أشاد السيد حسن نصر الله في مقابلته مع اذاعة النور بدور القوى الوطنية اللبنانية المقاومة للاحتلال الصهيوني مثمناً دورها ومقدراُ عطائها ومساهمتها بتحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني.
كعادته تناول السيد حسن نصر الله عدة محاور في كلمته التي تتعلق بالصراع مع العدو الصهيوني وراعيه الأول الامريكي.
تناول السيد حسن نصر الله بالتحليل الوضع السياسي بلبنان من حيث "تطوير مهام اليونيفيل" قال السيد نصرالله"
إن "تطوير مهام اليونيفيل" "مطلب إسرائيلي تتبناه الإدارة الأميركية، وبالنسبة لحزب الله فإن بقاء قوات اليونيفيل بعديدها أو إنقاص العديد لا يغير شيئاً".
وتابع: "لسنا ضد بقاء قوات اليونيفيل أو ضد العلاقة الإيجابية معهم لكن تقليل عديد اليونيفيل لا يهمنا، وإذا جرى إعادة النظر بمهام اليونيفيل سنطالب أن تكون اليونيفيل على الجانب الآخر من الحدود".
السيد نصرالله: التجويع والوضع الاقتصادي كانت وما زالت أدوات لتأليب البيئة الحاضنة للمقاومة
وفي سياق آخر، قال السيد نصر الله "نحن لدينا فوبيا من الحرب الأهلية وهذه مفخرة لنا، ورفضنا للحرب الأهلية يأتي انطلاقاً من حرصنا على لبنان".
وأضاف "نحن لا نريد حرباً أهلية في لبنان ولا نريد أن نحكم لبنان، وليس في عقلنا ولا قناعتنا أن نحكم البلد حتى لو أعطانا اللبنانيون فرصة لذلك".
وأشار السيد نصرالله إلى أن "الأغلبية الساحقة في لبنان ما زالت محكومة للاعتبارات الطائفية وحزب الله ضد العزل والإقصاء"، مشدداً على أن "أدوات التغيير في الداخل اللبناني يجب أن تراعي تركيبة البلد والمخاوف الموجودة فيه".
وتابع: "لبنان يجب أن تكون فبه أسقف واضحة لأي تغيير داخلي أبرزها.. عدم التقسيم وعدم إعطاء فرصة للعدو".
ولفت السيد نصرالله إلى أن "التجويع والوضع الاقتصادي كانت وما زالت أدوات لتأليب البيئة الحاضنة للمقاومة على المقاومة، معتبراً أن المقاومة "على رأس لائحة الاستهداف وهذا ما يعطينا حق النظر في كل معطى جديد".
السيد نصر الله قال في المقابلة أيضاً: "لا مصلحة ولا يمكننا أن نستخدم القوة في أي ملف فساد في لبنان، واسمحوا لنا كحزب الله أن نحارب الفساد على طريقتنا وأن نسير في الإصلاح على طريقتنا، ووزراؤنا أو نوابنا أو الموظفون المحسوبون علينا يذهبون إلى القضاء للمحاسبة إذا جرى اتهامهم".
وأكد أن "البلد يحتاج إلى قضاة استشهاديين لإصلاحه من الفساد وليس صحيحاً مكافحة الفساد بمعزل عن القضاء"، داعياً إلى العمل على "إصلاح القضاء وليعبر الناس عن قناعاتهم في الانتخابات، والانتخابات النيابية محطة ليحاسب الناس الفاسدين".
كما أضاف السيد نصرالله أن "أي خلاف في لبنان على أي موضوع يتحول بسرعة إلى خلاف طائفي"، مشيراً إلى أنه "تحدثت عن تطوير اتفاق الطائف والنظام اللبناني يحتاج إلى تطوير وإصلاح لكن ليس على قاعدة نسفه".
وتابع: "إلا أن إصلاح النظام اللبناني أمر صعب والحل يبدأ من الناس والمشاركة الشعبية الواسعة، وإن لم تتوفر إرادة لدى أبناء الطوائف اللبنانية بإصلاح النظام فلن يحصل أي تغيير".
وشدّد على أن "من ينتظر عملاً ثورياً تغييرياً دفعة واحدة في لبنان يجب أن يعلم أن هذا الأمر يحصل بالتدرج، وهناك قوانين تحمي الفساد وقد دعونا إلى تغييرها وهذا ما يحتاج وقتاً من أجل تشريعه قانونياً"، لافتاً إلى أن "الوضع الاقتصادي لا يحتمل سنوات طويلة من المعالجة ويجب التعاطي معه على نحو طارئ وهذا ممكن".
كما قال "يجب إزالة الألغام وفتح الطرقات في معركة مكافحة الفساد ونحن لن ندوس على الألغام، والفصل بين المعارك ممكن ويمكن مع الوقت وضع البلد على سكة الإصلاح"، لافتاً إلى أنه "عندما كنا نعارض أو نوافق أو نجادل حرصنا على عدم وصول البلد إلى صدام داخلي".
