بعد الظهور الإعلامي لكل من وزير الدفاع السوري علي عبد الله ايوب والجنرال باقري, اجرى موقع إضاءات الإخباري حواراً حصرياً مع الخبير الاستراتيجي الايراني المخضرم مصدق مصدق بور أشار فيه لأهم التغييرات في قواعد الاشتباك مع العدو الصهيوني، يمكن للقراء إن رغبوا في الاطلاع على الحوار الخاص بالضغط هنا .
أشار الخبير الاستراتيجي لتغيير قواعد الاشتباك وبتعزيز قوة الردع الجوية للعدو الصهيوني من خلال استخدام منظومات دفاع متطورة، اليوم نقدم لقرائنا ما كتبه الخبير الإيراني السيد محمد صادق الحسيني وهو يأتي في ذات السياق مع اختلاف بسيط في التفاصيل.
نشير إلى أننا لاحظنا أن الاعتداءات الإسرائيلية الجوية على الأرض السورية توقفت بعد إعلان أيوب باقري عن تغيير قواعد الاشتباك مع العدو الصهيوني بخلاف الوقت السابق، قادم الأيام سيؤكد من هم الحلفاء الحقيقيون للعرب دون تجميل ومكياج من بعض كتاب مقالات الرأي.
موقع إضاءات الإخباري
كتب محمد صادق الحسيني:
أكدت مصادر مواكبة لقمة باقري - أيوب التي انعقدت الأسبوع الماضي في دمشق بأن قراراً سورياً إيرانياً بفتح جبهة الجولان قد اتخذ في هذه القمة العسكرية على مستوى أركان جيوش البلدين...
و أضافت المصادر بأن العام ٢٠٢١م سيكون عام تحرير الجولان من لوث الاحتلال الصهيوني... وأن غرفة عمليات المقاومة اتخذت قرارها والمشاركون في التحرير سيكونون بالإضافة إلى الجيش العربي السوري الذي سيكون هو عماد جيش التحرير كلا من الحرس الثوري الإيراني وسائر الحلفاء ومنهم بشكل خاص قوات "فاطميون" المعروفة في أدائها الاستشهادي الفذ على امتداد معارك تطهير سورية من الإرهاب ...
في هذه الأثناء فإن الأنباء الميدانية الواردة من أرض الصمود والمقاومة وكسر احتكار السلاح على إيران وسورية تفيد بأن نهاية السيطرة الجوية الاسرائيلية باتت قاب قوسين، بعد أن صار بإمكان حلف المقاومة هناك ضرب الطائرات الإسرائيلية وهي خارج الأجواء السورية..
بعد أن زودت طهران دمشق بمنظومات من الدفاع الجوي الإيراني المقتدرة محلية الصنع والتي إحداها هي "باور٣٧٣ " الذكية المتقدمة جداً والتي تحاكي الإس ٣٠٠ الروسية والتي تم التدرب عليها من قبل رجال الدفاع الجوي السوري.
منظومة "باور" هذه والتي تعني بالفارسية العقيدة، قد تم نصبها على الأراضي السورية وبإمكانها أن تكشف طائرات الخصم على بعد ٣٥٠ كم وتصطادها من مسافة ٢٥٠ وتضربها على مسافة ٢٠٠ كم وهي على علو ٢٧ كم...
هذه الخطوات المشتركة التي اتخذتها القيادة العليا السورية الإيرانية أخيراً ورافقتها بمجموعة خطوات ميدانية مهمة للغاية ستغير بالتأكيد في قواعد الاشتباك على الأرض كما في السماء السورية...!
وتبقى العين على لبنان الذي ينتظر حصول مفاجآت وإنجازات كبيرة في مجال انتصار المقاومة على مشروع الحصار المالي والاقتصادي الأمريكي الغاشم...
وفي هذا السياق كلكم يتذكر ما سبق وذكرناه قبل أسابيع بأن مصادرنا الخاصة أفادت في حينها بأنّ الأسابيع المقبلة ستكون حافلة بالتطورات المفاجئة والمتلاحقة، والتي ستُتوّج بـ "إنجاز استراتيجي" غير مسبوق لحزب الله يُجبر الإدارة الأمريكية فيه على اتخاذ "قرار صادم" بمنزلة "هدف ذهبي" لصالح سورية ولبنان، باكورة مفاجآت محور المقاومة في الحرب الاقتصادية الجديدة...
والحقيقة أن كل هذا بدأ يتبلور منذ أن قرر الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله رد الصاع صاعين للأمريكيين ولوّح لهم بالخيارين الصيني والإيراني...
الأمر الذي أجبر الأمريكي أن يفكر بخطوط العودة سريعاً عن قراره بخنق لبنان آخذاً بالتقهقر خطوة خطوة محاولا تسجيل تراجعات تكتيكية لعله ينقذ بعض ماء وجهه الذي سال بين أقدام رجال المقاومة في لبنان في زحمة تسارع استعدادات الحزب وحلفائه في السلطة والمجتمع لعمليات المقاومة الساملة بوجه الحصار ...
