كتب سامي كليب عن أزمة لبنان الإقتصادية وارتداداتها وعن موقف حزب الله منها.
أخبار وتقارير
كتب سامي كليب عن أزمة لبنان الإقتصادية وارتداداتها وعن موقف حزب الله منها.
21 تموز 2020 , 22:56 م
كتب سامي كليب :                   نظرة سريعة على المتضررين من الانهيار المالي في لبنان، توضح أن كل خصوم حزب الله السياسيين والمصرفيين تضرّروا بعمق، أما هو فما زال الأقل قلقا على وضعه ووضع بيئته

كتب سامي كليب :


 
                نظرة سريعة على المتضررين من الانهيار المالي في لبنان، توضح أن كل خصوم حزب الله السياسيين والمصرفيين تضرّروا بعمق، أما هو فما زال الأقل قلقا على وضعه ووضع بيئته رغم احتمال تمدد الفقر الى كل البيئات اللبنانية في الأشهر المقبلة، ولو أضفنا الى ذلك قناعة العارفين ببعض تقديراته حول المنطقة بأن لا حربَ قريبة مع إسرائيل ( على الأقل قبل الانتخابات الأميركية ) فهذا يفترض بواشنطن وبعض الدول العربية إعادة حساباتها كي لا ينهار لبنان على رؤوس الحلفاء قبل الحزب.
 
         اليكم بعض الشواهد :
 
·     انهيار القطاعات المصرفية والمالية ضرب بالدرجة الأولى خصوم الحزب ، أولا لكون هذا الأخير لا يتعامل ماليا عبر الطرق التقليدية من خلال المصارف،  وثانيا لأن بعض الإجراءات العقابية الأميركية السابقة من سجن وعقوبات او اقفال مصرف لمن تتهمهم الإدارة الأميركية بدعم حزب الله، دفعت العديد من رجال المال والأعمال الشيعة الى سحب ودائعهم أو الحذر في التعامل المالي قبل الانهيار.


·     الضغط السياسي الأميركي والغربي والعربي الذي مورس على الرئيس سعد الحريري لمواجهة حزب الله، انتهى باستقالة الأخير، فتشكّلت بعده حكومة محدودة الصلاحيات والتاريخ والمسؤوليات، ومضطرة للتجاوب مع كل مطالب الثنائي الشيعي ( الحزب وحركة أمل) ، وأيضا مع  مطاب الرئيس ميشال عون ومع التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل.


·     فيما سعت تيارات سياسية وأخرى من المتظاهرين الى تسليط الضوء على الحزب كسبب في الانهيار، نجح الحزب في تحويل جزء من المعركة باتجاه السفارة الأميركية وحاكم مصرف لبنان واتهم دولا أميركية وغربية وعربية بإعاقة المساعدات ( وسار رئيس الحكومة معه في هذا الاتجاه) .
·     في مقابل الأصوات الكثيرة التي نادت بأحادية الجيش اللبناني  دون أي سلاح آخر " غير شرعي"، وجد الجيش نفسه بين ليلة وضحاها أمام مأزق مالي كبير قد يصل الى عدم القدرة على دفع الرواتب، ناهيك عن تقليص مصاريف كثيرة وبينها مثلا الغاء اللحوم من الطعام. وهذا كان أحد المواضيع- الهواجس التي نوقشت بين قيادة  الجيش والسفيرة الأميركية. فكيف لجيش فقير ( حتى ولو كان محبوبا من معظم اللبنانيين) أن يكون بديلا في ظروف كهذه .


·     أمام تعدد الأصوات والتسريبات والتحليلات التي تقول بأن منطقة الشمال اللبنانية مرصودة لخطر كبير ولاحتمالات تدخلات تركية، ماذا يضير الحزب فعلا لو حصل هذا ؟ فهو اذا رأى السعودية وتركيا تتقاتلان على أرض الشمال، لن يكون مزعوجا أبدا. سيصفق للاثنتين.
·     أما سياسيا، فان الصامتين ضد الحزب من الخصوم السابقين أكثر من رافعي الصوت، ولعله لا يجد جديدا في رافعي الصوت حيث يعتبرهم خصوما دائمين ولا يؤثرون بالمعادلة، فمعه قسم لا بأس من المسيحيين من خلال التيار الوطني والزعيم الشمالي سليمان فرنجية، والتنسيق مع الرئيس الحريري مستمر ومع قادة عديدين من الطائفة السنية ( يعلنون عن ذلك او يهادنون خصوصا منهم الطامحون لرئاسة الحكومة) ، وثمة تهدئة تتنامى مع الزعيم الجنبلاطي.
 
لكن ماذا سيفعل الحزب لو ضرب الجوع بيئته ؟
 
   " لن نجوع لا نحن ولا لبنان" يقول أحد مسؤوليه بحزم المطمئن، وكأنما الحزب لديه خطة بديلة في حال سُدت كل الطرق الأخرى، فحين سيشعر بأن لا مساعدات من صندوق النقد ولا انفراجات دولية وعربية، سيقول للبنانيين، نحن انتظرنا الطرق الرسمية وفشلت، والآن نستطيع ان نؤمن لكم لقمة العيش، وذلك طبعا من خلال فتح الحدود واسعة مع سوريا وايران والعراق، واستقدام بواخر عبر المعابر البحرية بما فيها قناة السويس،  بعد ان تم توجيه رسائل محذرة من اعتراض أي باخرة تنقل ما يحتاجه اللبنانيون من مأكول ونفط وأدوية وحاجات ضرورية.
 

المصدر: موقع اضاءات الاخباري