عُدّت أفريقيا واحدة من أهم الجغرافيا التي رفضت الِاعتراف ل"إسرائيل" بِاحتلالها للأراضي الفلسطينية، وكانت حركات التحرر في القارة، على عهد جمال عبد الناصر، ترفض مصادرة حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وهو الذي كان له الدور الأساس في إعلان حركة عدم الإنحياز، لمواجهة الهيمنة التي فرضتها الدول الكبرى.
القمة الأفريقية، التي أنهت أعمالها في العاصمة الأثيوبية آديس أبابا، واجهت تحدياً كبيراً تمثل في طلبٍ مُلِحٍّ قدمته "إسرائيل"، منذ فترة ليست بالقليلة، لقبول عضويتها في الِاتِّحاد، وكان النقاش فيما إذا كان سيتم قبولها، كعضوٍ مراقبٍ، في الِاتِّحاد الموغل في المشاكل والِانقلابات؟ في حين كانت الآمال معقودةً على ماتبقى من كبرياءٍ، لرفض هذا العرض الذي بيَّنته الحكومة الحكومة الفلسطينية وقوى الدفاع عن القضية، وقد أعلن الأمين العام للجامعةالعربية،أحمد أبو الغيط، ترحيبه بقرار تجميد قبول "إسرائيل" كعضو مراقب في الإتحاد، الى القمة المقبلة.
وقد مثَّل ذلك إستمرارَ القارة المُسْتَنْزَفَةِ على مبدإ الصمود أمام الضغوط، سواء كانت سياسية، أو اِقتصادية، أو عسكرية، حيث ظهر للأفارقة السلوك "الإسرائيلي" في دعم الأنظمة الدكتاتورية، والِانقلابات والتحفيز الِاقتصادي، وزادت الشكوك في نوايا تل أبيب، خاصّةًالمتعلق منها ببعض المشاريع الِاقتصادية، كسدِّ النهضة الذي يجري الحديث عنه، بوصفه محاولة لإضعاف مصر والسودان، وتجفيف النيل، وبالتالي الحد من قدرة بلد المصب على المواجهة.
شكرا للِاتحاد الأفريقي الذي مايزال قادراً على أن يقرر كيف تجري الأمور، وكيف يتعاطى مع القضايا الصعبة، وماتزال القضية الفلسطينية تمثل اِختباراً صعباً، وتحدياً للشعوب الحرة، وللأمم التي تعاني، وتكابد من أجل التحرر، ورفض الهيمنة والطغيان
شكرا للجزائر التي حفظت ماء وجه العرب، والتي كانت السبّاقة برفض منح "إسرائيل" صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي.