بعد الاعلان عنها أمس، أعلنت موسكو عن تأجيل الزيارة المقررة لوزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف، وسيرغي شويغو، إلى تركيا لإجراء مفاوضات هناك بشأن الملف الليبي.
وزارة الخارجية الروسية وفي بيان لها اوضحت أن تحديد الزيارة سيتم في وقت لاحق بعد مشاورات إضافية، لافتة الى أن الخبراء سيبقون على اتصال بغية تنسيق وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن وإطلاق مفاوضات ليبية-ليبية في المسارين السياسي والاقتصادي تحت رعاية الأمم المتحدة، بالتوافق مع مخرجات مؤتمر برلين الدولي".
حول تأجيل الزيارة وأسبابها، قال المحلل السياسي الروسي، أندريا اونتيكوف في تصريح خاص لموقع اضاءات، "إن تأجيل هذه الزيارة مفاجئ، لا سيما أن الاتفاق تم الاعلان عنه، والان تم الغاؤه، ولكن النقطة الايجابية هي أن النقاش مستمر وفقا لبيان الخارجية الروسية، على مستوى الخبراء الروس والاتراك، وهو مايؤكد أنه سيتم التوصل الى اتفاق مع الجانب التركي في نهاية المطاف" .
أنتيكوف أشار الى أن الخلاف بين موسكو وانقرة موجود، وهو متعلق بدور خليفة حفتر في الحياة السياسية الليبية، وليس سراً أن تركيا وحكومة السراج يرفضون هذا الدور رفضاً قاطعاً، بالمقابل لدى روسيا موقف مختلف تماما فهي تصر على مشاركة كل القوى السياسية الفعالة الليبية في الحياة السياسية بما في ذلك خليفة حفتر وفايز السراج، لذلك لا بد من استمرار هذا الحوار وايجاد حل وسطـ.
وأعرب المحلل الروسي عن تشاؤمه حول تطورات الاحداث على الساحة الليبية وخارج الساحة الليبية، بسبب التدخل التركي والذي أدى الى خروج الازمة اللليبية وانتقالها خارج الحدود الليبية، بسبب توقيع مذكرة التفاهم بين تركيا وحكومة السراج في نوفمبر العام الماضي حول تقسيم المناطق البحرية، وهو ماجعل الازمة الليبية لا تتعلق فقط بليبيا وانما بشرق المتوسط، حيث أن كل من مصر وقبرص واليونان وايطاليا وفرنسا أدانت ورفضت الاتفاقات التي تتم بين تركيا وحكومة السراج، بالتالي ليبيا أصبحت ساحة لتصفية الحسابات السياسية بين دول مختلفة .
أما بين روسيا وتركيا فربما سيتم التوصل الى تفاهمات في المستقبل القريب ولكن الامر والقرار النهائي حول صيغة هذه التفاهمات سيتم اتخاذها على مستوى الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان .