كتب الأستاذ حليم خاتون: لعبة الانتخابات، مرة أخرى، وأخرى.
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: لعبة الانتخابات، مرة أخرى، وأخرى.
حليم خاتون
9 شباط 2022 , 21:29 م


ما هي برامج القوى التي سوف تخوض الانتخابات؟

لا احد يعلم...

ليس لأن الشعب اللبناني لا يقرأ، وهو بالفعل لا يقرأ...

بل لأن معظم القوى الأساسية تذهب الى الإنتخابات كما تذهب فرق الهواة في كرة القدم إلى الملعب لتقدم عروضاً هزلية تُرضي الهواة من المشاهدين الذين هم بدورهم بالكاد يعرفون قوانين اللعبة...

حزب الله اختصر البرنامج بكلمتين، مقاومة وبناء...

في المقاومة، لا يستطيع أي كان المزايدة على حزب الله، لأن الأطراف الأخرى ليس لديها بالاصل أجندة لبنانية، أو حتى عربية... إلا إذا أراد هؤلاء تعريب الصهيونية الخليجية الحديثة بعد إلباسها حطة وعقال...

أما البناء عند حزب الله، فلا برنامج واضح له، ولن يكون له برنامج واضح لأن حزب الله يعمل بالقطعة...

كلما انقضت حقبة، خرج علينا يحلل ويرمي المسؤوليات على رياض سلامة والطبقة الحاكمة، دون أن يقول اين كان هو طيلة الفترة...

برنامج البناء عند حزب الله يقبع في النوايا الحسنة التي على مؤيدي الحزب الركون إليها..

وهم بالطبع سوف يركنون إليها، لثقتهم المطلقة بالسيد نصرالله...

أما بقية قيادة حزب الله، فكل ما تستطيع فعله هو العودة إلى جوقة الغناء التي كانت تمارس

العجز في الحكم عبرها، لأن حزب الله لا يلعب إلا في ملعب النظام حتى لو كان هذا النظام قد أكل الدهر عليه وشرب...

الحقيقة المرة، هي أن حزب الله هو الحزب الوحيد الذي قد يشكل فارقا في كل هذه التركيبة اللبنانية العجيبة...

أما إذا أردنا فرز القوى والأحزاب الاخرى إلى كتل ومواقف، فإن حزب الله يكون قطعاً وحيدا إلى جهة، أو حتى زاوية يحاول فعل شيء ما دون امتلاك رؤية لكيفية هذا الفعل...

القوى والأحزاب الأخرى تحتل الزوايا الأخرى من المضلع اللبناني المتعدد الزوايا، لا لشيء، بل فقط لأن مصادر التمويل والتي بيدها الحل والربط هي من يقرر...

سوف نرى التقدمي الاشتراكي يصطف وراء القوات لأن هذه هي مشيئة المال الخليجي القذر...

كل تفنيص اكرم شهيب وبقية الربع الاشتراكي لا يعني شيئا...

في المشروع الخليجي، على وليد جنبلاط أن يكون خلف سمير جعجع، وإلا...

قصص المصالحة "التاريخية!!!"، وانتهاء أثار حرب الجبل هي بدورها لا يمكن صرفها إلا في المصارف السعودية والإماراتية...

القوى السنية التقليدية التي سوف ترث تيار المستقبل لن تكون بعيدة عن محور الشر بين القوات والاشتراكي في المعظم...

هكذا هي أوامر الخليج... هكذا يريد الغرب وإسرائيل...

لذلك يتم الترويج لتسليم فؤاد السنيورة دفة المستقبل في هذه المرحلة...

لقد اثبت السنيورة أنه أكثر الأطراف السنية التي لها ثقل في الطائفة، كرها لكل ما تحمله كلمة مقاومة من معان...

المخزومي قد يستطيع شراء أكثر من مقعد، لكنه ورغم نغمة العداء لإيران التي لم يتوقف عن غنائها في الفترة الأخيرة، لن يستطيع تكوين حيثية ذات وزن على الأرض...

في النهاية فؤاد مخزومي ليس سوى كيس مال بلا تاريخ ولا جغرافيا... بلا سند خارجي...

إذا كان رفيق الحريري قد نجح في تكريس نفسه بالمال على الساحة السنية على حساب العائلات السياسية السنية العريقة، فهذا لأنه كان يستند إلى ظهر سعودي متوافق مع القوة السورية التي كانت على الأرض...

