كتب حليم خاتون :
تسريبات أم تشويش؟
محاولات زرع وهم جنات عدن مع اللبن والعسل التي تحل كل مشاكل لبنان في حال تخلى حزب الله عن نفسه لن تتوقف..
تارة تأتي على هذا الشكل، وتارة أخرى تأتي على شكل مطالبات للحزب بالتضحية من أجل لبنان.
هم ليسوا أغبياء.
هم يعرفون أن قسما ليس بقليل من الناس يستطيع بلع هذا الطعم.
هل علينا مراعاة هذا القسم من الناس؟
الحديث ليس عن أعداء المقاومة في الفطرة وهم أيضا قسم ليس بقليل من الناس؛ الحديث هو، بكل أسف، عن قسم آخر غير بعيد عن جمهور المقاومة تنطلي عليه الأمور، ويصدق هذه الترهات.
لهؤلاء، يحاول البعض إفهامهم الحقيقة عبر إظهار التعتير في كل الدول التي تركع امام اميركا واسرائيل.
هذا جيد.
ولكن يجب على الجميع أن يفهم أن الحرية والكرامة والعزة التي يؤمنها السلاح لا تقدر بثمن.
لا سيدر ولا كل أموال الخليج وعالم المال الصهيوني يستطيع شراء هذه الكرامة والعزة والشرف التي احسسنا بها فقط مع انتصارات المقاومة.
لمن يريد أن يفهم من شعبنا، ولمن لا يريد أن يفهم؛وهؤلاء منتشرون في المعسكر الآخر؛
نحن لا نثق بأيٍّ كان غير المقاومة.
نحن نرفض أن يخرج الحزب من الجهاز التنفيذي للدولة.
نحن لا نؤمن بوجود حياديين بالمطلق .
لا بل، حتى مع وجود المقاومة، نصر على الشفافية الكاملة في كل اجهزة السلطات الحاكمة.
صحيح أن الشعب يعطي وكالة عبر الإنتخاب؛إلا أن هذه الوكالة مشروطة بالشفافية الكاملة منذ الأمس قبل اليوم.
خاصة في جلسات النواب واللجان.
لذلك، وباختصار شديد:
من يريد التخلي عن مسؤولية بناء هذا الوطن،ويريد تسليم هذه المهمة لآخرين، هو حر.
أما نحن؛
نحن مصرون أن نسلم الدفة إلى من نثق بهم.
وهم من المقاومة.
حتى هؤلاء، يجب أن يكونوا دوما تحت أعيننا.
لا يحلمنَّ أحدمن جماعة اميركاأو فرنساأو غيرهما
بأي تنازل من حزب الله.
المسألة ليست في التضحية.
ما قدمه الحزب من أضاحي من أجل هذا الوطن، لم يقدمه أحد
غيره.
المسألة هي أن هذا الحزب مؤتمن على هذا الوطن؛
هو يخضع لمسيرة شرفاء هذا الوطن؛لذا، لن تكون السلطات بأيديكم أو أيدي غيركم وحدكم.
"خيطوا بغير هالمسلة."