بعد التوسُط الأميركي للقاء حزب الله، هل أدركَ الغلمان في لبنان مصيرهم؟
مقالات
بعد التوسُط الأميركي للقاء حزب الله، هل أدركَ الغلمان في لبنان مصيرهم؟
د. إسماعيل النجار
19 كانون الثاني 2022 , 13:31 م

كَتَبَ د. إسماعيل النجار:


خُطابٌ لِمَن يفهم، والعاقل فقط مَن يُدرِك العواقب ويستبق الأمور.

حزب الله، هو الوحيد في لبنان الذي يعرف العقل الأميركي تمام المعرفة، كيف يُفَكِّر، وكيف يتصرف،ومتىَ يشتري ومَتَىَ يبيع.

أيضاً، حزب الله هو الوحيد الذي يعرف نوع البضاعه المُربِحَة، التي يجب أن يشتريها الأميركي، وتكون سَهلَة البيع كما كانت سهلَة الشِراء.

دورثي شَيَّا سفيرة الشيطان في لبنان، من مكان إقامتها في عوكر، تُرسِلُ إلى عبيدها قُصاصاتِ أوراقٍ صغيرة، توزعُ من خلالها المهام بين العبيد و الغلمان، من دون أن تتَعَنَّى لمحادثتهم أو تتكَبَّد عناء استقبالهم والقيام عن كرسيها لهم لمصافحتهم.

وعندما يزور وطنَ الأرز مسؤولٌ أميركيٍ رفيع، يتسابق سنديان الدولة العميقة لتقبيل اليد التي تنعشهم بالعملة الخضراء،وإنحناءة النائب بطرس حرب أمام جيفري فيلتمان وتقبيل يده، المُوَثَّقَة بالصوت والصورة، هيَ خيرُ دليلٍ وشاهدٍ على ما نقول.

بينما عندما يرتبط الأمر بحزب الله، هنا تلعب الهيبة دورها الكبير.

طبعاً هنا الحديث ليسَ مع سمير جعجع أو فارس سعَيد أو سامي الجمَيِّل، أحفادَ يوضاس خائن دم المسيح.

لكن الحديث هنا مع القوَّة والهيبَة، مع نبرَةالوقار والسطوَة، مع الأسيادوالنِدِّية.

أمريكا و قادتها يَتَهيَّبآن المقاومة، فيرسل قادتها الكبار الرسائل عبر الوسطاء لحزب الله: أنِ اجلِسوا معنا ولكم ما تريدون، خذوا لبنان وما فيه من عبيد وغلمان.

لكنّ مافي لبنان رخيصٌ، بنظر المقاومة، رخيص لا يَفِي بالغرض.

ولأنَّ هذه المقاومة بحجم انتِصاراتها وصمودها وهيبتها، لا تقبلُ من الأمريكيين أثماناً بخسَة، لا تكفي لشراء أشعاث نِعال المقاومين،يكونُ الرفض سيد الردود، كقاعدة مركزية يعتمدها الحزب في خطابه مع أسياد البيت الأبيض.

إنَّ ثَمَن ابتسامة سماحة الأمين على الدماء، بوجه أمريكا، لن يكون ثمنها أقلَّ من فلسطين، كل فلسطين من البحر إلى النهر.

الطلبُ الأميركي، ورفضه من قِبَلِ قيادة المقاومة جاءا بنفس الوقت الذي زار فيه سفير مملكة بني سعود تلفزيون الجديد، لتوزيع المهام والشوكولاته؟!

الأمر الذي أكَّدَ المؤكَّد، وهو أنّ تحسين الخياط حَوٍَلَ قناةالجديد إلى دُكان للبيع والشراء، حيثُ بضاعته القديمة، التي نعرفها،بالية و مردودة له وعليه،وليست ذات فائدة أو منفعه، وآثارها على المقاومة، كانت أقرب إلى "الطوز" الصحراوي السعودي، الذي تنفخه الريح الحارّة في صيف المملكة اللاهب، فيمُرُّ من حولنا ناعماً هادئاً، فلا نتأثّر به.

بعدكل ما جرى اليوم، أصبحَت لدينا أشياءُ كثيرةٌ لِنُفْرِدَ هاعلى مرأى أولَئِكَ المنبطحين: بائعي الكرامة والوطن ونقول لهم:

أولاً : أنتم لستم سوىَ سلعة أميركية قابلة للمساومة، بالبيع كما بالشراء، ونأمُلُ أن تفهموا ذلك.

ثانياً : حبذا لو تتعظون من سايغون وكابول، قبل أن يُدرِككم السقوط من الجو وأنتم متمسكون بمهابط الطائرات، وتصبحون بلامغيث أومنقذ.

ثالثاً : إذا كنتم لا تريدون أن تتعظوا من سايغون وكابول، فافهموا معنى الطلب الأميركيّ المُلِحِّ للقاء حزب الله، أيُّها الأغبياء، دققوا في الأمر: أميركا تطلب اللقاء.

حزب الله يرفض.

أخيراً، نقولُ لكم:والله مانحن ظلمناكم، ولكنَّكم أنتم لأنفسكم ظالمون.

اللّٰهُمَ فاشهَد أنّنا قد بَلَّغنا ما بلغنا، وأطنبنا.

بيروت في....

19/1/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري