وجهت أنقرة انتقادا حادا لباريس وذلك ردا على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمعاقبة الدول المتورطة في انتهاك الحدود البحرية في المتوسط وحظر السلاح في ليبيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، في بيان أصدره اليوم الجمعة، ردا على تصريحات ماكرون، إن "تصريحات ماكرون ليست لها أي قيمة بالنسبة لتركيا"، مضيفا أنه "لا يمكن لأحد التطاول ومخاطبة بلاده بلغة التهديدات".
وذكر الدبلوماسي التركي أن فرنسا لم تحصد بعد أي ثمار لسياساتها، مشيرا إلى ضرورة أن تدرك باريس أنها لم تحقق أي مكاسب بهذا النهج في المستقبل أيضا.
وتابع: "أي خطوة تخطوها تركيا في شرق المتوسط مستمدة من القانون الدولي وتهدف إلى حماية المصالح والحقوق المشروعة لها وللقبارصة الأتراك".
واعتبر أقصوي أن فرنسا تفقد حياديتها وفرصتها في المساهمة بالاستقرار عبر كل خطوة خاطئة تتخذها في شرق المتوسط"، حسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" الرسمية.
وفي الشأن الليبي، أعرب الدبلوماسي التركي عن أمله في أن تصبح فرنسا قادرة على التمييز بين حكومة الوفاق المتمخضة عن اتفاق الصخيرات و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر الذي وصفه أقصوي بـ"المعتدي الساعي للإطاحة بالحكومة الشرعية" حسب تعبيره مطالبا إياها بالتراجع عن "دعم الإرهابيين في سوريا والانقلابيين في ليبيا"، وكذلك عن دعمها لـ"الجانب الرومي من جزيرة قبرص"، أي جمهورية قبرص المعترف بها دوليا حسب قوله.
ويأتي ذلك على خلفية زيادة التوترات في المنطقة بشكل ملموس في الفترة الأخيرة، في ظل التصعيد العسكري في ليبيا حيث تقدم تركيا دعما عسكريا إلى حكومة الوفاق، فضلا عن التوتر المستمر بشأن أعمال التنقيب التي تنفذها أنقرة في شرق المتوسط، رغم احتجاجات اليونان وجمهورية قبرص.