا في ايطاليا والطاعون في روسيا. ورغم ان احدا لم يتمكن من اثبات هذه التهم، الا انها كانت خطيرة ومثيرة للقلق لدرجة جعلت مؤتمر جنيف عام 1925 يحظر استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية.
= 1936: باشرت اليابان مشروعا ضخما للأبحاث على الأسلحة البيولوجية وأجرت تجارب عديدة على السجناء في منشوريا بحقنهم بمسببات امراض مثل الكوليرا والطاعون والجمرة الخبيثة.
- 1940 اثناء الحرب العالمية الثانية، نشرت اليابان البكتيريا المسببة للطاعون في مدن صينية بواسطة قنابل انشطارية كما استخدمت براغيث حاملة للمرض «الطاعون».
- 1941 اجرت بريطانيا تجربة على مرض الجمرة في جزيرة غرونارد على ساحل اسكتلندا وما زال يحظر الدخول الى هذه الجزيرة حتى الآن بسبب تلوث تربتها ببكتيريا هذا الوباء.
- 1943 بدأت الولايات المتحدة مشروع ابحاث على الأسلحة البيولوجية في کمبا دترك في مريلند، وما زال هذا الموقع يخدم نفس الغرض، لأغراض دفاعية فقط.
- 1952 اتهم فريق من الخبراء الدوليين الولايات المتحدة بأنها تستخدم اسلحة بيولوجية في حربها مع كوريا الشمالية.
- 1955 الجيش الأميركي ينتج كميات كبيرة من بكتيريا التلريات ( داء يصيب القوارض وتنتقل عدواه للانسان) وذلك في موقع ” باین بلف ” في ولاية ارکنساس وفي عام 1965 أصبع نفس الموقع مستودعا لمختلف انواع الأسلحة البيولوجية ، هذا وقد اعلن عن تدمير هذا الموقع عام 1972.
- 1956 اعلن المشير زوکوف ان الاتحاد السوفياتي سينفذ برنامج تطوير اسلحة بيولوجية وكيميائية.
- 1960 شكوك شبه مؤكدة تشير لاستخدام الجيش الأميركي اسلحة بيولوجية في حربه في فيتنام، كما أن القوات الشيوعية الفيتكونغ . يستخدمون وسائل متنوعة لنشر الاوبئة بين أفراد الجيش الأمريكي.
- 1972 وقعت 103 دول على اتفاقية تحظر تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية والكيميائية وتنص على تدميرها.
- 1975 – 1983 فيتنام ترش على لاوس وكمبوديا المطر الاصفر: السموم الفطرية ميكوتکسین تريكوثسين
- 1979 انفجار في المعسكر السوفياتي سفيرد لفسك يقتل مئات الأشخاص بسبب اصابتهم بالجمرة الخبيثة، وقد كشف بوريس يلتسن عام 1992 بأن هذا المعسكر ا كان مركزا لدراسة الأسلحة البيولوجية.
- 1984 في ولاية اوريغون الأميركية، اعضاء في طائفة دينية تدعى «شري رجنیش» يلوثون عدة مطاعم ببكتيريا السلمونیلا ينقل على اثرها اربعون شخصا للمستشفيات.
- 1989 مدير وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي اي» يصرح بأن عشر دول على الأقل تصنع اسلحة بيولوجية