وحول الحراك، قال السيد نصر الله إن "قوى سياسية وزعماء تواصلوا معنا بعد بدء الحراك واعتبروا أننا خلف ما يحصل وهو ما لم يكن صحيحاً"، موضحاً أن "كل القوى السياسية كانت تحت الضغط خلال أحداث 17 تشرين لكن تسييس التظاهرات خفف هذا الضغط".
السيد نصرالله: ليس حزب الله من يريد الذهاب إلى صندوق النقد الدولي
السيد نصر الله أكد أنه "ليس حزب الله من يريد الذهاب إلى صندوق النقد الدولي لكنه لم يمانع ذهاب الحكومة إليه"، معتبراً أن جزءاً من عدم ممانعته مفاوضة صندوق النقد الدولي "هو من باب سحب الذرائع".
وشدد السيد نصرالله على أنه "من الخطأ التوجه إلى صندوق النقد الدولي وكأنه لا حل للأزمة الاقتصادية إلا عبره".
وأشار إلى أن "موضوع الخطة الاقتصادية مشوب بتعقيدات وكمائن كثيرة"، وقال إنه "إذا كشف حزب الله خطته الاقتصادية فإنه ستتم محاربتها فورا من قوى داخلية وخارجية، لكن متفقون على إحياء القطاعين الزراعي والصناعي والمشكلة هنا تكمن في كلفة الانتاج وأسواق التصريف، والمطلوب فتح الطريق نحو الأسواق لتصريف انتاجنا الزراعي والصناعي".
وقال السيد نصرالله إن "هناك من يمنع لبنان من التعامل مع الصين في الملفات الاقتصادية، والحل للأزمة الاقتصادية هو الاتجاه شرقاً والخروج من قبضة الحرص على الرضا الأميركي"، لافتاً إلى أنه "قد تحتاج الحكومة بعض الوقت والتشجيع من الرأي العام للتوجه شرقاً نحو الصين لحل بعض المشكلات".
وأشار السيد نصر الله إلى أن "أميركا تريد إذلال لبنان وفرض شروطٍ عليه ونحن ننتظر نتيجة مفاوضات الحكومة مع صندوق النقد الدولي".
وقال أمين عام حزب الله: "نحن وحلفاؤنا لسنا نسخة طبق الأصل لكننا لا نسمح للخلاف بأن يؤدي إلى فرط التحالف، ولا يمكن لنا أو لطرف حليف التصرف على قاعدة أننا نحن وهم فقط نختصر التحالفات السياسية".
وأضاف أنه "ليس منطقياً القول من بعض الكوادر الحزبية لدى حلفاء لنا بأنه عند كل أزمة التحالف يهتز، والمطلوب من القيادات السياسية عدم الانجرار خلف الانفعالات التي تغذيها وسائل التواصل الاجتماعي".
وأشار إلى "رئيس التاير الوطني الحر "جبران باسيل "لم يفتح معنا موضوع الالتزام من جانبنا بدعمه لرئاسة الجمهورية، والعلاقة بين حزب الله والتيار الوطني متينة وقوية ومبنية على رؤية ومرت بظروف صعبة واستمرت، وهناك من يريد لعلاقتنا بالتيار الوطني الحر أن تسوء لكن مصلحة البلد تقضي أن تبقى العلاقة قوية".
ووفق السيد نصرالله فإن "المسائل الجزئية لا تدعو إلى إعادة النظر في العلاقة القديمة والقوية بين حزب الله وحركة أمل".
السيد نصرالله: محور المقاومة في موقع قوة ونستبعد حدوث حرب على جبهات متعددة
وقال السيد نصرالله إن "الجو في العراق هو وجود إرادة شعبية برحيل الأميركيين وهي إرادة حاسمة، كما الوجود الأميركي في سوريا هو قوة احتلال وهناك إرادة شعبية سورية برحيل هذا الاحتلال".
وأضاف السيد نصرالله أن "فشل الحرب على اليمن هو فشل أميركي وكذلك فشل صفقة القرن بعدم توقيع أي فلسطيني عليها، وصفقة القرن انتهت وولدت ميتة وما يجري هو إجراءات من جانب واحد".
أما عن احتمال وقوع حرب بين أميركا وإيران، فقال السيد نصرالله إنها هذا الاحتمال "مستبعد جداً"، مؤكداً أنه "في المدى القريب من المستبعد حدوث حرب على جبهات متعددة.
وأشار إلى أنه "لا توجد مؤشرات على نية إسرائيل شن حرب على لبنان"، محذراً "إسرائيل من فتح المعركة الكبرى في المنطقة".
وتابع: "محور المقاومة يناقش فتح مختلف الجبهات معاً"، مؤكداً أن "الحرب الكبرى إذا وقعت ستكون نتيجتها زوال إسرائيل وأحد أشكال الردع هو التحضير للحرب الكبرى".
وأكد السيد نصرالله أنه "قد تنتهي إسرائيل بتغير الظروف التي قامت على أساسها من دون أن نحتاج إلى حرب وهذا سيناريو واقعي، ومحور المقاومة في موقع قوة"