في اليمن السعيد، يبقى المشهد بعيداً عن المألوف، ففي الوقت الذي تفشى فيه فيروس كورونا في القارة الأوروبية، وحولها إلى دول مغلقة ومنغلقة على نفسها، استغلت طائرات العدوان السعودي، فرصة انشغال الجميع بالوباء العالمي، فشنت أكثر من 250 غارة على محافظة الجوف، و استقدمت المزيد من المرتزقة بالعتاد العسكري الكامل، والدعم اللوجستي، إلا أن ذلك كله ذهب أدراج الرياح، بتقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية مع أبناء وقبائل الجوف، في أكبر عملية عسكرية مشتركة بين مختلف صنوف القوات المسلحة المقاتلة، فحرروا، وطهروا، وأسروا المرتزقة، و بعض قادتهم السعوديين، مثبتين أن مرور الأيام على العدوان المستمر منذ خمس سنوات لايزيد، أبناء هذ اليمن إلا المزيد من القوة، ليعود سعيد كما كان.
ومع انشغال سكان الكوكب بفيروس كورونا، أقرت اللجنة الفنية اليمنية لمواجهة الأوبئة، برئاسة أمين العاصمة حمود عُباد، جملة من التوجيهات والوقائية لمجابهة انتشار الفيروس العالمي، حيث تم إقرار الإغلاق المؤقت لصالات المناسبات والحمامات البخارية والتقليدية واستراحات الشيش والمسابح، ليتم الاستفادة من فترة الاغلاق هذه في تعقيم المرافق والمؤسسات العامة و رش المعقمات في الشوارع والمدن، تحسباً لوصول أول حالة مصابة بالفيروس، بالتزامن مع عشرات الفرق الطبية الميدانية، المكللفة بحملات التوعية وارشاد المواطنين للإجراءات الوقائية العاجلة، في التصدي للوباء، من جهته أشار مدير مكتب الصحة بالأمانة الدكتور مطهر المروني، إلى أهمية تعزيز الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، كما أكد مدير مكتب الصحة في صنعاء الدكتور خالد المنتصر، على أهمية تعزيز التنسيق بين الأمانة الصحية والمحافظة من خلال اعتماد فرق صحية مشتركة بمداخل العاصمة، للقيام بعمليات فحص، وعناية طبية، للداخلين والخارجين.
ميدانياً، يواصل العدوان السعودي الأمريكي شن غاراته على المحافظات اليمنية، ما أدى إلى استشهاد العديد من المدنيين، وتسجيل عشرات الإصابات، في الجوف بمديرية الغيل، و صعدة في مديرية رازح الحدودية و نقطة رقابة ضباط الارتباط في الحديدة، كما شهدت أماكن متفرقة من حيس اعتداءات متكررة للمقاتلات السعودية، فيما تعرضت جادة الضبياني بمنطقة 7 يوليو قصفاً مدفعياً عنيفاً ومتقطعاً، كما تعرض مطار الحديدة، مدينة الدريهمي المحاصرة، مديرية صراوح في مأرب ومديرية عبس في حجة، لقصف عشوائي مدفعي وصاروخي أيضاً.
وفي سياق آخر، أفرجت الأجهزة الأمنية بمحافظة إب، عن ٣٠ متورط، من المغرر بهم، بمناسبة يوم الصمود الوطني، وأشار مدير أمن المحافظة، عبد الله طاووس، إلى أن هذا الإفراج يعزز جوانب التلاحم ووحدة الصف اليمني في مواجهة العدوان، المستمر منذ خمس سنوات، داعياً أبناء الوطن المغرر بهم والذين لا زالوا في صف القوى المعادية، لرمي السلاح وتسوية أوضاعهم، أسوة بمن سبقوهم على هذا الطريق، الذي يحمل الخير والسلامة واللحمة الوطنية لجميع أبناء اليمن، وفي ذات السياق، دعا محافظ الجوف، عامر المراني، من أسماهم بالمخدوعين والمغرر بهم للعودة إلى حضن الوطن، لافتاً إلى أن الكثير منهم، قد تجاوب مع العفو العام، وقاموا برمي السلاح وتسوية أوضاعهم، واضعين حداً لاستخدامهم كأدوات غادرة في يد العدوان الممول والموجه من قوى عربية ودولية.
