الاحتجاجات الشعبية .. قراءة تحليلية\ د. محمد الحسيني
النظرية تفيد اولاً
أن الأحزاب الأكثر نجاحًا في الفترة الاخيرة هي’ الأحزاب المضادة’ للأحزاب أو بعبارة أخرى فإن سعيّ ال نشطاء لكسب الانتخابات لا يجب أن يحاكي الشكل أو المحتوى الذي تقدمه الأحزاب السياسية الحالية، لكنهم يموضعون حركاتهم باعتبارها أحزابا احتجاجية – أحزاب مضادة للأحزاب – حيث يمثل صعودها احتضارًا للأحزاب الحالية.
ثانيًاً
في إطار دعوتها إلى “الشراكة العابرة للأيديولوجيا” يحث النشطاء على “تأجيل التفكير الأيديولوجي حاليًا والانتقال إلى الديموقراطية سعيًا ألى تقويض أسس النظام”، وربما يعد هذا المنظور مابعد الأيديولوجي أمرًا غاية في الصعوبة على النشطاء تقبله إلا أنه يمثل حتمية استراتيجية للانتخابات. ففضلًا عن التماهي الكامل لحركاتهم مع الفئات السياسية الحالية، تكمن قوة كبيرة في مداهمة النظام عبر طيف سياسي عريض يختزنه المجتمع المستهدف .
ثالثاً
الوقت سلاح قوي يندمج فيه المحتجون وبالاخص إن تم اعتماد فكرة قوة التعبير المباشر عنهم وتوجيه مشاعر الغضب لديهم بعد استفتائهم بشكل إفرادي بالمقابلات التلفزيونية .
رابعاً
الشعور الجماعي بالخطر المهدد للمصير يولِّد التضامن الجماعي البديل عن الوعيّ الفردي والمتحكم به بوجه الخوف .
خامساً
لا فعالية للتهدئة قبل بلوغ المحتجّين اهداف تحركهم لان قوة رفضهم كامنة في فقدان الثقة بالسلطة التي بنظرهم لم تستحق المسؤولية .
سادساً
تسقط عند المحتجين المحرمّات عند اي خطأ من السلطة أكانت في القمع ام في الخطاب الركيك لأركانها .
الخطر يكمن في ركوب المندسين موجة الاحتجاجات فإن اي تصرف يقوم به هؤلاء مرحّب به تحت تأثير التعبير الجماعي بالتقليد الانفعالي .
إن لم تكن الحلول جذرية وفاعلة لا امل من اي إصلاح .
د .محمد الحسيني