حول دور المال السياسي
فلسطين
حول دور المال السياسي "الأنجيوزي" في تخريب اليسار الفلسطيني والعربي ؟!\ محمد النوباني
محمد النوباني
14 كانون الثاني 2022 , 21:41 م


إذا اردنا أن تعرف لماذا لم تستطع إمبريالية اليانكي الامريكية القضاء على الثورة الكوبية العظيمة؟ ولا على الثورة البوليفارية في فنزويلا؟ ولماذا يصل اليسار إلى الحكم عن طريق صناديق الإقتراع في غير بلد في امريكا اللاتينية؟ ومقابل ذلك لماذا تنحرف نخب سياسية شيوعية و يسارية فلسطينية وعربية سابقة،عن خطها السياسي والطبقي القديم؟

ولماذا تتحول احزاب شيوعية ويسارية عربية كانت ذات يوم جذرية وثورية إلى احزاب إصلاحية وهامشية لا وزن لها في الحياة السياسية ،تنظر للإستسلام والتطببع وتمجد التبعية للولايات المتحدة الامريكية والغرب،وتدعوا إلى مهادنة الرجعية العربية وإلى عقلنة وتشذيب النضال الوطني ليقتصر على الاساليب السلمية وغير العنيفة؟

إبحث عن فشل المال السياسي "الانجيوزي" في تخريب نفسيات المناضلين في تلك البلدان ونجاحة في إختراق اليسار الفلسطيني والعربي.

فبفضل ذلك المال الدنس لم تعد تلك النخب والأحزاب تجد حرجاً في إعلان إنحيازها للسلطات الحاكمة في بلدانها ولا عن إنتهاج سياسات معادية للطبقات الشعبية الكادحة وللحركات النقابية والاطر الطلابية المغردة خارج سرب النظام السياسي الحاكم التي اصبحت هي جزء منه بل واندمجت فيه.

بكلمات أخرى فبفضل ذلك المال المشبوه وما واكبه من حراك طرأ على الموقع الطبقي لتلك النخب و بالتالي على ولائها السياسي تغيرت المفاهيم وإنقلبت المواقف رأساً على عقب.

وعلى سبيل المثال لا الحصر فبعد ان كانت الراسمالية المتوحشة هي سبب كل الشرور والمشاكل التي تعاني منها شعوب العالم ومنها شعوب بلداننا العربية أصبحت هي النظام السياسي الذي يجب الإقتداء به وولوجه كطريق للتطور.

وبعد ان كانت المساعدات التي تقدمها مؤسسات الإقراض الصهيو-امريكية- مثل البنك وصندوق النقد الدوليين وما يسمى بالدول المانحة في الحالة الفلسطينية هي مساعدات مسمومة وسبباً رئيساً لكل المصائب والويلات والمشاكل التي نعاني منها ومعولا لتخريب النضال الوطني وتعميق التبعية اصبحت مساعداتها نزيهه وبريئة وتهدف إلى مساعدتنا على التحرر والتنمية وبناء الإقتصاد الوطني المستقل ناسفين كل ما قالوه في السابق ومتناسين ان التبعية تعمق التخلف وتأبده.

ولا يغير من هذه الحقيقة التغني ببطولات قديمة او بتضحيات سابقة.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري