كتب الأستاذ حليم خاتون: إلحق الأحزاب على باب الدار
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: إلحق الأحزاب على باب الدار
حليم خاتون
13 شباط 2022 , 06:37 ص


بغض النظر عن أسباب اعتزال سعد الحريري المؤقت، هناك أمنية عند اللبنانيين، وهي أن تعم هذه الظاهرة كل الطبقة السياسية في لبنان دون استثناء...

هل يمكن تصور مشهد أجمل من هذا...

كل الأحزاب اختفت فجأة من الساحة، ومعها اختفت كل تلك الوجوه الكالحة، التي تنضح كذباً وتدجيلا ورياء...

بصراحة، لن يكون المشهد على أكمل وجه إذا لم تنضم إلى هذه الأحزاب كل الحركات والتيارات ومعهم ال NGOs، وغيرهم من الذين استولدتهم السفارات من التقاليد اللبنانية العريقة المتميزة بهذا الكذب وهذا الرياء...

المنظر سوف يكون صعباً بلا شك...

ليس لشيء، بل لأن اللبناني معجون من الكذب والدجل...

سوف يحتار شعب لبنان فترة قبل أن يطلع من بين الصفوف لصوص آخرون لن يقلًوا براعة عمن سبقهم...

ليس من فراغ أن الله لم يرزقنا بحكام صالحين...

لقد فتش الله كثيراً، لبناني، لبناني، ولم يستطع إيجاد حاكم صالح واحد يستطيع حكم شعب كامل من الفاسدين...

ما بتظبط...

كما تكونون، يُولّى عليكم...

أمس، كانت الدنيا "فوقانة، تحتانة"...

الكل يصرخ مستنكراً...

الكل يدعي البراءة مما جرى...

أمل تتهم الرئيس عون برفع جلسة مجلس الوزراء لتمرير موازنة لا يمكن القبول بها...

على الاقل هذا ما كانت توحي به قسائم وجوه نواب حركة أمل، لأن التلفزيون كان على السايلنت، ولم اجد ضرورة للاستماع إلى مزيد من هرطقات القوى السياسية...

الاكثر شجاعة هو الأكثر بجاحة...

يخرج على الناس يقرأ مواعظ لا تستطيع تغطية ولو جزء بسيط من أفعاله...

يطلب الرئيس ميقاتي من الناس الصبر والتحمل...

لم يعد بمقدور السلطة إعطاء الناس الخدمات "ببلاش"...

عما يتكلم رئيس قرض الإسكان من أصحاب المليارات...؟

عن أية خدمات...؟

لو يقارن الرئيس ميقاتي وضعنا بوضع الدول التي للمواطن فيها ذات وكرامة ممنوع المس بها...؟

شخصياً، أنا معه مئة في المئة

في هذا القول حين يتعلق الأمر بالأغنياء أمثاله ممن وضع يده على مقدرات البلد وقام بنهبها...

لو يحدد لنا الرئيس ميقاتي أين ذهبت ولصالح من ذهبت المبالغ التي تفوق ٢٥٠ مليار دولار خلال ثلاثة عقود من الزمن...

بمبالغ كهذه كان بالإمكان إعادة بناء الجنة على الأرض...

هكذا مبالغ تفوق حتى مشروع مارشال لبناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية...

لو يقول لنا الرئيس ميقاتي من منع الكهرباء فعلا عن اللبنانيين...