اشرف ريفي، ليس أكثر من طبل "مثقوب"، لا يساوي شيئا، إذا ما قورن مع فؤاد السنيورة... هو مجرد بوق يحتاج من ينفخ فيه لإصدار تلك الأصوات النكرة...هو "مدوزن" على هذا المنكر...

إذا كان ميقاتي، قد عجز عن وراثة سعد الحريري، وهو بالإضافة إلى المال يحظى بدعم فرنسي، وإلى حد ما أميركي...

فهذا يعني أن الصوت السني سوف يكون مشتتا في عدة اتجاهات لكن اغلبيتها سوف تسكب في المشروع الخليجي دون الارتباط بسمير جعجع الذي استطاع دون مشقة اكتساب كره معظم السنة بسبب الدور الانتهازي القذر الذي لعبه ضد سعد الحريري...

إذا كان سهلا على وليد جنبلاط لعب دور الكومبارس في جبهة القوات الخليجية، لا تستطيع أي شخصية سنية لعب هذا الدور المهين لتاريخ الطائفة السنية في لبنان، وهي من هي...

ليس من السهل على طائفة يزيد عددها عن ثلث الشعب اللبناني أن تلتحق بضابط من الصف الثاني لم ينتصر في أي مشروع ركبه خلال نصف قرن، وهو لا يمثل حتى ثلث الثلث من اللبنانيين...

يبدو أن ضربات أنصار الله في اليمن قد أفقدت محمد بن سلمان معرفة أبسط قواعد الحساب، فصار يعتقد أنه بالمال وحده يحيا الإنسان...

الخليج، يسير خلف ابن سلمان، خوفاً من جنون قد ينفجر في وجوههم، فيعيد تجربة حصار قطر أو حتى غزو من لا يقف في الصف مطيعا لنزوات مريض يجب أن يكون في مستشفى الأمراض العقلية في الحالات الطبيعية...

قريبا سوف يكتشف ابن سلمان أن ما فعله بسعد الحريري، أضاع كل نفوذ كان يمكن أن يكون لنظام بني سعود...

قرار سعد الحريري بالاعتزال، ترك الكثير من الايتام، وترك حركة أمل والمردة تائهين كما وليد جنبلاط، مع فرق بسيط هو أنهما أكبر من أن يلتحقا بأية قوة صغيرة أو وسطى، كما بيك المختارة...

رغم أن أمل والمردة ينتميان في المصلحة إلى تحالف كبير كان يضمهما إلى الحريري وجنبلاط، إلا أنهما لا يستطيعان الانضمام إلى سمير جعجع، لا أخلاقيا، ولا مصلحياََ...

مذهبيا وبالمصلحة، سوف تجد أمل نفسها مع حزب الله...

المردة سوف يجدون أنفسهم أيضاً مع حزب الله وكذلك القوميون السوريون والناصريون... باستثناء ربما أسامة سعد الذي سوف يقف على الحياد لأكثر من سبب...

فلا هو يستطيع أن يكون في صف صهاينة الخليج وأتباعهم، ولا هو استطاع أن يشكل علامة فارقة في الحراك الجماهيري...

لكن سؤالا جوهرياً سوف يفرض نفسه...

هل تشكل هذه الانتخابات فرصة حل فعلي للانهيار...؟

مع الانتخابات أو بدونها، لقد تقرر ما تقرر...

توزيع الخسائر سوف يستمر على اكتاف الطبقات الفقيرة والوسطى، سواءا كانوا من المودعين أو الموظفين أو العمال أو غيرهم...

الطبقة السياسية الحاكمة سوف تنفذ بجلدها، لأن الشعب اللبناني اثبت عن جدارة بأنه ليس إلا قطيعا من الغنم أو الأرانب...

يتلقى شعب لبنان تعاميم رياض سلامة برحابة صدر...

يتلقى تعليمات الكراز في الطائفة برحابة صدر أكبر...

يسمح لبعض صعاليك الخليج بتسويف الأمور وكأن القرار ١٥٥٩ هو المفتاح السري لحل أزمة النهب والسرقة...

وحده السيد عبدالله الساعي كان رجلاً، فيما كل الباقين ليسوا سوى نعاج...

هل يجب الذهاب الى الإنتخابات؟

سؤال مبكر جداً...

يجب محاولة منع عملاء اميركا والرجعية العربية وإسرائيل من الفوز...

لكن غير العملاء ليسوا مقنعين على الإطلاق...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري