كاركاس تحت النار؟
محمد النوباني
ذكرني الإتذار الذي وجه داراغولا العصر دونالد ترامب امس للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بضرورة مغادرة بلاده مع عائلته في مدة أقصاها صباح يوم الجمعة القادم الموافق للخامس من كانون اول الجاري، بذلك الإنذار الذي وجهه الرئيس الامريكي الاسبق جورج دبليو بوش للرئيس العراقي الراحل صدام حسين ونجليه عدي وقصي بضرورة مغادرة العراق في غضون ٤٨ ساعة والا فإن امريكا وبريطانيا سوف تشنان حربا لا هوادة فيها ضد العراق.
فقبل يومين من تلك الحرب التي وقعت عام ٢٠٠٣ وقتل وجرح فيها ملايين العراقيين وتم فيها تدمير إقتصاد العراق وحل الجيش العراقي وخلق فتن طائفية ومذهبية لا يزال العراقيون بعانون من آثارها المدمرة حتى يومنا هذا، بذريعة وجود أسلحة دمار شامل اخفاها النظام العراقي عن مفتشي الأسلحة الدوليين، بينما كان الهدف الحقيقي وغير المعلن هو سرقة نفط وخيرات العراق وحماية إسرائيل من الخطر الذي كان يشكله الجيش العراقي عليها وجه الرئيس الامريكي الاسبق المقبور جورج بوش الإبن إنذارا للرئيس الراحل صدام حسين، مطلع العام ٢٠٠٣،طالبه فيه بمغادرة البلاد مع نجليه في مدة أقصاها ٤٨ ساعة
وإلا فإن الحرب واقعة لا محالة ،وهذا ما حصل بالفعل بعد ان رفض الراحل صدام التعاطي مع ذلك الإنذار المهين.
وها هو الرئيس الامريكي ترامب يعيد الكرة مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي سيرفض بدوره الإذعان لاوامر ترامب حتى لو كلفه ذلك حياته.
ما اريد قوله على عجالة ان امريكا ومهما تبجح الرئيس ترامب بأن إفتصادها في عهده قد نما وتطور فإنها في الحقيقة والواقع باتت تعاني من ازمة إفتصادبة حادة حيث بلغ دينها الخارجي عام ٢٠٢٥ اكثر من ٣٧ تريليون دولار.
ولهذا السبب فإنها على المنظور اكثر عدوانية وشراسة وستسعى ليس فقط لنهب وسرقة خيرات فنزويلا بذريعة محاربة الإتجار بالمخدرات بل لسرقة خيراتها من نفط وغاز وذهب ومعادن نادرة وثمينة.
وهذا سينسحب ليس على كولومبيا فحسب بل على دول أخرى غنية كثيرة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستستطيع واشنطن الإنتصار في الحرب العدوانية التي ستشنها ضد فنزويلا ام انها ستمنى بهزيمة هناك؟!.
قناعتي الشخصية بأنها سوف تمنى بهزيمة تذكرها بالهزيمة التي لحقت بها في فيتنام كما وعد حارس الثورة البوليفارية نيكولاس مادورو ذات يوم.