هل هم الاميركيون الذين منعوا الربط الكهربائي العربي، أم هو قانون قيصر الذي منع الغاز المصري، أم هم سماسرة المولدات والبواخر والفيول الذي تمكنوا من إفلاس البلد كي يبنوا قصورا ومؤسسات واحزابا على حساب شعب لبنان...؟

هل يستطيع الرئيس ميقاتي أن يقول لنا من منع المياه من الوصول إلى البيوت، ومن هي مافيات بيع المياه إلى اللبنانيين بالسيترن...؟

هل يستطيع الرئيس ميقاتي أن يشرح لنا لماذا لم تدفع الحكومات ما هو متوجب عليها للضمان الصحي حتى أودت به إلى الإفلاس...؟

هل يستطيع الرئيس ميقاتي أن يقول لنا لماذا لا يوجد عندنا مواصلات عامة، ولا يوجد قطارات...؟

هل يقول لنا الرئيس ميقاتي من يحتل ممتلكات الدولة البحرية والنهرية ومن احتلها طيلة عقود لم يدفع فيها فلسا واحدا...؟

هذه وحدها كانت كفيلة بتأمين الكهرباء...

هل يقول لنا الرئيس ميقاتي من منع البطاقة الصحية عن اللبنانيين...؟

هل يستطيع الرئيس ميقاتي أن يقول لنا لماذا تقوى السلطة وتقوى العدالة على الفقراء دون سواهم من خلق الله...؟

هل يستطيع الرئيس ميقاتي أن يشرح لنا لماذا رفضت السلطة في السبعينيات تكوين جيش قوي لهذا الوطن بعد أن تعهد العراق وليبيا بالتمويل...؟

هل يستطيع الرئيس ميقاتي أن يشرح لنا لماذا رفض وزير الدفاع الأسبق الياس المر منحة العشر طائرات ميغ ٢٩ من روسيا، كما رفض لاحقا الرئيس سعد الحريري أسلحة أخرى للجيش...؟

انتم جميعا كاذبون..

انتم جميعا لصوص...

سنتان وانتم تغطون المصارف في سرقتها لودائع الفقراء وغير المحظيين، بينما اخرجتم انتم جميعا من رؤساء ووزراء ونواب ومدراء وقادة احزاب ورؤساء طوائف بالتضامن مع حاكم مصرف لبنان أكثر من عشرين مليار دولار إلى أوروبا والجنات الضريبية...

انتم دعمتم البنزين وكان واحدكم يستهلك يوميا هو والمرافقة التابعة له ما يستهلكه المواطن البسيط في عدة أشهر...

انتم دعمتم دولار الخادمات في المنازل، في الوقت الذي كانت المصارف تجبرنا على أخذ الدولار ب٣٩٠٠ ثم ب ٨٠٠٠ في الوقت الذي قفز فيه هذا الدولار حتى لامس ال٣٣٠٠٠ليرة...

لو قدر للناس نظم الشعر فيكم وفي افعالكم، لفاق ذلك معلقات

شعراء العرب، وملحمة الإلياذة...

أما أفعالكم، فهي لا تصل إلى بعض من فواحش ألف ليلة وليلة...

خطة التعافي تقوم على نهب ما تبقى من أموال المودعين ورواتب صغار الكسبة...

خطة تقوم على نبش الأرض تفتيشا عن فلس الأرملة والأيتام، بينما تمتلئ خزائنكم بالمال الحرام...

لم نسمع لحزب القوات صوتا واحداً دفاعاً عن فقراء المسيحيين...

سمعنا بعض القول من نائبين من حزب الله، ومن وزيرين من الثنائي الشيعي بامتياز حتى لو صرخ حتى صياح الديك أنه وطني لكل اللبنانيين...

كلام هادئ جدا للنائب الدكتور علي فياض، وكلام أقل هدوءا من النائب السيد حسن فضل الله...

كلام لم يُطعم خبزاً في الأمس، ولن يطعم خبزاً غداً...

أما وزراء الثنائي...

فقد سبقكم وزراء كثيرون خلال عقود، لا يختلفون عنكم بشيء...

كلكم فاشلون...

لقد أرانا مجلس النوائب الذي سوف يبحث الموازنة وخطة التعافي خلال السنين الفائتة عينة من أعماله التي يندى لها الجبين...

شعب نائم، وفاسد لا يستحق إلا أناس امثالكم...

كل موازنة...

وكل خطة "تعافي" والزفت الاسود يبليكم...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري