يندرج المسلسل ضمن إطار السيرة الذاتية، ويعتبر أول عمل درامي يتناول شخصية رجل دين مسيحي على مستوى سوريا والوطن العربي، هو المطران (هيلاريون كبوجي) -مواليد حلب- 1922-2017، والذي أصبح مطراناً لكنيسة الروم_ الكاثوليك في القدس سنة 1965، وجيّر مكانته الدينية لصالح خدمة القضية الفلسطينية ، شهد المطران كابوجي تفجير فندق «الملك داود» على يد عصابات صهيونية، كما كان شاهداً على شهداء القدس في حرب حزيران/يونيو ودفن بيديه 400 شهيد، وقد كان لهذه المأساة أثر كبير على نفسه ومسيرته ، اعتقلته السلطات الإسرائيلية وحاكمته بتهمة تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية، حيث تدّخل الفاتيكان لإطلاق سراحه، وأُبعد إلى روما التي قضى بقيّة عمره فيها، حتى وفاته في العام 2017   ، وخلال الحرب على سوريا قام المطران بدور فعال بنقل وجهة النظر الرسمية عما يجري، وقدم الكثير من الدعم والمساعدات للجرحى والمتضررين.

 الكاتب حسن.م. يوسف صرح  إنه استغرق أكثر من عام في كتابة السيناريو، وإعتماداً على عدة مصادر أهمها كتاب (ذكرياتي بالسجن) للمطران نفسه ،ووضع قلبه في خدمة هذه الشخصية، التي وصفها بــ "المستنيرة"، الجدير بالذكر أن الأب (الياس زحلاوي) قدّم "الاستشارة التاريخية والدينية" لصنّاع المشروع.

بدأت فكرة مشروع مسلسل وفيلم "حارس القدس"، منذ اليوم التالي لوفاة المطران "إيلاريون كبوجي" مطلع العام 2017، وانطلقت التحضيرات له لكن واجه المشروع صعوباتٍ كبيرة مع تغيّر إدارة المؤسسة، ليبصر النور أخيراً بعد 3 سنوات، وخلال مدة تصوير 120 يوماً، امتدت بين سبتمبر/أيلول 2019، ويناير/كانون ثاني 2020.

 الصحفي والمحلل السياسي الأستاذ "غالب قنديل"  -رئيس مركز الشرق الجديد  للإعلام والدراسات- بدوره علق على العمل من خلال صفحته على الفيس بوك ، حيث تسائل: " هل هي مصادفة أن يكون المطران كبوجي وقبله الشيخ عزالدين القسام عربيين سوريين ، وهل هناك اوضح من حقيقة سورية العربية قلعة المقاومة والعروبة ومن أصالة شعبها وهويته التحررية وثقافته الوطنية والقومية ؟ " مضيفا :"وهل اقوى من هذه العلاقة الحية بين سورية وفلسطين عبر التاريخ ؟ انها حقيقة لا يملك النفاق والدجل والتحريض والتضليل أي قدرة على النيل من رسوخها ومتانتها" و"ما تتحمله سورية اليوم من أكلاف التصدي للخطط الاستعمارية الصهيونية الرجعية متصل عضويا بعهدها والتزامها اتجاه فلسطين السليبة وشعبها وبرفض قيادتها التحررية أي مساومة على المباديء ونتيجة وعي القائد بشارالأسد لطبيعة الصراع ضد منظومة الهيمنة في المنطقة"، وأضاف مستشهدا :" ولن نعيد ونكرر في سرد الشواهد والحقائق الكثيرة تذكروا فقط خيبة كولن باول بعد احتلال العراق."

الصحفي عبد الباري عطوان علق على المسلسل على حسابه بتويتر قائلا:  "‏اتابع يوميًا مسلسل ‎حارس القدس على قناة الميادين الذي يروي سيرة المطران كبوجي الذي لم يترددمطلقا في استخدام حصانته لتهريب الأسلحة لخلايا المقاومة في فلسطين المحتلة انه رمز التعايش والمقاومة هذا المسلسل هو الرد المشرف على مسلسلات التطبيع مثل ام هارون وغيره والتكريس لثقافة المقاومة "

الجدير بالذكر أن المسلسلمن إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي وإخراج باسل الخطيب عن نص الكاتب  حسن يوسف وبطولة الممثل السوري رشيد عساف .

يذكر أن العمل قدّم بنسختين، تلفزيونية، وأخرى سينمائية بسيناريوهين منفصلين، يلتقيان في بعض المشاهد، وترجم الفيلم إلى عدة لغاتٍ عالمية، تمهيداً لمشاركته في عدة مهرجانات حول العالم.

هذا ويمكنكم أعزائي القراء ،ان تتابعوا المسلسل على للإنتاج الفني والتوزيع على موقع يوتيوب .