بقلم :محمد سعد عبد اللطيف . مصر،
انتشر في العقدين الآخرين حالة من الفوضي ،فلا يمكن لنظام آن ينشٱ من الفوضي ،ويبني مجتمع صالح ومتقدم في جميع المجالات ،وٱصبحت كلمة فوضي هي الآشهر في وقتنا الحالي ، كل الظواهر التي يراها الناس عشوائية فليس هناك شيء في هذا الكون خارج النظام والتدبير، قال تعالى في كتابة الحكيم : "إِنا كلَّ شيْءٍ خلقناهُ بقدَرٍ" فلا شك إذن أن هذا الكون يدل على وجود الخالق سبحانه وتعالى، وعلى صفاته من عظمة وقدرة وعلم وحكمة وغيرها من الصفات العليا والأسماء الحسنى.
وهذا النظام العام الذي يحكم الكون بأسره يدعونا إلى أخذ صفة النظام من حقل الكون لتكون حياتنا منظمة قائمة على التنظيم والتخطيط، والتدبير والترتيب، لأن الفوضى في الحياة تعني عدم التمتع بحس النظام والقدرة على التغلب على مشكلات الحياة بصورة تجعل الحياة لا تطاق أحياناً ،، فالفوضي في الشارع والٱصوات العالية واحتلال جانبي الطرق هي فوضي ،والمباني الشاهقة والشوارع الضيقة هي فوضي ، كذلك افراحنا واحزاننا اصبحت فوضي،فٱصبح العزاء في اي سرادق مقام هو عبارة عن فوضي من القبلات والتصوير ،كنا صغار نسمع في الراديو في نتيجة الثانوية العامة مدرسة كذا لم ينجح إحد والٱن مدارسنا لم يحضر ٱحد ، والٱن بث
الفوضى مفهوم أو واقع يعاني منه كثير من الناس ،
فالحركة الفوضوية في كل مجالات الحياة ، من غير المتخصصين في الدين والفقة والعقيدة والسياسة،وكل نواحي الحياة الدنيا ، تشكل خطرا علي السلم الإجتماعي ،
ناهيك عن كل ما يتعلق بالظواهر الإجتماعية والاقتصادية والعلاقات البشرية الطبيعية. وباء كورونا سبب فوضي ، وثورات الربيع العربي آثارها مازالت تشعل فوضي في المنطقة العربية ،
إن علم الفوضى يقوم على دراسة هذه الظواهر بالذات، واستخلاص قوانين لتلك الفوضى المحددة لفهمها بشكل أفضل، وخاصة أننا نعيش مع
الفوضى كل يوم ماحدث في مصر اليوم في مدينة" السنبلاوين والمنصورة" من التعدي علي مراقب الامتحانات ومحاولة والغش الجماعي في المدارس لحالة من الفوضي من التعدي علي رؤساء اللجان لرفضهم الغش وتطبيق القانون لمنع حالات الغش ،ٱثناء تٱدية امتحان نصف العام حالة من الفوضي ،وحالات الجدل في المسائل الفقهية ،اصبحت فوضي لكل من 'هب ودب "خارج التخصص ،حتي
انتشرت فوضي جديدة داخل المساجد ،في كل صلاة وصراع من يصبح إمام للصلاة ومن يؤذن للصلاة اصبح واقع يعاني منه كثير من الناس، وقد صدر في الولايات المتحدة، كتاب متخصص عن الفوضي ، للخبيرة"ستيفاني كالب" ،
التي تعد خبيرة في تنظيم الوقت وترتيب الأشياء والأحداث ضد الفوضى، كتاباً عنوانه: «كيف تقاوم الفوضى» تشير المؤلفة إلى أن الفوضى مرض ينبغي علينا التخلص منه فوراً لما يسببه من مشكلات في حياتنا، وتقول إن السبب الرئيس للفوضى في المنزل أو في المكتب أو في الحياة بشكل عام، التي يعاني منها كثير من الناس هي بسبب غريزة التملك؛ فالناس يحبون تملك الأشياء والاحتفاظ بها إلى ما لا نهاية.
عدا عن ذلك الأسباب الكثيرة التي تسبب الفوضى منها: عدم إدارة الوقت بالشكل المناسب وسوء التوقيت، عدم إكمال العمل، عدم القدرة على ترتيب الأولويات، والأهم من ذلك كله تنفيذ العمل بصورة ارتجالية وعدم التخطيط له؛ ويعد هذا من أهم أسباب الفوضى في الحياة، إذ بالتخطيط يحدد الإنسان أهدافه من كل عمل يقوم به ووسائله لتحقيق تلك الأهداف وكيفية استغلال تلك الوسائل ومكان كل شيء في العمل، وبدون ذلك فإنما هو الكدح والاضطراب و الفشل والفوضوية والتخبط، ينتج عنه أشخاص ليس لديهم أهداف محددة، وبالغالب يكون هدفهم التخريب لا أكثر.
فكثيراً ما ترى رجلين أحدهما يسبق الآخر بعشرات السنين والآخر الأصغر سنا أعمق تفكيرًا وأنجح في حياته العملية والعملية، وتجده في تقدم دائم بخلاف الأول تجده في ركود، والسبب في ذلك هي الفوضى
إن الترتيب والنظام في كل شيء يجعل الحياة أكثر مرونة، وأكثر انسيابية، وأكثر راحة واطمئنانا وسعادة، ولكن المؤسف حقا إن بعض الناس لا يروق له ذلك، فيميل إلى الفوضى وكسر حاجز الأنظمة والتعليمات، وإذا أردت أن توضح له تصرفاته تسمع منه العجب العجاب، فلا تستطيع في قرية صغيرة الٱن ٱن تضبط ظاهرة ٱصوات الدرجات البخارية والتكاكتك المنتشرة بشكل فوضوي في شوارع مصر كلها ، وقد انتشر مجموعات من الٱشخاص ، يرى أن له مكانة اجتماعية، أو منزلة علمية تؤهله معها أن يعمل ما يشاء، ويصبح ديكتاتور داخل نطاقة الجغرافي والواجب أن يكون هو أول الملتزمين بذلك ٱخلاقيا !!
ولا شك أن هؤلاء الناس تأثيرهم سلبي على طريق الرقي، ذلك لأن الرقي بالمجتمعات بحاجة إلى أشخاص يحسنون التعامل المنظم وفق تخطيط، ووفق رؤى علمية، وقبل هذا وذاك على قدر من الأخلاق يحسنون الأدب، والتعامل مع الآخرين!! .
"محمد سعد عبد اللطيف "
كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية "