"كما كنت أعدكم بالنصر دائماً، أعدكم بالنصر مجدداً"...
في ذكرى استشهاد سليماني والمهندس، أعاد السيد نصرالله جمهور المقاومة إلى النقاوة الثورية الأولى... بعيدا عن كل الوسخ الداخلي اللبناني...
كما دوما، وفيما يخص الإقليم والمنطقة، لا يستطيع حزب الله إلا أن يكون في صفوف الجهاد الأمامية...
لكن الخوف... و"النقزة"... هي حين يلتفت الحزب صوب الداخل اللبناني...
إنه الداخل المسموم بكل الخونة سواء كانوا من الأعداء الأعداء، أو من الإخوة الأعداء..
وعدنا السيد أن يتناول الوضع الداخلي قريباً... وهنا الخوف... هنا الخوف على الوعد بالنصر...
نعم نخاف لأن الحلفاء الأعداء فاسدون بكل المقاييس، وما يحملون من اوساخ لا يمكن إزالته لما هو متأصل بهم إلى حدّ التوحد وعدم التمييز...
في الإقليم... حزب الله لا يستطيع أن يكون رمادياََ...
في فلسطين، لا يستطيع الحزب أن يكون رمادياََ...
في الإقليم وفي فلسطين، العدو واضح وضوح الشمس...
وحدهم من لا شرف، ولا كرامة، ولا مبادئ عندهم، هم من لا يرون هذا العدو...
حزب الله يتوجه إلى الجميع مطالباً برفض الرمادية بين الأميركي القاتل وبين الإيراني الحليف والناصر لقضايا الأمة...
لكن الخوف... كل الخوف من تلك الرمادية السوداء عندما يستدير الحزب للكلام مع اهل الداخل...
أهل الداخل ليسوا فقط كلاب اميركا المباشرين والعلنيين...
اهل الداخل أيضاً هم حلفاء المقاومة الفاسدين...
رغم كل اغاني جبران باسيل وألحان علي حسن خليل... لا يستطيع المرء فهم تحمل النقاء الثوري الذي يحمله حزب مقاومة اميركا وإسرائيل لهذه العلاقة غير السوية مع هذين الحليفين والتي تشبه علاقات الغرام الحرام خارج الزواج الشرعي...
حزب الله يعد الناس بالقبول بالحوار...
المنطق يفرض على الحزب القبول بالحوار، لإلقاء الحجة على الجميع كما يقول منطق حزب الله دائماً...
لكن بربكم، حوار مع من..؟
حتى متى يمكن ذر الرماد في العيون...؟
عن اي حوار يمكن الحديث؟
حوار مع عملاء اميركا والسعودية الذين صلبهم السيد في حديثه الليلة..؟
أم حوار مع عملاء اميركا من الحلفاء الذين يخفون تلك العمالة خلف ضباب كثيف من التقيّة والكذب والرياء...؟
حديث السيد نصرالله اليوم كان إخلاصاََ ووفاءََ لشهيدين عظيمين سارا على درب شهداء عروبيين واسلاميين وأمميين...
حديث كهذا، لا يقبل أية رمادية، لا من مقتدى الصدر ولا من الكاظمي ولا حتى من بعض الحشديين الذين لا يستطيع المرء التمييز بينهم وبين الأميركيين...
مهما حاول المرء فإن بعض الحشديين هم اقرب الى التبعية الأميركية السعودية، منهم إلى نهج عداء حزب الله اللبناني لعدو الأمة الاول الذي سماه السيد نصرالله الليلة بكل وضوح... أنها الولايات المتحدة الأمريكية...
حتى في سوريا، لم يعد المرء يفهم حتى متى يمكن السكوت على العهر الذي تمارسه الدولة الروسية...
كلام السيد نصرالله اليوم كان رداً على بايدن الذي لم يتلقى الإجابة اللازمة من فلاديمير بوتين حين هدد روسيا في حال التدخل في أوكرانيا...
العربدة الأميركية لا تحتاج إلى ديبلوماسية بوتين!!!...
جاء السيد نصرالله هذه الليلة، ووضع حداََ للقبول بهذه العربدة...
في وطننا العربي الكبير...
في عالمنا الإسلامي الكبير...
في بلاد المستضعفين في هذا الكوكب...
هناك كلمة فصل في الخطاب...
هذا ما قاله السيد نصرالله الليلة..
وهذا ما يجب أن يكون سنّة جهادنا ضد هذا الوحش...
بعد التحرير، قال السيد نصرالله جملته الشهيرة في بنت جبيل،
"إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"...
قبل عقود قال الرفيق (ماو تسي تونغ) إن الإمبريالية نمر من ورق...
يصر الكثيرون أن اميركا لا تزال دولة كبرى وأنها ليست إلى أفول، على الأقل، ليس الآن...
لكن جورج غالاوي، قالها...
قد لا تكون الإمبريالية نمر من ورق... لكنها بالتأكيد نمر هرِمَ، وبدأت أنيابه بالسقوط... لقد حان وقت منازلته وغرز السيف بين عينيه...



