فجوة الأجور بين البيض والسود في أمريكا.. حقائق صادمة
أخبار وتقارير
فجوة الأجور بين البيض والسود في أمريكا.. حقائق صادمة
26 حزيران 2020 , 15:40 م
فجوة الأجور بين البيض والسود في الولايات المتحدة الأمريكية، تكاد لم تتغير منذ عام 1950، وذلك وفقا لبحث جديد، أشار إلى وجود "تقدم ضئيل للغاية"، منذ عهد الرئيس الراحل، هاري ترومان. و وفقا لمقال كتبه "د

فجوة الأجور بين البيض والسود في الولايات المتحدة الأمريكية، تكاد لم تتغير منذ عام 1950، وذلك وفقا لبحث جديد، أشار إلى وجود "تقدم ضئيل للغاية"، منذ عهد الرئيس الراحل، هاري ترومان.
و وفقا لمقال كتبه "ديفيد ليونهاردت"، في صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، فإن أجور المواطنين السود لا تزال أقل بكثير من نظرائهم البيض، كما كان الحال في عهد الرئيس ترومان. على الرغم من عقود التغيير السياسي، ونهاية "الفصل العنصري" المفروض في الجنوب، وتقنين الزواج بين الأعراق، وتمرير العديد من القوانين الخاصة بالحقوق المدنية، والكثير من الأمور الأخرى مبينا أن هذه الفجوة بين رواتب السود والبيض تشير أيضا، إلى وجود قوى نافذة تضغط من أجل عدم تفعيل "المساواة العرقية". 
واعتبر كاتب المقال هذا التفاوت واحدا من أسوأ أنواع عدم المساواة خلال السنوات الـ 40 الأخيرة؛ حيث تقريبا لا يوجد نمو في أجور النصف السفلي من توزيع الأجور.
أما كيروين كوفي تشارلز، خبير الاقتصاد، وعميد كلية الإدارة في جامعة "ييل" فقد رأى أن هناك ارتفاعا كبيرا في نسبة العاطلين عن العمل في صفوف الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 54 عاما.
وأشار المقال إلى أن أحد الأسباب التي تقف وراء تلك الظاهرة، هو أن العديد من هؤلاء الذين يضمون كل الأعراق، ولكن نسبة "السود" فيما بينهم تبدو مرتفعة للغاية، خرجوا بالفعل، من قوة العمل، وليست لديهم أعمال، ولا يبحثون عن عمل أيضا. والسبب الثاني يعود لعدم دخول هؤلاء في قوة العمل، إذ أن معظمهم من نزلاء السجون، فمعدلات المساجين مرتفعة للغاية وسط المواطنين السود، حيث يبلغ عددهم ضعف أصحاب الأصول الإسبانية، و6 أضعاف ذوي البشرة البيضاء، و25 ضعف النساء السود وذوي الأصول الإسبانية أو البيض.
وأوضح المقال أن الإحصاءات التقليدية حول فجوة الأجور بين البيض والسود غالبا ما تتجاهل تلك الأمور، لأنها تفحص فقط من تتضمنهم قوة العمل، أو كما يقول علماء الاجتماع، فإن الأرقام التقليدية تتجاهل القيم الصفرية.
لكن مع ذلك، تراجعت الفجوة بين أجور ذوي البشرة السوداء ونظرائهم من ذوي البشرة البيضاء، في الفترة من 1950 إلى 1980، وبشكل خاص خلال الستينيات حيث لعبت قوانين الحقوق المدنية، وتراجع معدلات العنصرية دورا في ذلك، ولكن الأسباب الرئيسية، ترجع إلى العوامل التي ساعدت بسطاء العمال مثل قوة الاتحادات العمالية، وارتفاع الحد الأدنى للأجور.
ولفت المقال إلى أن فجوة الأجور اتسعت مرة أخرى منذ عام 1980، لتعود الآن إلى ما كانت عليه الأوضاع في عام 1950 تقريبا ، ونفس القوى الاقتصادية حاضرة الآن، ولكن في الاتجاه المعاكس حيث تجمد الحد الأدنى للأجور في العديد من الولايات الأمريكية، و مع تراجع دور اتحادات العمال، هبطت نسبة الضرائب المفروضة على الأغنياء بشكل أكبر من أي طبقة أخرى، ما أثّر سلبا على النمو الاقتصادي. ليصبح "العمال السود" من جديد النسبة الأعلى ضمن الجماعات الأقل دخلاً.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري