بلسان إسرائيل.. بقائنا في لبنان خطأ استراتيجي دفعنا ثمنه باهظاً
أخبار وتقارير
بلسان إسرائيل.. بقائنا في لبنان خطأ استراتيجي دفعنا ثمنه باهظاً
26 أيار 2020 , 13:11 م
كشف رئيس الأركان الاسرائيلي السابق غادي آيزنكوت عن الكثير من التفاصيل المرتبطة بتحرير المقاومة اللبنانية للأراضي المحتلة من "إسرائيل"، والمعركة التي خاضتها المقاومة وأذلت بها العدو الاسرائيلي.

كشف رئيس الأركان الاسرائيلي السابق غادي آيزنكوت عن الكثير من التفاصيل المرتبطة بتحرير المقاومة اللبنانية للأراضي المحتلة من "إسرائيل"، والمعركة التي خاضتها المقاومة وأذلت بها العدو الاسرائيلي.

وروى آيزنكوت قصة دخوله لبنان قائلاً: "عندما دخلتُ إلى لبنان عام 82 كقائد سرية في الكتيبة 51، كان الهدف هو إبعاد منظمة التحرير الفلسطينة ووقف إطلاق الصواريخ على الشمال، ومنع التسلّل إلى المستوطنات. في نهاية سنوات الـ80 حصل التحول، لأنه خلافًا للفلسطينيين، حزب الله لم يذهب إلى السياج، كان هدفه إخراج الجيش الإسرائيلي وإعادة لبنان إلى اللبنانيين. لذلك الأهداف التي حُددت بالخروج إلى حرب لبنان الأولى كانت غير ذي صلة".

وأكد آيزنكوت أن "البقاء الطويل في لبنان كان خطأ إستراتيجيا، كلّف "إسرائيل" ثمنًا باهظًا. إتفقتُ تمامًا مع الهدف الذي قدّمه إيهود باراك حينها: إخراج الجيش من لبنان، وكان المطلوب اتفاق مع ترتيبات أمنية، وإذا لم يكن هناك خيار، حينها (إنسحاب) أحادي الجانب".

وردًا على سؤال حول نقطة الإنكسار في ثقة الجمهور في تبرير البقاء في لبنان، يُجيب آيزنكوت "في عام 1997، كارثة المروحيات، الحريق في السلوقي، كارثة الشييطت- هذه الأحداث الثلاثة أمالت الكفة في المجتمع الإسرائيلي".

ويُخاطب المحاور في الصحيفة آيزنكوت قائلًا "أنتَ تقول أن قرار الإنسحاب كان صائبًا. عندما خرجنا من هناك حزب الله كان منظمة صغيرة، حيث كانت تواجهه فرقة ونصف. اليوم هو وحش يشغل كل دولة "إسرائيل"، فيردّ الرئيس السابق للأركان "اليوم نحن ندرك أن الأمر ليس حزب الله  فقط، هناك شيء أكبر منه بكثير. الفكرة التي تقدمها إيران هي معركة مقياسها التاريخي هو معركة صلاح الدين ضد الصليبيين. هم يريدون القيام بعملية جراحية تضرب "إسرائيل" كما فعل صلاح الدين بالصليبيين. هذا شيء أكثر بكثير من المواجهة مع حزب الله، ومنطقها هو العمل على تدمير "إسرائيل"".

وأضاف "نحن دفعنا هناك ثمنًا إستراتيجيًا كبيرًا، أدى إلى ضرب الإتفاق القومي الواسع وخلق تصدعات في المجتمع الإسرائيلي.. أنا لستُ من أولئك الذين يعتقدون بأن الانسحاب خلق حافزية لعمليات خطف ولحرب لبنان الثانية، لكنني أعتقد بأن هذا الأمر أدى إلى أن يُدرك الفلسطينيون أن الطريق لتحقيق الإنجازات مع "إسرائيل" هو بالعنف وليس بالمفاوضات".

وسأل آيزنكوت "متى أدركتَ أن الإنسحاب سيحصل واقعًا"، فيُجيب "في بداية عام 99 بدأت وظيفتي في منصب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة.. في الأسبوع الأول كان هناك نقاش عن الإنسحاب من لبنان. كان نقاش كامل، في نهايته استكمل رئيس الأركان شاؤول موفاز الحديث بشكل منفرد مع إيهود باراك الذي قال له إذا لم يحصل إنسحاب وفق تسوية، فإنه يجب أن يحصل بشكل أحادي الجانب. في نهاية آذار من العام 2000، بعد فشل قمة كلينتون-الأسد في جنيف، أدركتُ أن الموضوع حُسم".

وعن مقاومة حزب الله للاحتلال في جنوب لبنان، قال آيزنكوت  "أنا أذكر المرة الأولى التي تواجهت معهم هناك، عندما كنتُ قائد كتيبة قمت بتبديل كتيبة المظليين التي كان بني غانتس مسؤولًا عنها.. قتلنا عددًا من "المخربين" عبر إطلاق قذائف الدبابات.. عندما وصلنا، وجدنا مخربين مقطعي الأوصال مع شعار أخضر على الجبين. أنا أذكر أنه في التحقيقات قال أحدهم أنهم تابعين لمنظمة "عابرة" تُسمى حزب الله".

المصدر: وكالات+إضاءات