بينما تشهد مدن العالم حصارا من قِبل فيروس، قيل عنه أنه "الأشد" فتكا بالبشرية منذ عصور، حيث حاصر أكثر من ثلثي سكان العالم، ومنع التجوال وأوقف المطارات، وعزل الساسة والقادة، وأعجز الأطباء وكذلك المختبرات العالمية عن اكتشاف علاج يوقفه عند حده إن لم نقل يقضي عليه.
في خضم كل ما يجري جراء تبعات الحرب التي تشنها" كورنا" على البشرية تمر "اليمن" بمرحلة مختلفة تماما عن دول العالم وكأنها من كوكب آخر، حيث حركة الناس عادية، والمدن اليمنية مكتظة بالمتسوقين والمارة دون أن يقلقهم "الفيروس التاجي" الذي أجبر سكان المعمورة على البقاء في مساكنهم؛ هرباً من موت حتمي يلاحقهم في الشوارع والأسواق.
يقول: "الخبراء إن الحرب والحصار على اليمن التي فرضتها دول العدوان بقيادة السعودية، والتي تسببت بإغلاق المطارات والمنافذ البرية والبحرية والجوية للجمهورية اليمنية، وعدم دخول الأجانب الى اليمن، ربما قد يكون ذلك سببا في إبقاء اليمن خالية من فيروس كورونا.
لم يشأ التحالف العربي الذي خنق الشعب اليمني بحصاره خمس سنوات "ومايزال حتى اللحظة" أن ينجوا هذا الشعب من ويلات فيروس كورونا، حيث عمد على فتح بعض المنافذ في المحافظات الجنوبية مثل منفذ شحن في منطقة "الشحر" التابعة لمحافظة حضرموت، فنتج عن ذلك أن ظهرت حالة أكدتها الجهات المختصة ورصدتها منظمة الصحة العالمية، مؤكدة استقرار الحالة وعدم ظهور حالات مماثلة.
وأثناء تجول موقع إضاءات في العاصمة اليمنية صنعاء كان لبعض المواطنين اليمنيين رأياًًَ آخر حول عدم انتشار الفيروس في بلدهم، حيث أكد الاستاذ "مقبل الصلوي" العامل في المجال الإنساني أن السبب الرئيسي لعدم انتشار فيروس كورونا بين اليمنيين يعود الى عدم تواجد الاجانب في البلد بالإضافة الى أن مطارات الجمهورية اليمنية مغلقة منذ خمس سنوات نتيجة الحصار المفروض من قبل دول العدوان.
مشيراً الى أن ذلك مثل عائقا أمام الوافدين من الدول الموبوءة من العودة الى اليمن، ما أدى إلى إبقاء البلد خاليا من تفشي الوباء القاتل.
من جانبه أرجع الكاتب والصحفي "عبدالسلام المساجدي" سبب عدم انتشار فيروس كورونا في اليمن الى أن اليمنيين أخذوا في السابق لقاحات لأمراض كثيرة من بينها مرض السل وأخرى "كالكوليرا" و"الدفتيريا" التي إنتشرت في البلد وأصابت نسبة كبيرة من الواطنيين وإكتسب المواطن اليمني المناعة ضد هكذا فيروسات.
وأثارت الحالة المصابة بفيروس كورونا في محافظة حضرموت المخاوف بين أوساط المواطنين ، إلا أنها سرعان ما انحسرت بعد أن أكدت منظمة الصحة العالمية أن تلك الحالة مستقرة، اضافة إلى عدم تسجيل إصابات أو حالات اشتباه أخرى في البلد، ما ترك علامات استفهام كثيرة حول الأسباب الرئيسية وراء عدم تفشي فيروس كورونا في هذا البلد المنهك...!؟
