حتى في تحديد يوم ولادة السيد المسيح، اختلف تجار الدين...
لم يختلفوا من أجل صلاح البشرية ونشر رسالة المحبة التي أتى بها السيد...
بل اختلفوا لأسباب كذبةِِ دنيوية لم يروا فيها مدى وهج الخداع في العبودية للمصالح الضيقة والمال الذي يتحكم به أقل من واحد في المائة من سكان الكوكب...
كان صعبا أن يكون فقدان صديق أو رفيق درب للحظات من سير هذا الزمان هو أول خبر يتلقاه المرء بعد رحلة بين السماء والأرض كان المفروض أن تقرب موعد لقاء، فإذا بالدنيا تكشف عن أحد ابشع وجوهها، الموت...
تسأل نفسك، هل من الممكن أن يموت انسان في لبنان ضحية عدم وجود سرير في أي مستشفى، أي مستشفى... بما في ذلك مستشفى الرسول...
أن يموت انسان في زمان الكورونا والأمراض المزمنة وفقدان الدواء من تسمم غذائي ناتج عن أغذية فاسدة تنتفخ من ورائها جيوب تجار الهيكل في بلد الأرز اللعين...
تذرف دمعتين، قبل أن يعيدك تجار الهيكل إياهم إلى ذلك الواقع المقرف من الدجل الذي لا ينتهي في بلد الأرز المغشوش...
مئات الرسائل والنصوص المكدسة على هاتف يربط مئات البشر الذين لا يربطهم سوى انتمائهم الى تاريخ هذه المنطقة التي لم تتوقف عن الغليان، منذ أن غدر الإنسان الأول بأخيه الإنسان باسم الرب الذي قال فيه الله إنه "نفس أمارة بالسوء..."
تنظر إلى الشاشة وتستمع إلى نشرة الأخبار، على أملِِ لا أمل فيه...
فلا ترى سوى مسلسلا لا يتوقف فيه النفاق، من كل أطراف السلطة بكل فروعها وأحزابها وتياراتها ورجالاتها الذين يدّعون العفة، وهم منها براء...
الرئيس عون يعد الناس أن الأزمة سوف تنتهي بعد ست أو سبع سنوات، وهو يعرف أنه لم يبدأ اصلاََ بأي إجراء لإصلاح دولة استلمها ركاما، فزاد على هذا الركام ركام...
بل كيف يكون هناك إصلاح، والرجل انحدر من العلمانية والفكر المدني إلى قعر الفكر البشري القائم على الطائفية والتعصب المذهبي...
بل كيف يكون إصلاح والرجل أصوله اميركية، ودينه السياسي أميركي ومعتقده الاقتصادي اميركي، وكل همومه هي في إرضاء اميركا والبقاء في فلكها...
يرعد باسيل... يصرخ مهددا مَن لا ذنب لهم بخراب الهيكل سوى أنهم دعموه ودعموا أمثاله، ولا يزالون مصرًين على نيل أكثرية هي بحدً ذاتها أكثر كذباً من الكذب نفسه...
باسيل الذي يقول عن تياره، " عمرنا ما نكون، إذا كانت قوتنا مش من ذاتنا..."
هو نفسه باسيل الذي رفض تعيين حراس أحراش لأن المناصفة الطائفية لم تكتمل في بلد الأرز المتعفن...
بالله كيف يمكن بناء وطن مع هكذا أشكال متعفنة..؟
علي حسن خليل يلتقي ميقاتي لرأب الصدع بين الرئاستين الثانية والثالثة، رغم أن هاتين الرئاستين مع الرئاسة الأولى بكل الأفراد الذين مروا على تلك الرئاسات الثلاث منذ عشرات السنين وحتى اليوم، هم سبب كل الصداع الذي يصيب اللبنانيين ويرمي بهم في المجهول... بل هؤلاء هم أساس كل العفن اللاحق ببلد الأرز الكاذب...
حتى أهل شهداء تفجير المرفأ، لم يختلفوا عن غيرهم بشيء...
يستمع المرء إلى هؤلاء فلا يصدق كمية الرياء الذي يمكن أن تختزنه النفس البشرية...
حتى هؤلاء دخلوا البازار السياسي السلطوي وأعمى قلوبهم تبعيتهم لهذه السلطة أو تلك...
"الشمس طالعة والناس قاشعة"، وهم، أهل الضحايا، كل همهم ليس حقوق الشهداء، بل دعم هذا الزعيم أو ذاك... وفقا لهذه الأجندة أو تلك...
وكل الأجندات في لبنان تابعة "لبلاد برة"...
