جائت جائحة كورونا لتكشف المستور ولتفضح عوار العصابة المالية المتحكمة في العالم فحال العالم بعد الجائحة حال محيط تضربه عواصف التسونامي فتتقاذف سفنه الأمواج لينجوا بعضها وليتحطم بعضها الآخر, الطغمة المالية العالمية اليهودية وعلى مدى قرن من الزمن تمكنت من الاستحواذ على ثروات العالم, والطغمة المالية تتكون من عصابة "روتشيلد ركفيلر ومورغان" وما فرخته من مليارديرات ساروا على نهجها كسوروس وجماعة مليارديرات شركات تكنولوجيا المعلومات الرقمية, تحكم من ورد ذكرهم أو بعضهم, في البنوك المركزية الأساسية في العالم لقرن من الزمن, واستطاعت من الاستحواذ على معظم الذهب في العالم عن طريق التلاعب في البورصات وصناعة الحروب , لم يكن غريباً أن أن تقوم قوات الاحتلال الأمريكي التي احتلت العراق في 2003 في السيطرة على شركة البترول العراق والوصول لمخازن الذهب العراقي وسرقته.ولم يكن غريباً ايضاً شحن سبائك الذهب المسروق بواسطة دواعشها من سوريا لامريكا حيث مقر العصابة المالية ولييس غريباً أيضاً سرقة ذهب فنزويلا من قبل بريطانيا بوقت يعاني في الشعب الفنزويللي من ضائقة الحصار.
البترودولار تحول لبديل للدولار الذهبي في العام 1971, وبتحويل نفط العرب لغطاء لدولار العصابة الرأسمالية العالمية, تحول نفط العرب لغطاء لدولار أمريكا بينما معظم العرب عرايا بلا أغطية تسترهم وتستر عوراتهم.
لقد تحول الدولار لسيف مسلط على رقاب الشعوب ولأداة لإخضاعها سياسياً لمشيئة العصابة المالية الأمريكية, السياسية والاقتصادية, لكن الشعوب العريقة الحية قاومت الهيمنة بطرق مختلفة الهيمنة, منذ سنوات ونحن نستمع للهواجس الأمريكية من التطور السريع للإقتصاد الصيني, كان الناتج الاجمالي للصين عند انهيار الاتحاد السوفييتي لعوامل اقتصادية في العام 1991 يقارب ال 900 مليون دولار وكانت نسبة كبيرة من مواطني الصين يقبعون تحت خط الفقر, أدركت الصين هذه الحقيقة فعملت على بناء اقتصاد متطور وكانت أولى خطواتها إعدام الفاسدين في الميادين العامة وبعد ذلك اعتمدت سياسات حداثية للتعامل مع اقتصادها ليتحول الناتج الاجمالي الى 17000 ألف مليون دولار في العام الماضي ولتصل استثماراتها في العالم لعدة ترليونات من الدولارات الامريكية, الاقتصاد الصيني بلا مديونية خارجية أو داخلية بينما تمتلك الصين 1.3 ترليون دولار سندات خزينة أمريكية وهو بالتعبير الاقتصادي عبارة عن ديون على الخزينة الامريكية للصين, الصين تملك استثمارات هائلة في أمريكا تقدر بترليونات أيضاً وظفتها في قطاعات صناعية ومالية فيها, استطاعت الصين التوسع في استثماراتها الخارجية على قاعدة BOT) Build Operate Transfer), الصين تبني المشاريع وتستثمرها لسنوات محددة ومن ثم تعيدها للدول التي اتفقت معها بعد استرداد كلف بنائها, هدف الصين ليس الاستغلال أو الاستعمار بل لتوسيع قاعدة التبادل والمنفعة مع الدول الأخري, فالصين بحاجة لمكونات لصناعتها من دول لا تملك البنى التحتية للتصدير وبحاجة لتسويق بضائعها ومنتجاتها للدول المختلفة, هذا لا يروق للعصابة اليهودية المتحكمة بمفاصل العالم فهي اعتادت على النهب فقط لموارد الأمم بمقابل تصدير الفقر والجوع والمرض لشعوب العالم وكما بتصدير الأغذية والأدوية القاتلة في احيان كثيرة لشعوب العالم.
سنت الادارة الامريكية القوانين والمشاريع لصالح شركات الطغمة المالية الحاكمة لأمريكا ووضعت السياسات التي تتوافق مع هواها, لكن في أحيان لا تجري الرياح بما تشتهي الأهواء, سياسة الخصخصة والعولمة كانت وبالاً على الشعوب , أفقرت معظم دول العالم , تحولت ممتلكات الشعوب وثرواتها لممتلكات للشركات الغربية الإستعمارية الكبرى أو لصالح تابعيها من رجال المافيات والطفيليين المحليين في بلدانهم ممن يأتمرون من الطغمة المالية اليهودية التي تحكم العالم, بوقت تم فيه تشديد حركة مواطني تلك الدول باتجاه دول الاستعمار مما اضطر البائسين منهم للجوه نحو البحر على أمل ايجاد فرصة لحياة مقبولة تسد رمقهم, يكاد لا يمر يوم منذ سنوات الآ ونسمع عن ضحايا ابتلعهم البحر نتيجة للتشدد في حركة عبور المواطنين بين الدول, العولمة تسمح للبضائع المصنعة من الدول الكبرى بالوصول السهل للدول التابعة دون قيود, بينما منفعة تلك البضائع ترتد على كبار الرأسماليين وفتاتها يرتد على العاملين فيها.
البترودولار تحول لسيف على رقاب الشعوب, العصابة الصهيوننية اليهودية التي تتحكم في العالم تراقب حركة كل دولار يتنقل بين دول العالم بواسطة نظام سويفت , نظم التحويل المراقبة أمريكياً تحولت لسيف مسلط على الدول الأوروبية التي ترتعب فرائضها خوفاً من الغضب الأمريكي فمشروع مارشال صمم ليضمن التبعية الأوروبية لأمريكا حيث ترتبت كوارث اقتصادية نتيجة لإرتدادات الحرب الكونية الثانية على اقتصادات الدول الأوروبية.
لم تستطع العملة الأوروبية "اليورو" من الاستقلال عن البترودولار في ظل ارتهان تلك الدول, فاعتمادها على الدولار في أهم تعاملاتها التصديرية من جهة ومن جهة أخرى لإضطرارها لشراء الطاقة بالبترودولار الأمريكي.
العالم يتطلع للبديل عن البترودولار فما هي البدائل؟
- هل هي العملات الرقمية التي يتم تداول عشرة انواع منها الآن؟
- هل هي الليبرا عملة الفيسبوك التي تواجه اعتراضات من الطغمة المالية في أمريكا؟
- هل هو اليوان الرقمي الصيني وما سترتب عليه من تغييرات ستغير تاريخ العالم المالي والمصرفي؟.
الحل سيأتي من الشرق وهذا ما سأتناوله في مقال لاحق يتناول البدائل للبترودولار الذي سيتحول بلا غطاء بيوم ما