كتب عصام سكيرجي: ازمة الساحة الفلسطينية والحل المطلوب.
فلسطين
كتب عصام سكيرجي: ازمة الساحة الفلسطينية والحل المطلوب.
عصام سكيرجي
11 شباط 2022 , 11:17 ص


في البداية لا اريد ان ادخل في باب التوصيف ففي هذا الباب هناك الكثير مما قد يقال, وهذا يحتاج الى مجلدات كثيرة , وقد لا ينتهي التوصيف , فقط اريد ان اؤكد على ان انقسام السلطة بين غزة ورام الله , ليس هو السبب في الأزمة الفلسطينية , فانقسام السلطة هو نتيجة للازمة وليس سببا لها , فالسبب الحقيقي يكمن في سياسة ونهج الهيمنة والتفرد والذي قاد الى بروز نهج التنازل والتفريط وهذا بدورة قاد الى ان تتحول منظمة التحرير الفلسطينية من منظمة تحرير الى منظمة تنازل وتفريط بعد ان افرغت من مضمونها وسبب وجودها وذلك عبر الغاء الميثاق وبالتالي الغاء وتقزيم المشروع الوطني الفلسطيني المجمع عليه من الكل الفلسطيني وفي كل ساحات التواجد.

فما هي سبل الخروج من هذه الازمة واين يجب البحث عن الحل . ان تجربة اكثر من 50 عاما من الحوارات ومحاولات الاصلاح اثبتت عقم هذا النهج , فهذه التجربة تؤكد على ان قيادة منظمة التحرير الفلسطينية المهيمنة والمتفردة بالقرار , والشريحة التى تمثلها هذه القيادة ليست في وارد التخلي عن هيمنتها وتفردها, فكيف وقد انتجت هذه السياسة شريحة او طبقة منتفعة والتخلي عن الهيمنة والتفرد يعنى وقف هذا الانتفاع , ثم ان هذه الشريحة وبعد قيام سلطة الذل والعار ( سلطة اوسلو ) ارتبطت مصالحها المباشرة بمصالح دولة الاحتلال فتحولوا وعبر ما يسمى بالتنسيق الامني الى خادم وجهاز امني من اجهزة الاحتلال الامني , مما يعني ان هذه السلطة تشبه ما كان يسمى بحكومة سايغون في فيتنام او حكومة فيشي في فرنسا او الحراكيون في الجزائر او حزب الدفاع وكتائب السلام في فلسطين قبل النكبة .

 ان معادلة وحدة – صراع – وحدة , لم تعد تصلح للتعامل مع هذه الشريحة , وبالتالي يصبح البحث او العمل على ايجاد البديل هو المطلب والضرورة الوطنية القصوى والتى لا تحتمل التاخير , ففي ظل تصاعد محاولات التصفية لقضيتنا الوطنية , لا نملك ترف اللعب بالوقت . البديل الثوري والمقاوم ضرورة وطنية فعن اي بديل نتحدث , ظهرت في الاونة الاخيرة بعض الحركات والتجمعات والاصوات التى تعتبر او هي تطرح نفسها كبدائل محتملة ,ومن هذه الاصوت صبية وفتيان فتى الموساد عزمي بشارة من يطلقون على انفسهم تسمية المسار الفلسطيني البديل والذي تحول بعد مؤتمرهم الفاشل في مدريد الى ما يسمي بحركة المسار البديل , ويدعون بانهم بديل ثوري ومقاوم , تنطلق مقاومتهم من ازقة مدريد وحواري ستوكهولم ومواخير امستردام , ونحن هنا لا نتجنى على احد , بل ننطلق من قرائتنا لبيانهم التاسيسي ووثيقتهم المسماة بالموقف من احداث الساحة العربية ومواقف رموزهم الشخصية والمعبر عنها على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي واخيرا من الوثيقة الصادرة عن مؤتمرهم في مدريد , مما سبق نجد ان افكار ونظريات فتى الموساد عزمي بشارة تعشش في كل عبارة من عبارات وثائق ما يسمى بالمسار البديل , وان العداء لمحور المقاومة واطراف محور المقاومة ورموز محور المقاومة وللفكر القومي العربي , يعبر عنه وبكل وضوح في منشورات اقزام هذا المسار وعلى صفحاتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي , فهل هذا المسار هو ما يريده شعبنا الفلسطيني؟ , وهل مثل هذا المسار يمكن ان يكون ثوريا ومقاوما؟!.

ان شعبنا الفلسطيني بحاجة بل وبامس الحاجة للبديل , ولكن ليس اي بديل , ان شعبنا يحتاج الى البديل الثوري والمقاوم والمنحاز لمحور المقاومة انحيازاً وشراكة , ففي ظل حالة الفرز الواضحة المعالم في الساحة العربية لا مكان للمواقف الضبابية او لانصاف المواقف , نحتاج لبديل ثوري مقاوم يعبر عنه بالجبهة الوطنية العريضة , كقيادة مؤقتة لشعبنا الفلسطيني , تقوم على مبداء القيادة الجماعية والشراكة قي القرار .. وبكل تاكيد شعبنا لا يحتاج لبديل اتبورى ( نسبة لحركة اتبور ) ومشبع بافكار فتى الموساد عزمي بشارة