دور المجندات الاسرائيليات بين الترفيه والقتال\ محمد محفوظ جابر
عين علی العدو
دور المجندات الاسرائيليات بين الترفيه والقتال\ محمد محفوظ جابر
محمد محفوظ جابر
23 كانون الثاني 2022 , 20:26 م

كتب محمد محفوظ جابر:


كشفت صحيفة يديعوت مؤخرًا عن توجيه لائحة اتهام ضد جندي من الدفاع الجوي بمنظومة القبة الحديدية باغتصاب مجندة، تعمل معه بنفس الوحدة. وهي ليست القضية الوحيدة في المجتمع العسكري الاحتلالي، فقد كشفت معطيات رسمية إسرائيلية تقديم 1542 شكوى تحرّش جنسي في الجيش الإسرائيلي خلال عام 2020 دون تقديم لوائح اتهام بحق مرتكبي غالبيتها العظمى.

وقالت إيميلي مواطي عضو الكنيست من حزب العمل، "بعض الجناة يعودون إلى مناصبهم حتى قبل استكمال الإجراءات القانونية ضدهم". واضافت "تُقدّم أكثر من 1500 شكوى حول التحرّش الجنسي كل عام، وهذه فقط من قلة من الشجعان الذين يجرؤون على تقديم شكوى".

وتحدثت عضو الكنيست من حزب “هناك مستقبل” ميراف بن آري عن التحرّش الجنسي الذي تعرضت له خلال خدمتها العسكرية، ونقل موقع الكنيست شهادات مجندات حول التحرّش الذي تعرضن له:

فقالت المجنّدة المسرّحة من الخدمة أور نحيميا إن قائدها، وهو ضابط برتبة مقدم، ركّب كاميرا خفية في غرفتها. وبعد اكتشاف الكاميرا، تقدّمت نحيميا بشكوى إلى الشرطة العسكرية بتوجيه من مركز “دعم الضحايا في الجيش الإسرائيلي".

وأضاف موقع الكنيست “كشف التحقيق أن القائد نفسه متورط في 49 حادثة مماثلة في السنوات الـ11 التي سبقت مضايقته لنحيميا".

من جهتها، قالت إيلا شيدو شيختمان مستشارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لشؤون النوع الاجتماعي: أن من بين شكاوى العام الماضي كانت هناك 26 شكوى تتعلق بالاغتصاب، و391 شكوى بشأن سلوك بذيء، و92 شكوى تتعلق بنشر صور ومقاطع فيديو. وهناك مجندات لم يتقدمن بالشكاوى بسبب عامل الخوف او تهديدات تعرضن لها.

ولوحظ في العقدين الأخيرين انخفاض عدد المجندات بسبب الانطباع السائد بأن الجيش ما عاد "جيش الشعب" كما سعى رئيس الوزراء الأول ديفيد بن غوريون إلى ترسيخه في ذهنية المواطن اليهودي، ويتم سنويا تقديم 20 ألف طلب إعفاء من الخدمة العسكرية من قبل فتيات لأسباب دينية. مما يؤكد فقدان الثقة وعدم الايمان بالهدف من الانتماء للجيش.

كتب وهيب أبو واصل: لماذا تقوم إسرائيل بالتجنيد الاجباري للنساء؟ في 5/1/2021 وجاء فيها:

القصة بدأت في العام 1942، عندما وجه "مجلس المرأة العاملة" النداء الآتي: "ايتها اليهوديات على أرض الوطن، في المصنع، في الحقل أو في المنزل. لقد سمح لنا النساء اليهوديات في فلسطين أن ندخل الفيلق الأجنبي التابع للجيش البريطاني، فتعالي ايتها اليهودية المتشوقة الى القتال ولبي النداء، وبرهني للجميع أننا مقاتلات من الطراز الأول.

وخلال أشهر قليلة تشكل فيلق النساء التابع للجيش البريطاني، من ثلاثة آلاف يهودية، تلبية لرغبة المنظمات الصهيونية.

وتعتبر "إسرائيل" واحدة من بين ثلاث دول فقط في العالم (إلى جانب النرويج وإريتريا) التي بها تجنيد إجباري للنساء. وتشكل النساء حاليا نسبة 33 % من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي و هناك 20 بالمئة يعملن ضمن جهاز المخابرات "الموساد".

وخدمت النساء اليهوديات في جيش الاحتلال عند تأسيسه في مايو/أيار 1948، وفي عام 1949 تم إدراج خدمتهن في قانون الخدمة الدفاعية ضمن فيلق النساء الذي أنشئ تحت قيادة قدامى المحاربين في الجيش البريطاني.

وبرر بن غوريون قراره تجنيد الفتيات اليهوديات في الجيش الإسرائيلي كجزء من التجنيد الإجباري بأن التجنيد يخدم الاحتياجات الأمنية للدولة الإسرائيلية الفتية التي كانت بحاجة إلى كل القوى البشرية الممكنة لحماية الكيان. ولا زالت حتى اليوم.

علما ان الخدمة الإجبارية للنساء في الجيش هي 24 شهرا ويمكن إعفاء المرأة من الخدمة العسكرية لعدة أسباب مثل الزواج أو الحمل أو الأمومة أو لأسباب دينية.

لكن اندفاع النساء اليهوديات اصطدم بواقع جديد تحول الى مشاكل وفضائح ترسم علامة استفهام حول أهمية هذا الدور. وابرز هذه المشاكل ظاهرة اغتصاب المجندات، ولا تقتصر عمليات الاغتصاب على صغار العسكريين، اذ تشمل كبار الضباط ايضا. خاصة ان الفكرة السائدة عند المواطنين وبعض العسكريين هي أن وجود المجندات انما هو للترفيه أكثر منه للعمل والقتال.

إن هذه الأعمال اللاأخلاقية هي وصمة عار على رؤوس قادة جيش الاحتلال الاسرائيلي، تضاف الى سجلاتهم من قتل الاطفال الفلسطينيين على مسافة صفر او للترفيه، وتدمير المباني السكنية على اهلها بقصفها بالطائرات المحملة بأطنان من القنابل والصواريخ، وترك المستوطنين القيام بإحراق بيوت المدنيين الفلسطينيين وحرق اطفالهم...الخ.

واذ ندرك الى أي مدى اصبح جيش الاحتلال الاسرائيلي، واقعا في مستنقع الانحلال الخلقي، فهذا يدفعنا الى نشر فضائحه اللاأخلاقية ليطلع العالم المخدوع به عليها وتعريته على حقيقته كما يعرون مجنداتهم.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري