في منتصف القرن العشرين، أطلقت الولايات المتحدة قاذفة القنابل B-58 Hustler السريعة بشكل مثير للإعجاب. مبتكرة لوقتها، لم تكن الطائرة مثالية. لقد غضوا الطرف عن العيوب حتى قام الاتحاد السوفييتي بتطوير صاروخ أرض-جو إس-75 الجديد.
بعد ذلك تم إغلاق مشروع "القاذفة الخارقة" الأمريكية. وأطلق الكاتب في مجلة "ناتشونال إنترست" كاليب لارسون على النظام السوفييتي اسم "المسمار الأخير" الذي أغلق المشروع الأمريكي.
بعد تسجيل عدد من الأرقام القياسية في السرعة، تم بناء B-58 Hustler من قبل شركة الطيران Convair وفقا لمخطط جديد. سمحت أربعة محركات نفاثة وتصميم جناح الدلتا بالوصول إلى سرعة 2 ماخ على ارتفاع 15 إلى 21 ألف متر. ولكن حجم الطائرة كان صغيرا بالمقارنة مع القاذفات الاستراتيجية. إذ يمكنها حمل قنبلة واحدة فقط من القنابل النووية الكبيرة مارك 39 أو B53، أو أربع شحنات أصغر B61 أو B43.
وقد تبين أن هذا الحمل منخفض للغاية مقارنة بالقاذفات الأخرى في تلك الحقبة. ويشير المؤلف إلى أن الطائرة من طراز B-52 ، التي لا تزال في الخدمة، تحمل أكثر من ذلك بكثير.
وقد تم وضع القنابل على التعليق الخارجي تحت بدن الطائرة، مما أثر على أداء B-58 الانسيابي وقد كان طاقم القاذفة يتألف من ثلاثة أشخاص: طيار وملاح ومدفعي، كل واحد منهم لديه مقصورة مغلقة، والتي كانت بمثابة كبسولة للقذف.
أحد أوجه القصور الرئيسية في "القاذفة الخارقة" كان اعتمادها على التزود بالوقود في الجو، يمكن لـ B-58 أن تحلق 3.2 ألف كيلومتر. بسرعة أسرع من الصوت، وينخفض مدى الطيران إلى 2.4 ألف كيلومتر، حتى لو كان هناك كمية ضخمة من الوقود على متن الطائرة - في الأجنحة وبدن الطائرة وخزان التعليق.
أثرت الكتلة الكبيرة من الوقود أيضا على أداء الطيران أثناء التسارع أو التباطؤ، حيث يتغير مركز الجاذبية بشكل حاد، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة.
كان من الممكن العمل على ميزات التصميم للطائرة إذا لم يكن الاتحاد السوفييتي قد أطلق نظاما جديدا إس-75، وفقا للارسون.
يمكن لهذه الصواريخ أن تحلق بشكل أسرع بكثير من B-58 - حوالي 3.5 ماخ أو أكثر، على ارتفاع حوالي 24 ألف متر. العيب الوحيد للنظام السوفييتي هو أنه لا يستطيع العمل ضد الطائرات على ارتفاعات منخفضة. لكن الكاتب لارسون قال: إن "طائرة B-58 Hustler لم تكن قادرة على الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت على ارتفاع منخفض، لذلك دفن إس-75 هذا القاذفة المدهشة بشكل نهائي.
كانت الطائرة الأمريكية B-58 Hustler إنجازا رائعا في هندسة الطيران. لكنها قضت عشر سنوات فقط و في عام 1970 تم سحبها من الخدمة.



