بقلم : عادل ابو هاشم
يروي أحد زملاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أثناء مزاملته له في موسكو أثناء حصوله على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسة عام ١٩٨٢ م من الجامعة الروسية لصداقة الشعوب في موسكو بأن عباس كان يحتفظ في جيبه بقصاصة ورق تحمل قصة صغيرة بعنوان " ستالين والدجاجة " ، وهي كما يلي :
في إحدى المناسبات طلب جوزيف ستالين رئيس الإتحاد السوفيتي سابقا دجاجة حية أراد ان يجعل منها درساً وعبرة لفريق من أعوانه ..
أمسك ستالين الدجاجة بقوة في يد وبدأ ينتف ريشها في اليد الاخرى .. !!
تحركت الدجاجة بقوة لتخلص نفسها دون فائدة حتى تم نتف ريش الدجاجة بالكامل .؟
قال ستالين لرفاقه :
ألآن راقبوا ماذا سيحصل ..
وضع الدجاجة على الأرض وأبتعد عنها وبيده كمية من الشعير .. !
فوجئ الجميع وهم يرون الدجاجة المرعوبة تركض نحوه وتتعلق ببنطاله .. فرمى لها شيئاً من الطعام بيده .. وبدأ يتنقل في ارجاء الغرفة والدجاجة تتبعه أينما ذهب .. !
عندها التفت ستالين الى رفقائه المذهولين وقال بهدوء :
” هكذا يمكنكم أن تحكموا الناس .. أرأيتم كيف لحقتني تلك الدجاجة لتأكل بالرغم من الألم الذي سببته لها " ..؟؟!!
فهناك شعوب مثل تلك الدجاجة..ستلحق مستغليها مهما أفرطت في تعذيبها..من أجل إطعامها طول حياتها..!!
ويبدو أن السيد محمود عباس قد إستوعب درس الدجاجة جيداً ، وعرف أن كثيراً من الشعوب يحملون ذهنية الدجاج حولنا ، ويلحقون بمن نتف ريشهم من أجل لقمة عيشهم .!!
ما دعانا للكلام السابق هو الضجة المثارة حول إجتماع " السيرك المركزي " المسمى بالمجلس المركزي لعواجيز الفرح وكذابين الزفة في منظمة التحرير والتي هي عند أغلبية الشعب الفلسطيني بحكم " الميت سريريا " منذ أن تولى عباس رئاستها في عام 2005 م ، و الذي أصبح المشهد الفلسطيني في وجوده حالة من القهر والبؤس والكمد والغم والحزن المختلط بمهرجان تعهير القضية ، و نهب الوطن وتدمير اقتصاده ، وطمس هويته النضالية الممتدة على مدار قرن من الزمان .
والغريب أننا لم نسمع بمثل هذه الإحتجاجات منذ أن تولى محمود عباس السلطة وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة فــتـح حيث عمل بشكل ممنهج على تدمير المنظمة وحـركة فــتـح ، باتخاذه القرارت الفردية وبتجاوزه كل القوانين الوطنية .!
و أصبحت " حـركة فـتـح " التي سيطرت على المنظمة منذ 1968م ، و ظلت تسيطر الى الآن على كافة مفاصلها وعلى صناعة القرار فيها هي نسخة "بدل فاقـد " عن المنظمة .. !!
وتضاءلت المنظمة وضمرت ، لتصبح على مقاس" حـركة فـتـح " أكثر منها على مقاس الشعب الفلسطيني .. !!
لقد شهدت الساحة الفلسطينية تصفية لحركات و فصائل المقاومة والتآمر على قتل قادتها ، و تقديمهم قربانـًا لإرضاء العدو الإسرائيلي كان ــ للأسف ــ عبر قيام أجهزة أمنية بالسلطة بإمداد أجهزة العدو الأمنية بكافة المعلومات والبيانات التي تمكِّن العدو من القيام بمهمته.. باغتيال قادة الفصائل بكل سهولة ويسر تحت شعار " التنسيق الأمني المقدس " الذي رفعه رئيس منظمة التحرير ، و أصبح من الثوابت الفلسطينية في نظر قادة الأجهزة الأمنية .. !!
ولم نسمع مثل هذه الإحتجاجات .. !!
تعرض قطاع غزة المجاهد إلى أربعة حروب وعشرات الإجتياحات ، ووجدنا أعضاء من منظمة التحرير من يتآمر مع العدو على إبادة القطاع وتدميره ، ويطلب من العدو أن يستمر في عدوانه على أهلنا في القطاع الصامد، وعدم إيقافه لحين إستسلام المدافعين والمقاومين فيه .. !!
وظهر رئيس منظمة التحرير على التلفاز المصري وهو يفاخر بأنه صاحب فكرة إغراق حدود رفح بمياه البحر ، و ليقر بتواطئه مع السلطات المصرية بإغراق الحدود بين فلسطين ومصر بمياه البحر للقضاء على الأنفاق .. !!
ورفضت السلطة الكشف عن الشخص الذي باع الرئيس ياسر عرفات من أفراد طاقمه إلى العدو الإسرائيلي ، وليت الأمر توقف عند ذلك بل غطت على الجريمة بتبرئة العدو من هذه التهمة المثبتة عليه ..!
كما التزمت المنظمة و حـركة فـتـح الصمت عندما أصر رئيس المنظمة على تأخير إعادة إعمار قطاع غزة ، ويوم تم حرمان أكثر من خمسين ألفا من المجاهدين والموظفين من رواتبهم في غزة تحقيقا لسياسة التجويع التي يمارسها العدو الاسرائيلي ..!
ولم نسمع أي إحتجاجات من الشارع الفلسطيني على مثل هذه الخطايا من فريق أوسلو .. !!
ويتساءل الشارع الفلسطيني بدهشة :
من أين جاء هؤلاء الذين استلموا مقادير الشعب ومقاليده ، وعاثوا فسادًا في قضيته وتاريخه في غفلة من الزمن .؟
قد يقول البعض أن وجود مثل هؤلاء الناس أمر طبيعي داخل كل مجتمع وعند كل شعب من الشعوب ، ونحن لا ننفي ذلك في المطلق ، وقد يكون في ذلك بعض الحقيقة ، ولكن التاريخ قد علمنا أيضـًا أنه ليس هناك شعب من الشعوب ترك جواسيسه وعملاءه ومزوري تاريخه ، والمتآمرين على قضاياه المصيرية ، يمرحون ويسرحون ، ويرتكبون الإثم ويحكمون ، ويتصدرون المسؤولية في مواقع الإدارة والتوجيه وجميع مرافق الحياة العامة التي تقرر مصير الأجيال المقبلة ، مثلما نفعل نحن دون محاسبة أو عقاب ، حيث يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، وحيث يستوي أصحاب الرسالات والقيم والقضايا الوطنية ، بالتجار والمزاودين والعملاء والجواسيس ، والدجالين الذين يعبثون بإستقلال الأوطان ، وشرف الأوطان ، وكرامة الأوطان ..!!