نحن لا نجهل من هي إسرائيل، ونعلم بأنها، مهما اختلف الزمان أو المكان، فإنها ستظل كما هي.
في البداية، بدأت قصة اليهود مع الأنبياء السابقين،كيوسف عليه السلام، حيث تجردّ إخوتهُ من الرحمة وفقدوا خصائص الإنسانية، وتتابعت بعد ذلك الكثير من الأحداث التي تشهد بأنهم بعيدون كل البعد عن اللّٰه، ففي كل مرة يبعث الله فيهم رسولًا، تكبروا وتجبروا وظلموا أنفسهم كثيرًا ،فكان عاقبتهم أن جعلهم الله بغير بلدٍ ينتمون إليه، مشردين في هذه الأرض.
جاءت خاتمة الرسالات السماوية، عندما بعث الله من العرب رسولًا منهم، هو محمد صلوات الله عليه وآله ، فكان الغيظُ الذي كنَّهُ اليهودُ في صدورهم للإسلام كبير جدًا، وأخذوا على عاتقهِم إبعاد الناس عن هذا الدين، بمختلفِ الطرق على مرّ العصور، فبدأوا يثيرون الفتن بين المسلمين،مُتّخِذين مقولة: "فرق تسد"، مِنهاجًا لهم.
وعلى الرغم من عددهم القليل، إلّا أنّ سياستهم في الحياة، وتغلُّبَهم على من ينتمون إلى الإسلام شكليًا،جعلت منهم قوةً مهيمنةً ظاهرياً، صدَّقها وخُدِعَ بها إلى الآن، أغلبُ العالم، ومنهم العربِ.
في الوقت الذي كان فيه الرسول الأعظم يُرسي قواعد الدولة الإسلامية في المدينة، قام بطرح وثيقةٍ تُنظِّم علاقة المسلمين واليهود، وتبين لهم واجباتهم وحقوقهم، لكي يتم العيش معهم في سلام، إلا أن طبيعة بني إسرائيل الِانعزالية،لا يُمكن أن تتغير، فما لبثوا على العهد إلّا قليلًا،و قاموا بنقض بنودالوثيقة،بشتى أنواع الغدروالخيانة، فكان على النبيِّ مقاتلتهم ومحاسبتهم على نقضهم العهد الذي كانوا التزموا به.
وهذه كانت رسالة النبيّ محمّد لكل المجتمعات على مر الزمنِ بِأنهُ لايمكن التعايش مع بني إسرائيل، إلا في حالةٍ واحدة، هي السيرُ بنهجهم.
الآن، في وقتنا الحالي، نرى أشكال التطبيعِ مع بني إسرائيل بشكلٍ علني فاضح، في بعض الدول العربية كالإمارات والسعودية وقطر والبحرين ومصروالأردن وغيرها،وهذا لايستدعي مِنّا استغراباً أبدًا، ولكي تتضح الصورة أكثرلمن لم يدرك بعد،في أي مرحلةٍ نحن، ومن هم أعداؤناالذين نواجههم، نقول:إنّ هذاالزمن هوزمن الغربلة،فإمّا أن تكونَ في صف أهلِ الحق، محور الجهاد والمقاومة، أوفي صف الباطل وحليفًا لإسرائيل.
من هنا، نحن نعلم يقيناً، أنّنا في طريق ذاتِ الشوكة، وأنّ خاتمة هذا الطريق فوزٌ وانتصارٌ للحقِّ وأهله، وهزيمةٌ ساحقةٌ ماحقة للباطل وأهله.
وهذه هي سُنّة التاريخ، منذ أن خلق اللهُ الأرضَ ومن، وما عليها.