كتب الأستاذ حليم خاتون: للحقارة في لبنان أيضاً، ألف عنوان وعنوان..
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: للحقارة في لبنان أيضاً، ألف عنوان وعنوان..
حليم خاتون
5 كانون الثاني 2022 , 19:35 م


عندما تدفق المناضلون الأمميون لنصرة الجمهورية أثناء الحرب الأهلية في اسبانيا، لم تكن إيران موجودة...

كانت أوروبا مليئة بالكثيرين من أهل الخسة والحقارة من فاشيين ونازيين وغيرهم...

كذلك كانت اميركا...

لكن أحدا لم يجرؤ على نعت الكاتب والمناضل الأميركي إرنست هيمنغواي بتهمة العمالة أو التبعية لستالين، أو التبعية لموسكو... عندما انضم هذا الأديب إلى الفيلق الأممي المدافع عن الجمهورية والديمقراطية...

نظرياََ، كانت كل حكومات أوروبا ضد الجنرال الاسباني الفاشي فرانكو الذي كان مدعوما من ادولف هتلر...

كانت قلوب الفاشيين والنازيين الأوروبيين مع فرانكو...

كانوا يفرحون للمجازر التي كان يرتكبها ضد الديمقراطيين الإسبان... لكنهم لم يكونوا ليجرؤوا على البوح بهذا خوفا من افتضاح أمر تلك الحقارة التي كانوا يختزنونها في عقولهم وقلوبهم على حد سواء...

في تلك الأيام، كان الفاشيون والنازيون يخجلون مما يحملون...

أما اليوم، في ايامنا هذه...

صار اولاد القحبة يجاهرون بعهرهم، ويتخذون من الرذيلة مبدأ يطلقون عليه من الصفات كل الزيف الذي يأتيهم من واشنطن ولندن وباريس خدمة لتل أبيب...

لقد حولوا محمد بن سلمان إلى قائد للحداثة...

ولولا المنشار لكان تم تتويجه ملكاََ للديمقراطية...

عندما يتكلم متخلف عقلياً من أمثال ميشال معوض، أو دمية سعودية من أمثال كل عضو في تيار المستقبل وتيار العزم والكتائب والقوات وجماعة وليد جنبلاط وغيرهم، لا يشعر المرء بأكثر من القرف الذي يدعو للتقيوء...

عندما يصرخ ميشال سليمان محتجاََ على وصف مملكة بني سعود بما تستحق، يتجاوز المرء هؤلاء التافهين لأنه يعرف تمام المعرفة أن كل هؤلاء ليسوا في الميزان البشري أكثر من عبيد للدولار ولمن يملك هذا الدولار حتى ولو كان هذا من أكثر الناس حقارة وذلا...

أساساً، يتساوى الطرفان في ميزان النذالة...

مَن أكثر من مملكة الخير النتنة هذه؛ مَن أكثر تمثيلا لهذه الحقارة وهذه النذالة في عصر الإنحطاط العربي الحديث...

منذ بعض الوقت كرمت السفارة الأميركية أحد أهم من جسد شخصية دجانغو أو كلينت أيستوود على الشاشات العربية...

رغم وفرة المال عند MBC، وروتانا ورغم أن الشاشات المصرية صارت تنافس الشاشات اللبنانية في تمجيد بني سعود وبني زايد وخليفة... إلا أن رياض قبيسي حطم كل الارقام القياسية المطلوبة أميركياً...

ليس كل ما يقدمه رياض قبيسي سيئاََ، على الأقل في بداية المشوار...

في الحقيقة، لامس الرجل أكثر من مرة حدود المحظور... دون التقدم أكثر... لأن المطلوب ليس تثوير الناس بقدر ما المطلوب هو الدوران في حلقات مفرغة وجعل الناس تدور في هذه الحلقات هي أيضاً...

في برنامجه "يسقط حكم الفاسد"، انطلق رياض قبيسي انطلاقة جيدة جداً قبل أن ينتهي إلى استعراضات لا تتقدم بالوعي الجماعي إلى البعد المطلوب... بُعد اندلاع الثورة...

كأن رسالة ما وصلت إلى رياض وجعلت من برنامجه مجرد سفسطة حكي لا غير...

قد لا تكون السطحية التي انتهى إليها برنامج رياض قبيسي مقصودة، لكنه في النهاية تبين أن برنامجه موجّه إلى حيث يريد أصحاب العقول الملونة، وليس الثورات الملونة...

جورح سوروس لا يمكن أن يخلق ثورات...

جورج سوروس يخلق بؤر فوضى لمنع اكتمال حلقات الثورات التي تكون واعدة قبل أن يبدأ مفعولها بالزوال...

أمثال جورج سوروس يجهضون إمكانية الثورة عبر أناس تافهين كما حصل في مصر وسوريا وأوكرانيا... وطبعاً، لبنان...

على خطى رياض الذي يتناسب تماما مع مقاييس تلفزيون الجديد في السنوات الثلاث الأخيرة، تمشي زوجته جوزيفين ديب ومجموعة المتخلفين الجدد على الجديد...

