كتب الأستاذ حليم خاتون:
كيفما جال النظر في عالمنا العربي، لا يجد المرء سوى عجز يتراكم فوق عجز...
من قلب دول التطبيع الى كل دول محور المقاومة، ينتشر فايروس العجز...
عجز ينتشر رغم وجود الدواء...
الدواء متوفر متى ما وجدت الإرادة...
لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟؟
عجز الشعوب العربية في كل شيء وفي أبسط الأمور في هذه الدنيا...
في الطيران المغربي، تنظر إلى شاشة خط الطيران فتجد اولاد الكلب قد وضعوا اسم "إسرائيل"... بدل فلسطين... على الخارطة،ولم يجرؤ أحد على تكسير تلك الشاشة...
في اليمن، عجز عن الرد على مجازر بن سلمان، بتدمير يطال كل القصور، في كل المدن...
قد يعتقد المرء أن السبب في عدم قوة وشمولية هذا الرد يرجع إلى الحصار...
لا، إطلاقاً... صحيح أن للحصار شيء من التأثير، لكن السبب الحقيقي هو في حسابات كنا نعتقد أنها تقتصر على الحكام، فإذا حركات المقاومة تخضع لنفس تلك الحسابات البائسة...
في سوريا، تأتي الطائرات كل يومين، تقصف وتدمر...
يخرج علينا احمد سعيد السوري ليخبرنا أنه تم التصدي وإسقاط معظم الصواريخ المعادية...
لا يعرف المرء هل يصدق ام يكتفي بكل شعور القرف الذي تحرص الأنظمة العربية على زرعه فينا...
فجر اليوم، جاءت الطائرات من فوق البحر وقصفت مرفأ اللاذقية الذي يخضع لحماية "الحلفاء الأعداء" الروس...
لكن لماذا لوم الروس، وسوريا تمتلك ترسانة صواريخ أرض أرض تستطيع الرد بها على ساحة الحاويات في مرفأ حيفا، ولا تفعل...
إنه فايروس العجز العربي الذي على ما يبدو لا يصيب إلا العرب او الذين من أصول عربية...
بعد خطف سفينة إيرانية من قبل البحرية البريطانية، راح عرب أميركا يطلقون النكات عن الصفعة التي وجهت إلى وجه المرشد...
لم يمض وقت طويل حتى ردت إيران باحتجاز سفينتين... ومرّغت أنف البريطانيين بالوحل...
بعد اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس قالت كل التحليلات أن الإيرانيين لن يجرؤوا على الرد لان الجالس في البيت الأبيض هو دونالد ترامب الذي لم يترك ملكا أو أميرا عربيا إلا ومسح به الأرض...
صحيح أن الرد الإيراني كان دون المستوى...
لكنهم على الأقل ردوا وليس كما العربان يتلقون الصفعات على خد فيديرون الخد الآخر...
في لبنان، نجحت المقاومة الإسلامية في حرب التحرير سنة ٢٠٠٠ ثم في حرب الردع الاستراتيجي سنة ٢٠٠٦...
لماذا وكيف نجحت؟
ببساطة، لأنها كانت تمتلك الإرادة، فامتلكت القرار وانتصرت...
تفاءلنا خيرا، فإذا تفاؤلنا في غير محله حين تعلق الأمر ببناء دولة...
أمس على المنار، استضافت الاخت منار الشيخ عز الدين في مواجهة الأستاذ نقولا نحاس...
في اقل من ٣٥ دقيقة، أرادت شاشة المنار بحث قضية الكابيتال كونترول وما حصل في مجلس النواب...
كأن المقصود كان عدم الغوص في تفاصيل القضية وعدم تصويب الاصبع على مكامن الخلل...
ما حصل في المجلس ليس سوى إمعاناََ في استحمار المودعين واستحمار الشعب اللبناني...
جاءت المنار وكرست مع هذين الضيفين هذا الاستحمار...
لو كانت شاشة المنار تريد فعلا تناول هذه القضية كما يجب، لاستضافت الاستاذ نحاس والدكتور علي فياض والاستاذ ابراهيم كنعان والوزير علي حسن خليل، وغيرهم من لجنة الموازنة ممن ماطلوا في قضية الكابيتال كونترول وممن أسقطوا مشروع حكومة حسان دياب للخروج من الازمة؛
يجلس هؤلاء على طرف طاولة، بينما يجلس في المقابل الدكتور شربل نحاس، والدكتور الياس سابا، والدكتور كمال حمدان والاستاذ محمد زبيب وغيرهم ممن يستطيع فضح لجنة الفضائح تلك ومجلس اللصوص الذي يتقمص دور البرلمان اللبناني...
في دقيقتين أخبرنا الشيخ عز الدين ما نعرفه عن تعطيل الكابيتال كونترول الذي كان المفروض تطبيقه في اليوم التالي ل ١٧ تشرين...
ثم وخلال حوالي خمس دقائق، وبلغة ديبلوماسية لا تسمن ولا تغني من جوع، أخبرنا الشيخ أن التعطيل جرى نتيجة نفوذ ومصالح لم يحددها ولم يسم أصحابها...
كل شوية، وكما يفعل الاستاذ علي بزي وبقية نواب أمل، يذكرنا بأن كل همه هو المحافظة على أموال وحقوق المودعين!!!
سنتان ونواب حزب الله ونواب حركة أمل يوجعون رؤوسنا بهذه الاسطوانة المشروخة، فنسمع جعجعة ولا نرى طحينا...
سنتان لم يفعل كل هؤلاء شيئا، ولن يفعلوا...
أما الأستاذ نقولا، فلا ضرورة للتعليق...
إنه محامي اللصوص والمصارف بامتياز...
حتى السيدة منار ضاقت ذرعاً بما يجري وسألت "ليش الغموض؟"...
وكان الجواب الصاعقة...
"تأخرنا سنتان، معليش إذا تأخرنا بعد شوي...!!!؟؟؟"
ربما أفضل جواب على عجز الشيخ وعجز الاستاذ هو ما ختمت به السيدة منار صباغ الحلقة حين علقت بأن الأزمة تستولد نفسها...
نحن نعيش فعلا في وضع تستولد الأزمات نفسها بنفسها ليس لشيء بل فقط لأن لا احد يريد الوصول إلى الحلول المفروض الوصول إليها...
رياض سلامة ليس اللص الوحيد في هذه الجمهورية...
كلهم لصوص يا أخي
حليم خاتون