حتى القاضي ورئيسه، ورئيس رئيسه وكل الوزراء والنواب، ليسوا ابرياء من دم هذا الصدًيق...
حزب الله دار ودار ولم يتجاوز باخرة مازوت أو بطاقة سجاد في بلد يحتاج إلى رجال دولة "تقبع أهل السلطة من أماكنهم وتزج بهم في السجون"...
يقول الحزب، "إيه، هو شقفة قاضي تابع لأمريكا... لم نستطع إنزاله من العرش الذي يجلس عليه..."
يتناسى حزب الله أن هذا القاضي والقاضي الذي فوقه هما نتاج سلطة نتجت عن تحالفاته المتناقضة مع كل قوانين الطبيعة...
لا بل لا يزال حزب الله يمشي بقانون انتخابات مراعاة لهذا الحليف أو ذاك بدل أن يضرب على الطاولة ويقول ما يجب قوله... وما يجب قوله معروف لكل قادة الحزب الذي يخفي عجزه خلف نظام طائفي مذهبي لا يمكن أن ينتج عنه سوى فساد وسرقات ونهب وعجز عن المحاسبة...
ثم تخرج علينا قناة المنار متباكية أن البلد كله تحت الجزمة الأميركية، وإن لا كلمة لهم في أي أمرِِ بما في ذلك حتى فرض حراس أحراش لمنع الحرائق التي التهمت ما تبقى من لون أخضر في الجبال والتلال...
قد يغضب بعض الجهلة من جمهور المقاومة لأن لا كلام يدور عن سمير جعجع أو سعد الحريري أو وليد جنبلاط... أو ... أو ... من كل جماعة اميركا والسعودية وإسرائيل...
يا أخي، كل هؤلاء أمرهم مفروغ منه...
الكلام يجري عمن بعث الحلم من جديد بإمكانية بناء وطن، ثم راح يراعي فلان، ويتعامل مع فلان حتى قتل الحلم في المهد...
لقد وصل القرف بالناس بأنها لم تعد تصدق فكرة عجز الحزب...
لا يمكن أن يصل العجز إلى هذا المستوى من الدونية والخضوع...
إذا كنتم عاجزين... ارحلوا ولا تصادروا حق الناس بالخروج شاهرة السيوف لقطع رؤوس الفساد والنهب في البلد...
عفواً... لكنكم لستم عاجزين...
انتم صرتم جزءًا من تركيبة هذا النظام...
قد تكونون أقل الأطراف ذنباً...
لكنكم مذنبون...
أجل أنتم منعتم التاريخ أن يأخذ مجراه...
انتم منعتم الناس من الثورة وأثرتم الهلع عندهم وأرجعتموهم إلى الاحضان الطائفية والمذهبية منذ اليوم التالي لانتفاضة ١٧ تشرين...
لا تخدعونا بمهاجمة رياض سلامة... إن اكثريتكم المزعومة هي التي تحمي رياض سلامة كما حمتها الأكثريات العميلة الأخرى...
لا تخدعونا أكثر عن الاهتمام بفقراء لبنان...
إن اكثريتكم هي التي لم ترفع الحد الأدنى للأجور كما طالب كاتب هذا السطور وتجميد أجور كل من يتقاضى راتبا يزيد عن خمسة أو ستة أضعاف الحد الأدنى بشكل مؤقت لمنع التضخم ومنع النظام المالي من التهام حقوق الفقراء...
إن أكثريتكم هي التي لم تضع سقفا معقولا للدولار وتعين في المصرف المركزي رجلا يمنع الإستمرار في طبع العملة خدمة لحيتان المال التجاري والمالي رغم سهولة آلية الدفاع القائمة على امتصاص الليرة وجعل الحصول عليها أمرا صعباََ، وتمويل الخزينة من الضرائب المباشرة التصاعدية على طبقة الواحد في المائة قبل أن يقوموا بتهريب اموالهم بتغطية من أكثريتكم المزعومة التي منعت الكابيتال كونترول منذ اليوم الأول...
لم يكن قرار الكابيتال كونترول يحتاج إلى أي شيء استثنائي، وهو قطعاََ، لم يكن يحتاج إلى أكثر من نصف ساعة... بدل دفنه في لجان ممثلي حيتان المصارف وطبقة الواحد في المائة...
إذا أردتم فعلا بناء وطن...
إذا أردتم فعلا التميز عن اللصوص...
إما أن تقاتلوا من أجل فقراء هذا الوطن، وإما أن ترحلوا...
نقطة على السطر...