تحمل رسائل داخلية وخارجية...محلل سياسي عراقي لموقع إضاءات : العراق يبحث عن الهدوء ولن يرضى أن يتحول الى مكان للحرب ضد ايران
أخبار وتقارير
تحمل رسائل داخلية وخارجية...محلل سياسي عراقي لموقع إضاءات : العراق يبحث عن الهدوء ولن يرضى أن يتحول الى مكان للحرب ضد ايران
21 تموز 2020 , 15:54 م
في ظل ظروف وتعقيدات تشهدها المنطقة، وفي أول زيارة له منذ توليه منصبه، وفي خطوة تحمل رسائل داخلية وخارجية، وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي العاصمة الايرانية، طهران على راس وفد رفيع بمستهل زيارة

في ظل ظروف وتعقيدات تشهدها المنطقة، وفي أول زيارة له منذ توليه منصبه، وفي خطوة تحمل رسائل داخلية وخارجية، وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي العاصمة الايرانية، طهران على راس وفد رفيع بمستهل زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها كبار المسؤولين الايرانيين .
فأي أية رسائل تنطوي عليها هذه الزيارة من حيث المضمون والتأثير؟ وما الهدف منها خاصة وأنها تزامنت مع زيارة كانت مقررة وتم تأجيلها الى السعودية؟
رئيس مركز اتحاد الخبراء الاستراتيجين العراقي، صباح زنكنة، وفي تصريح خاص لموقع اضاءات، أكد أن "هذه الزيارة مهمة لرئيس وزراء بعد فترة وجيزة من تنصيبه، وهذا ماتعارفنا عليه، من خلال زيارات السيد المالكي والسيد العبادي الى ايران والسعودية والولايات المتحدة وغيرها، وهو أمر طبيعي جدا، لكن الغريب في الموضوع حصول الزيارة في هذا التوقيت لاسيما وأن هناك نقاط خلافية كبيرة تساق هذه الايام بين العراق والجانب الايراني من قبل أشخاص يدعمون تفكيك اللحمة بين الشعبيين العراقي والايراني مثلما هناك من يحاول أن يجعل هوة كبيرة بين استقرار العراق وبين طموحات العراقيين ".
وتابع زنكنة، أن زيارة السيد الكاظمي الى ايران تعتبر جزء من المحطات التي أعلن عنها سابقاً، وبالأساس كانت زيارته الى السعودية، وطبعاً كان لديه رسالة يريد أن يوصلها بخلاف الرؤوساء السابقين الذين كانوا يزورون ايران قبل أي دولة، مشيراً الى أن الكاظمي أراد أن يعطي هذه الرسالة معكوسة لكن شاءت الاقدار أن يتصل الجانب السعودي بالسيد الكاظمي وتبدأ الزيارة أيضا من ايران".
على العموم التقديم والتأخير في العرف السياسي يمثل شيئا، لكن الشعب العراقي يبحث عن الاستقرار ويبحث عن ايجاد مكامن الهدوء وفرص العمل والاستقرار سواء كان مع الجانب الايراني أو السعودي شريطة الا تكون هناك عملية تدخل أي من البلدان في الشان العراقي وأيضا ألا يكون العراق منصة للاعتداء والهجوم على دول الجوار.

وشدد زنكنة على أن "العراقيين لن يرضوا اليوم أن يتحول العراق الى مكان للحرب ضد ايران وضد أي دولة أخرى باعتبار أن العراق يبحث عن الهدوء والاستقرار منذ عام 2003  وحتى الان، 17 عاماً لم يذق العراقي الامان والاستقرار، والعراقيون يأملون من مثل هذه الزيارات خيراً لا سيما وأنها تقابلت مع زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى العراق قبل يوم، وهي كانت رسالة تطمين الى العراقيين بأنه ليس لدى ايران اي مشكلة مع السيد الكاظمي" .
مشيراً الى أن مايدور في فلك هذه المشاكل الموجودة بين البلدان ان السياسة تخفي في طياتها الكثير، ولعل عامل الصدمة والتي ينتظرها العراقيون تأتي من الدور الامريكي في تخريب هذه العلاقات، فعلى سبيل المثال العراق عندما يسعى الى توطيد العلاقة او يكون حلقة وصل بين ايران والسعودية هذا الشيء ربما سيكون محط ترحيب للبلدين السعودية وايران، ولكنه سيكون موطئ امتعاض للولايات المتحدوة التي تريد أن توجد في المنطقة مرتكز خلاف ومشكلة حتى تستطيع ان تعتاش على الازمات .
وأوضح زنكنة، "أن الدبلوماسية الايرانية تحاول اليوم أن تقترب من الجانب السعودي، وربما السعودية لديها رغبة ملحة أكثر بكثير من ايران باعتبار ان الطرفين يريدون أن ينهوا الخلافات وهذا أمر وارد وطبيعي ، لطالما ان الكثير من البلدان وصلت درجة الصراع بينهما الى الاقتتال العسكري ولكن انتهت بالصلح وهذا ماحصل ايضا بالجانب العراقي والايراني بعد 8 أعوام من الحروب، بالتالي ايران اصبحت اليوم حليفا وشريكا مهما للعراق ساند العراق في حربه ضد تنظيم داعش الارهابي، لهذا من منطلق المفهوم السياسي لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم ولكن هناك مصالح دائمة" .

وعن أهمية الزيارة، قال زنكنة، إن زيارة الكاظمي الى السعودية كانت الغاية منها توقيع صفقة مابين الجانب السعودي والجانب الايراني لتزويد العراق بالكهرباء ولا اعلم اذا ماكانت هذه الصفقة شكلية، صفقة سياسية ام استراتيجية مبنية على اساس استثماري، كنا قد سمعنا في ايام العبادي ان السعودية تريد انشاء ملعب كبير داخل العراق وبمجرد ذهاب العبادي انتهت الفكرة، بالتالي هل الامر مرتبط بالكاظمي أيضا ؟؟ وهل المشاريع مرتبطة بالقادة او البلدان ؟؟ لهذا مثل هكذا مشاريع يجب ان تكون مشاريع  بعيدة استراتيجية استثمارية لا ان تكون مشاريع سياسية .
مضيفا، نقطة مهمة تهم العراق أنه ومنذ 30 عام توقف خط النفط الممتد من كربلاء المقدسة الى البحر الاحمر عن طريق السعودية ، كذلك هذا الامر مهم أن العراق يفكر بهذا الجانب بأن تتحرر طرق منافذ النفط مرة اخرى لان ابقاء الوضع متازم الى حد الان تعني للعراقيين بان القلق سيستمر ويبقى العراق في عزلة".
 وشدد زنكنة أنه من واجب العراق بعيدا عن المنكافات السياسية سواء كان هناك قبول للسيد الكاظمي او رفض عادة العراقي يبجث عن نقاط امان واستقرار لبلده ولكن ليس على أساس الثوابت أو فتح جبهة مع الجيران سواء كان جار ضد الجار او الجار ضد العراقش