من النهار والشرق واللواء وكافة الصفحات الخليجية الصفراء في لبنان، إلى تلفزيونات المر وضاهر وتحسين خياط... العنوان واحد:

ربط كل ما يقوم به حزب الله بإيران...

يجب تصوير حزب الله مجرد خادم لمصالح إيران...

لا احد ينفي علاقة حزب الله بإيران...

لكن جوزفين ديب تحور وتدور مع الشيخ النابلسي لتعود وتربط تصرفات حزب الله في العراق وسوريا واليمن بإيران...

تماما كما يفعل جهابذة الإعلام في لبنان حين يربطون كل ما يقوم به حزب الله بمفاوضات النووي...

الهدف تصوير أن المقاومة في لبنان تقوم بخدمة مصالح إيران فقط لا غير...

عبثا محاولة إفهام من لا يريد أن يفهم، أو من لا يفهم شيئا من الأصل... أن ما تقوم به المقاومة هو مصلحة وطنية عليا وان التقاء المصالح مع إيران لا يُفسد القضية على الإطلاق...

ما قام به حزب الله في العراق وسوريا واليمن، وما يقوم به اليوم هو قمة التفاعل الإنساني والبشري مع المظلومين والمضطهدين على هذا الكوكب...

ما قام به حزب الله في هذه البلدان يخدم بشكل أساسي القضية المحورية لكل العرب، وكل المظلومين وكل المستضعفين على هذا الكوكب...

إذا كانت إيران هي خلف ذلك، فالمجد، كل المجد لإيران...

لكن الحقيقة هي أن حزب الله هو أيضاً يقوم بكل هذا العمل البطولي لمناصرة المستضعفين...

نعم، حزب الله تأثر بالثورة الإيرانية منذ اندلاعها، ثم بعد انتصارها، وحتى مجيئها الى لبنان لدعم تحرير هذا البلد من الاحتلال الصهيوني، والهيمنة الغربية...

ما يقوم به حزب الله في مناصرة المظلومين لا يعجب ميشال سليمان ولا حتى ميشال عون...

ليست مهمة حزب الله، ولا مهمة أصحاب الضمائر الحية في هذا البلد غرس وجدان أو كرامة أو شرف في الجيَف النتنة...

الذي لا يعجبه توصيف بني سعود بما يليق بهم فعلا، هذا شأنه هو... وليذهب إلى الجحيم هو وهم على حدّ سواء...

لبنان كان ولا يزال موطن أحرار منذ أن تدفق المقاتلون من أمثال محمد زغيب ومعروف سعد إلى فلسطين يذودون عن أهلها في وجه الصهيونية التي كانت أميركية بريطانية فرنسية قبل ان تضم إلى صفوفها لاحقاً بني سعود وزايد وخليفة والبرهان ومحمد السادس الذي خلف والده في الخسة والخيانة...

جوزفين ديب لا تمثل نفسها في كل الحقارة التي سالت على لسانها، والتي لا تتوقف عن السيلان...

جوزفين ديب تمثل كل الأفراد والأحزاب والتيارات والحركات والتجمعات الحقيرة التي تبيع الوطن والكرامة والشرف بأبخس الأثمان...

نعم، نحن وإيران في خندق واحد من أجل التحرير والتحرر...

تماما كما انتم في مستنقع النذالة مع شيا وأميركا وبريطانيا وفرنسا وكلاب الخليج الذي يدعي العروبة وهو أكثر صهيونية من بينيت وغانتز ويائير...

يا أحقر خلق الله:

لكم دينكم، وهو دين الشيطان حتى ولو ادعيتم عكس ذلك...

ولنا ديننا الذي يقول اننا كلنا سوف نكون جسداََ واحدا، وقبضة واحدة، وبندقية واحدة حتى الحرية أو الشهادة...

قولوا كلماتكم كما تشاؤون... في النهاية انتم لستم سوى عملاء وعبيد...

الفرق بيننا وبينكم

أننا متساوون مع قياداتنا في حب الثورة، وعشق الحرية، والتضحية من أجل المستضعفين في الأرض...

بينما انتم لستم سوى عبيد تنتقلون من منبر إلى منبر وكل ما تبغونه هو التنقير لعلكم تنجحون في منع العدالة الانسانية من النصر النهائي...

لعلكم تكسبون بضعة دولارات أخرى تترافق مع أوسمة.. وربما حتى جوائز كنوبل أو أوسكار...

هذه كانت أثمانكم دائما...

ومصيركم لن يختلف عن مصير من سبقكم... من السادات إلى بيغن إلى أحقر فايروس لا يختلف عنكم بشيء...

انتم كما الفايروسات تريدون القضاء على البشر... ونحن مهمتنا هي القضاء عليكم وعلى ما تمثلون يا دود الخل، وعُصارة ما ترفضه الأرض والسماء على حد سواء...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري