كورونا تفضح الانظمة التي تلهث لتحقيق المكاسب وجني الارباح والثروات وانقاذ ما يطلق عليه اقتصاد - اي تمكين الأثرياء من الكسب وتكديس الثروات ، - والأحزاب التي تستهدف مصالح والفقراء والغالبية العظمى من الكادحين
كورونا تطيح بكل مؤسسات وهياكل وبنية وأيديولوجية الراس مالية المالية الامبريالية - الربى - وتفضح تكريسها لكل الطاقات والثروات والموارد لصالح الأقلية الاوليجاركية الحاكمة على حساب الأكثرية وحرمان هذه الأكثرية من الجهود والخيرات والعلم والصحة والتنمية والنهوض بدليل انهيار كل منظومات العولمة والليبرالية وسياسات السوق والديمقراطية البرلمانية الزائفة وكل هذه الهرطقات والأوهام الزائفة عند التحدي الحقيقي كوباء كورونا، وثبات موسسات الدول - التي أطلقت عليها ديمقراطيات الربى - الدول الشمولية التي كرست كل الجهود والموارد والثروات لصالح النهوض والتنمية والصناعة والازدهار الذي يستهدف القاعدة الجماهيرية اي الغالبية وليس لصالح الأقلية المهيمنة الحاكمة
ان تحدي - كورونا - سيضع المستقبل والعالم امام حقائق ومنطق الاشياء وهو ان العلم والصحة والغذاء والبحث العلمي يتقدم على التسلح وسعار تحقيق المكاسب المالية وجني الارباح وتقاسم العالم وشبق جني الارباح الذي يدفع لهيمنة القطب الأوحد الذي يستأثر بكل شئ ويصنع من الباقين اتباع وأرقاء وادوات له.
لقد تبين ضآلة الثروات وأسواق المال والبورصات والعملات والمعادن الثمينة وحتى النفط امام الغذاء والصحة والعلاج والبحث العلمي ، ومهما بلغ شأن الصاروخ والطائرة والمدفع فلن يضاهي حبة علاج ، اًو لقمة خبز اًو تفوق تقني ، ولن يبلغ التنافس بين الضواري على تقاسم العالم والنفوذ والثروات البناء الاجتماعي وتعبئة الجماهير والنهوض بها ولها ومعها .
ان خيارات الغالبية العظمى لقياداتها تفرز جيلا ونمطاً من القيادات قادرة على خوض التحديات ومجابهة المخاطر ، اما فرض الاتباع والأدوات فسيمنح الشعوب حكاماًمن مستوى هابط يذرفون الدموع ويهددون شعوبهم بالإبادة وفي احسن الحالات يكفرون بالماضي ونهج التبعية والتحالفات الزائفة كالاتحاد الأوروبي المنهار
يقول كاسترو : كوبا لا تلقي القنابل على الشعوب ولا تقصفها بالطائرات ولا تملك الاسلحة النووية كوبا ترسل عشرات الاف الاطباء لتنقذ فقراء العالم من الأوبئة والمرض .
وترامب يجتمع مع كبار مستشارية لانقاذ - الاقتصاد- وليس المواطنين ويستجدي الصين التي قدمت المساعدة ل ٨٥ دولة وارسلت قطار كورونا لإيطاليا لتقديم يد العون بعدما ثبت عجزه وزيف ادعاءاته وهو ومعسكره الاستعماري بالعناية بالإنسان وحقوقه ، وتوقف عالمه الزائف عن اتهام الصين بالعنف والتطرف والقسوة فقد اقتنع باجراءات الصين التي تفوقت على المرض ونفسها والعالم ، وفرض الواقع الموضوعي نفسه ووجد العالم الغربي نفسه يتهافت على اعتاب الصين بمافيهم بلطجي العالم الاول ترامب والقادم سيشهد تهافتاً اشد واسرع وتيرة .
( تصريح ترامب الاخير : انتهيت للتو من محادثة جيدة للغاية مع الرئيس الصيني Xi. ناقشنا باسهاب كبير فيروس كورونا الذي يدمر أجزاء كبيرة من كوكبنا.
الصين مرت بالكثير وطورت فهما قويا للفيروس. نحن نعمل معا بشكل وثيق. الكثير من الاحترام..)
بينما كان قبل يوم واحد يتهم الصين بنشر الفائزون والتلاعب بأرقام المصابين والتقصير في مجابهته) .
اليوم تعود الامور الى نصابها ويتسول الحكام الزائفين على اعتاب الصين مجردين من عنجهيتهم وكبريائهم الوهمي
وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية فالشخص الواحد يعدي ٢،٦ أشخاص وخلال ١٠ اجيال من العدوى وخلال ٥ الى ٦ ايام الفترة التي تحتاجها العدوى سيصاب ٣٥٠٠ شخص هذا ما يحصل ، وقد كسرت الصين القاعدة وانتصرت على الوباء وهذا الدرس الذي على العالم واميركا في مقدمته تعلمه.
ناجي الزعبي
عمان ٢٠٢٠/٣/٢٧