رحم الله الراحل رمضان عبد الله شلح, منذ ان انتقل الى العلى لم تتوقف نعوات الأحرار على اختلاف طيفهم السياسي, فالراحل كان صاحب موقف ثابت في كل القضايا التي تعرضت لها المنطقة والقضية, لم يسعَ بيوم ما لمكاسب خاصة له ولحركته بل هو ترك مكاسبه كاستاذ جامعي يدرس في أهم الجامعات العالمية والتحق بمهامه النضالية تاركاً خلفه المكاسب الدنيوية ليفوز بحب الناس ورضاهم.
المرحوم الشهيد رمضان عبد الله شلح رافق الشرفاء, عشق دمشق أقدم عاصمة في التاريخ فعاش فيها واسلم روحه فيها و ووري جثمانه الثرى فيها, ولد شلح في مخيم للاجئين الفلسطينيين في أرض سوريا الجنوبية إسمه "الشجاعية" والاسم منسوب لرجل شجاع, رافق الرجال الشجعان من مختبف مشاربهم السياسية والدينية فكان صديقاً للأبطال, منهم الأحياء أمد الله في عمرهم ومنهم من ارتقوا للعلى شهداء كالشهيد البطل فتحي الشقاقي, الشهيد البطل عماد مغنية والشهيد البطل قاسم سليماني وآخرين كثر.
الشهيد الراحل وبالرغم عن اختلاف موازين القوى لقن العدو الصهيوني دروساً مؤلمة, فهو أول من قصف تل ابيب في عام 2012 بالصواريخ وهو من طور صواريخه لتصل الى ايلات أو ام الرشراش وهو من انزل نتنياهو من منصته في مغتصبه اسدود "عسقلان" الى وكر محصن تحت الارض, الشقاقي وعلى قولة المثل الفلسطيني, ما عنده كبير الآ الجمل, لمرات استطاع أن يشل الحياة في الكيان المسمى اسرائييل وهو إن قال نفذ وان وعد صدق.
انوه أن تنظيم الجهاد هو من نفذ وادب الصهاينة وان نسب الأمور اليه هو باب انصاف هذا الرجل من جهة ولصفته التمثيلية من ناحية أخرى, وان ترجل هذا الفارس عن صهوة حصانه بسبب الوفاة , فمن باب الوفاء نقول أنه ترك خلفه رجال عظماء وامين عام لا يقل صلابة, شجاعة وعنفواناً عنه, أمد الله في عمر المناضل المجاهد زياد النخالة وحفظ المولى كثر من الأبطال في مدرسة فتحي الشقاقي ومدرسته, موقع إضاءات الاخباري اذ يقدر حجم الخسارة بفقدانه, يبقى العزاء انه ترك مدرسة تصنع الرجال في كل يوم وهم يواصلون رسالته حتى التحرير التام لكامل التراب الفلسطيني. نرفق رسالة التعزية التي أرسلها الحزب السوري القومي الاجتماعي والتي كان عنوانها:
“القومي”: وفاة القائد المناضل رمضان عبد الله شلح خسارة كبيرة لفلسطين ولكل أحزاب وحركات المقاومة.
أصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي البيان التالي:
برحيل المناضل والمقاوم رمضان عبد الله شلح (الأمين العام السابق لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين) تخسر فلسطين قائداً شجاعاً من أبرز قيادات المقاومة الفلسطينية، ومناضلاً كبيرا نذر حياته لفلسطين وكرّس نضاله في سبيل تحريرها من الاحتلال اليهودي.
الراحل الكبير، بمواقفه وحضوره على المستويات كافة، كان ركناً أساسياً من أركان تثبيت بوصلة النضال الوطني الفلسطيني، وكان له دور مميز في تزخيم عمل المقاومة ضد العدو اليهودي.
لقد عرفه الحزب السوري القومي الاجتماعي وكل أحرار الأمة بمختلف انتماءاتهم، قائداً مقاوماً بامتياز، متمرساً في النضال قيادة وإدارة وتخطيطاً، وهو الذي وفي خلال فترة وجيزة من انتخابه أميناً عاماً لحركة الجهاد الاسلامي، خلفاً لمؤسسها الشهيد المناضل فتحي الشقاقي، أثبت حضوراً وازناً وفاعلاً في معترك النضال، واستطاع من خلال هذا الحضور المساهمة في تعزيز وتثبيت خيار المقاومة والكفاح المسلح، وتعرية المسارات الاخرى التي قامت على صفقات واتفاقات مذلة مع العدو وحلفائه.
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقد جمعه تحالف راسخ ومتين مع حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، بدأ مع القائد الشهيد فتحي الشقاقي، وقام على اساس الالتزام بخيار الصراع والكفاخ المسلح سبيلاً وحيداً لتحرير فلسطين كل فلسطين، يعرب عن حزنه العميق بوفاة القائد رمضان عبد الله شلح، الذي شكّل رحيله خسارة كبيرة لفلسطين ولكل أحزاب وحركات المقاومة، وهو الذي امتلك خبرة في قيادة العمل المقاوم، وعقلاً راجحا في التعبير عن عدالة قضية فلسطين، وكم فلسطين بحاجة إلى أمثال هذا القائد الفذ، خصوصاً في هذا الظرف العصيب الذي نشهد فيه “صفقة قرن” مشؤومة لتصفية المسألة الفلسطينية، وتآمر على فلسطين من بعض الأنظمة العربية التي تهرول للتطبيع مع العدو مغتصب ارض فلسطين.
يتوجه الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى أمين عام حركة الجهاد المناضل زياد نخّالة، وقيادة الحركة ومناضليها وعائلة الراحل الكبير بأحر التعازي، والحزب القومي على ثقة كبيرة، بأن رحيل القادة الكبار، يعوّض بالثبات على الخيارات التي ناضلوا في سبيلها، والخيار المشترك الجامع هو استمرار المقاومة حتى تحرير فلسطين.
7/6/2020 عمدة الإعلام