فلكم أن تتصوروا مثلاً بداية مشهد السقوط الأمريكي على الشكل التالي:
يقرر الجنرال كينيث ماكينزي قائد قوات السنتكوم أي القيادة المركزية الأمريكية التي هي بمثابة أهم أعمدة الجيش الأمريكي ومقرها الدوحة والتي كان مقرها هايدلبرغ في ألمانيا و كانت مسؤولة عن انتزاع صك الاستسلام من ألمانيا النازية نهاية الحرب العالمية الثانية والمسؤولة حالياً عن الجيوش الأمريكية من الجزر البريطانية حتى الصين ...
هذا الجنرال العظيم يقرر أن يحتفل بقتلاه قرب مطار بيروت الذين سقطوا بالمئات في العام ١٩٨٣ على يد الاستشهاديين الخمينيين، فإذ به يفشل في ذلك فشلا ذريعا ويضطر للهرب على متن حوامة إلى سفارته في عوكر ...
ومن ثم يظهر فيما بعد متسللا إلى القامشلي في شمال شرق سورية ليجتمع بقائد عصابة كردي متخصص في سرقة النفط السوري والمتاجرة بالمواشي والحبوب وبقايا داعش ...
ليختفي من المشهد جاراً ذيول خيبته عائداً إلى بلاده بخفي حنين ...
ثم تبدأ سفيرته في "الحج "
إلى رموز حلفاء حزب الله فتبدأ بالرئيس نبيه بري متمنية عليه تهدئة الموقف لكنه يسمعها كلاماً قاسياً تخجل أن تظهر بعدها على الإعلام، ومن ثم تكر المسبحة فتذهب إلى حسان دياب رئيس حكومة حزب الله كما كانت تسميها الذي يبقيها بدوره على الغداء، لتخبره قرار واشنطن بتجرع الخيار العراقي للتجارة النفطية مع لبنان من خلال إعفاء تتبلغه من قيادتها في واشنطن حول تطبيقات قانون قيصر الظالم خوفا من أن يقع لبنان في حضن إيران الجمهورية الإسلامية فتفقد أمريكا آخر حصة لها في هذا البلد الذي يرهقها منذ ثمانينيات القرن الماضي...
ويستمر التراجع والاندحار خطوة بعد أخرى، ليخسر الدولار الأمريكي وهجه ويتسارع في الانخفاض أمام العملة اللبنانية رويدا رويداً ...
في هذه الأثناء تفيد الأخبار بأن وزير خارجية فرنسا الشريكة في حصار لبنان من خلال سيدر وغيره، هو الآخر قادم إلى لبنان نهاية الأسبوع ليحجز لبلاده مقصورة ذهبية في قطار الهزيمة الاقتصادية التي لحقت بالغرب أمام صلابة الموقف اللبناني القائم على ثلاثية صمود الحزب والحكومة وجمهور المقاومة من أمة أشرف الناس...
إن ما يحصل في اللحظة التاريخية الراهنة هو ما كنا نتوقعه وقلنا وقتها جنرال الصبر سيهزم رعاة البقر ..و إن واشنطن ستضطر إلى التراجع عن حصارها وسيسجل حزب الله هدفا ذهبيا في الشباك الأمريكية وها هو في طريقه للحصول ...
قد تبرر واشنطن تراجعها هذا بكونه ليس إلا تراجعا تكتيكيا، لكن الواقع سيسجل ما حصل على جبهتنا بمثابة مكسب استراتيجي كبير في المواجهة الشاملة بين حلف المقاومة وحلف الاستكبار العالمي بقيادة الشيطان الأكبر ...
والأيام القادمة ستشهد المزيد
سترضخ أمريكا لفتح الحدود بين لبنان وسورية
وفتح الحدود بين الأردن وسورية ..
وفتح حدود دول المشرق على بعضها، بحجة الإبقاء على "شعرة معاوية" مع لبنان الذي يسير وإن بخطى بطيئة ولكنها ثابتة باتجاه الشرق الكاسر للأحادية الأمريكية الممتد من طهران حتى بكين مروراً بباب المندب ...
وأخيراً وليس آخراً فواشنطن هذه هي من أوعزت للصراف الآلي القطري وأخواته الخليجيات لوضع بعض الودائع في المصارف اللبنانية أو منح بعض التسهيلات للبنان الدولة ولبنان حكومة حزب الله كما يصفونها ...
بعد أن كانت ودائع هؤلاء تخدم ماكينة تفريخ القاعدة وأخواتها من داعش والنصرة بعد أن خسروا تلك الحرب على المقاومة من بوابات الشام وعلى تخوم بغداد وأسوار صنعاء ...!
إنه زمن الانتصارات الذي وعد به سيد المقاومة منذ أن وعد أيضاً بأن زمن الهزائم قد ولى، ونحن على أعتاب الاحتفال بوعده الصادق منذ ١٤ عاماً وتحقيق وعده الصادق الجديد الذي سيرى النور في أقرب الآجال
إنهم يرونه بعيداً
ونراه قريباً
بعدنا طيبين قولوا الله