بيان وزارة الخارجية الكوبية الذي ادان قبل عدة ايام القصف الحوثي لأهداف حيوية في العمق الإماراتي كان مفاجئاً ومقلقاً وصادماً بالنسبة للكثيرين من محبي الثورة الكوبية.
فقد كان الإعتقاد السائد قبل صدور هذا البيان أن كوبا لن تحيد عن مبادئ ثورتها العظيمة وستظل عصية على الامريكان طالما أن ألحزب الشيوعي الكوبي هو الذي يقود تلك الدولة ويوجه سياستها الداخلية والخارجية من جهة وطالما ان المبادئ وليس المصالح هي التي تتحكم بتلك السياسة من جهة ثانية.
بمعنى آخر فقد كنا ننتظر ان تصدر حكومة الثورة الكوبية بياناً تعلن فيه عن تضامنها المطلق مع الشعب اليمني المظلوم لا ان تصدر بياناً تعلن فيه عن إدانتها للقصف الحوثي للإمارات.
فهذا الموقف يتناقض مع أهم مبدأ قامت عليه الثورة الكوبية منذ إنتصارها في الفاتح يناير كانون ثاني ١٩٥٩ وهو مبدأ التضامن الاممي مع الشعوب المظلومة والمقهورة والمعادية للإمبريالية والذي تمت ترجمته في مراحل مختلفة من عمر الثورة الكوبية ليس بالمواقف فقط بل بالافعال ايضاً حينما ارسلت هافانا مقاتلين ومستشارين واسلحة إلى اكثر من دولة من العالم الثالث لمساندة شعوبها في النضال ضد الإمبريالية وعملائها في تلك الدول وعندما ايدت كل قضايا الشعوب المضطهدة في العالم وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.
ليس لدي معلومات كافية ولا أدري بالضبط ما الذي يجرى في كوبا ولكن هناك إحتمالين لتفسير ما حدث.
الأول: أن يكون ثمة خطأ دبلوماسي قد إرتكب من قبل موظفين في الخارجية الكوبية وادى إلى إستصدار مثل هكذا بيان لا ينسجم مع مبادئ الثورة الكوبية ولا مع تاريخها المجيد وهذا الإحتمال ضعيف.
والثاني: أن يكون هذا البيان هو مقدمة لصفقة ببن الحكومة الكوبية والولايات المتحدة الامريكية برعاية إماراتية حيث أشارت بعض المصادر إلى ان دولة الامارات قد إستثمرت في الاقتصاد الكوبي منذ العام ٢٠١٥ مليارات الدولارات وحان اليوم موعد القطاف لصالح امريكا.
ولكن في الختام فإن ما نأمله نحن محبي الثورة الكوبية أن لا يكون بيان الخارجية الكوبية هو الكلمة النهائية الصادرة من كوبا.
فهناك في تلك البلاد من هم متمسكون بوصية الراحل العظيم فيدل كاسترو "لا تثقوا بأمريكا" وبشعاره الخالد الإشتراكية او الموت.