٦/....
بيروت؛ ٢٩/٥/٢٠٢٤
ميخائيل عوض
الحكومة العالمية الخفية التي تمثل الشركات المتعدية الجنسية والعابرة للقوميات ولوبيات العولمة من صناع الحروب والرأسمالية المالية الاحتكارية والسيطرة والجماعات السرية المعولمة.
ادركت بحسها او بمعرفتها الاستباقية لمسارات التطور التاريخي والمتغيرات النوعية الجارية في ميزان القوى السياسي والعسكري والاقتصادي.
واثر اخفاقاتها في العرب والمسلمين وتراجع نفوذها في افريقيا والفشل في اعادة اخضاع الحديقة الخلفية للبيت الابيض.
وبعد ان تأكدت صعوبة تطويع واحتواء الصين ووقف مسارها التصاعدي في النفوذ والسيطرة الاقتصادية العالمية وتحولها الى الهجومية.
وعلى دروس التاريخ وتجاربه مع الامبراطوريات الكبرى في التاريخ تحاول وتسعى لتامين نفسها وادامة سيطرتها ولا تدخر جهد او وسيلة او فعل ولو غير مسبوق لتجريبها ولضبط التحولات ومنعها ما امكن.
فالعجز والهزائم وفقدان السيطرة ونواتج استراتيجيات الفوضى الخلاقة وتقسيم المقسم التي اختبرتها منذ ال٢٠٠٠ جاءت نتائجها في غير صالحها ولم تخلق لها فرص لتجديد شبابها على العكس وفرت فرصة اقتنصتها ايران في العراق وسورية واليمن ولبنان وتشاركها روسيا وتتقدم الصين باستراتيجيات الحزام والطريق.
وبسبب اخفاقها في تجديد شباب امريكا وتلوينها وتمتين بنيتها بترئيس اوباما كأسود ومن اب افريقي ومسلم وقد اخفقت.
ولعوامل موضوعية وتاريخية بنيوية تولدت في دولة الحكومة الخفية ظاهرة عنيدة ومقاتلة على تعارض حدي مع مشاريعها ومخططاها لإخضاع البشرية والسيطرة عليها.
فجاءت ظاهرة ترامب عاصفة من خارج النسق والتشكيلات السياسية المتقادمة.
تبنى وطرح مشروعا مناقضا في تأكيده على الامة الامريكية وامريكا اولا واشهاره مشروعه لتصفية العولمة والانسحابية وتفكيك القواعد العسكرية والامتناع عن دور شريطي العالم والتوازنات الاقليمية والمحلية للدول وللأسر الموالية.
جبهة خطرة فتحت ضد الحكومة الخفية ولوبياتها وادواتها في قلب دولتها القائدة القاعدة لمشروعها العولمي اذا لم تنجح بتطويعها ستكون مصيدة انكسارها ودفنها.
وفي سعي لمجاوزتها وبعد ان نجحت بإعاقة ترامب في ولايته الاولى واسقاطه بشبهة انقلاب وتزوير ومنعه من ولاية ثانية باستخدام اذرعها من شركات التكنولوجيا وجائحة كورونا والشبكات والذكاء الصناعي ووسائط التفاعل في العالم الافتراضي.
اصبح جهدها ينصب ايضا على ترميم الاوضاع الاقتصادية لأمريكا المهددة بأزمة انهياريه للنموذج غير قابلة للسيطرة او العلاج بعد ان استنفذت المحاولات مع ازمة ال٢٠٠٨ التي تم احتوائها بسياسات نقدية ومالية عبر اجراءات التيسير الذاتي وتأميم خسائر البنوك والشركات وتحميلها للموازنة الأمريكية وطباعة الدولار واليورو والاستدانة بأرقام فلكية لتغطية عجز الموازنات ما خلق ازمات تكوينية وبنيوية في اتحاد ظاهرتي الركود والتضخم المفرطان وبإجراءات تعميم الازمة وتحميلها للأمريكيين ولشعوب العالم خاصة الدول التي خضعت لإعادة هيكلة واعتمدت فلسفة اقتصاد السوق والليبرالية استجابة لحاجات ومصالح الشركات والحكومة الخفية.
على ما تقدم يمكن تفسير السعار الذي تندفع فيه وتدفع العالم اليه الحكومة الخفية بتحويلها العملية الخاصة الروسية في اوكرانيا الى حرب شاملة وقد تتحول بها الى نووية تدميرية للبشرية والعمران والحضارة.
ومن غير المستبعد ان بين اهداف الحكومة الخفية والشركات من حرب اوكرانيا تدمير الدول والجيوش والسيادات الاوروبية للوحدات الوطنية وللاتحاد الأوروبي كمشروع قاري فوق قومي حاول ان يكون شريكا منافسا راغبا بالاستحواذ على حصة من الثروات ومصادرها وطرق نقلها.
في حرب اوكرانيا تسعى امريكا ذراع الحكومة الخفية لبعث الفوضى في اوروبا وتدمير ما تبقى من دول وجيوش عبر النخب الحاكمة والتي اعدتها واوصلتها الى ادارة البلاد والاتحاد.
فرضت على اوروبا ان تمول اوكرانيا في حربها والزمتها بان تقاطع روسيا وتخسر ميزات القرب الجغرافي فاضطرتها ان تشتري النفط والغاز الامريكي بخمسة اضعاف الروسي والزمتها برفع انفاقها العسكري وبتصفية مخازنها من السلاح والذخائر لإلزامها بشراء الاسلحة والذخائر الامريكية لتشغيل صناعة السلاح ومنعها من الانهيار كما امنت امريكا قطاع النفط والغاز الصخري ووفرت شروط لتصفية الصناعات الاوروبية عموما والالمانية خاصة" الدولة والاقتصاد الاجتماعي والصناعي" واضطرتها للانتقال الى امريكا في محاولة لترميم الاقتصاد الامريكي المأزوم على حساب اوروبا وشعوبها. وحولت بذلك اوروبا من اتحاد قاري قادر على المنافسة ومشاركة امريكا في الكعكة الاقتصادية الى جمهوريات موز بلا قوة او قدرة وكمجرد مستعمرات امريكية لتامين وتلبية مصالح الشركات اولا.
ما باتت عليه اوروبا واتحادها وما تسببت لها السياسات الامريكية انفاذا لخطط الحكومة الخفية تضع الاتحاد الاوروبي ووحداته الوطنية امام ازمات وجودية وكارثية اقل مفاعيلها انفجار الاتحاد نفسه وتاليا اضطرابات وفوضى في الوحدات الوطنية.
وما لم تتصاعد الحركات الشعبية الرافضة للنخب المتامركة وتغيرها حديا بالانتفاضات واو بالانتخابات فمستقبل اوروبا يبدو مظلما ومن صناعة ولتحقيق حاجات الحكومة الخفية لحماية دولتها القاعدة القائدة امريكا.
.../ يتبع
ماذا عن امريكا وانتخاباتها وفرص اعادة هيكلتها..؟
والاشتباك بين الشركات والنزعات القومية والدولتيه البازغة في الظاهرة الترامبية؟.