كتب الأستاذ حليم خاتون: من ينتظر من؟!؟!
فلسطين
كتب الأستاذ حليم خاتون: من ينتظر من؟!؟!
حليم خاتون
14 شباط 2022 , 17:35 م

حتى الأمس مساءََ، كان الوضع في الشيخ جراح على وشك دفع الأمور إلى حرب قد لا تكون محدودة الحدود والزمن...

بينيت الذي كان ينتقد تساهل نتنياهو مع الفلسطينيين، ارسل الشرطة لفك مكتب بن غفير المزعوم في ارض آل سالم...

في أوكرانيا... يبدو الوضع متجها بسرعة نحو حرب أهلية تنتهي بتفكك هذه الدولة بسبب بلاهة زيلينسكي ومن معه من الرؤوس التي لم تفهم بعد أن مصلحة أوكرانيا العليا، هي في تطبيق اتفاقية مينسك التي تنص على إعطاء الأقاليم الروسية، وتحديدا دونباس، حكما ذاتياً ضمن صفقة إعلان هذا البلد دولة حيادية لا تدخل في أي من الأحلاف...

الصين التي تبدو هادئة ولا تتكلم كثيراً، تقف مع روسيا في رفض توسع حلف الناتو شرقاً...

لكنها في المقابل تنتظر أي توتر قد يحصل بين اميركا واي طرف آخر، لتدخل فورا إلى تايوان وتحكم السيطرة على هون كونغ وماكاو...

يبدو أن نصيحة وصلت إلى نفتالي بينيت آخر ليل أمس، طلبت منه فك الخناق الذي يفرضه المستوطنون على حي الشيخ جراح...

إسرائيل تفعل في النقب والاغوار وباقي الضفة أضعاف ما تفعله في القدس... وهي سوف تستمر في فعل ذلك، ولن تجد لها أي رادع...

أما في القدس، فالأمور حساسة جداً...

ما سوف يفعله بينيت هو إكمال تهويد الضفة وهدم البيوت ومصادرة الأراضي حيث لا يعلو الصراخ كثيرا... أو حيث تغض غزة الطرف...

لأن القوى في غزة تغض الطرف فعلا بانتظار صحوة محمود عباس وتحقيق وحدة الموقف الفلسطيني، وهو ما لم يحصل في تاريخ حركات التحرر الوطني، وما لن يحصل في فلسطين...

في النهاية، وعلى هذا المنوال، سوف تقع القدس من تلقاء نفسها...

سوف تكون القدس اخر لقمة بعد ابتلاع باقي الأراضي...

وحدهم العرب والفلسطينيون منقسمون على بعضهم البعض...

العرب منقسمون بين بلدان تسير في المشروع الصهيوني عن ضعف وغباء منقطعي النظير، وبين محور للمقاومة يتكل على الله دون أن يعقل الناقة...

حتى الأوروبيون كانوا أكثر شفقة على الفلسطينيين من بعض بغال العرب في الخليج وبقية بلدان التطبيع...

ما يجري في فلسطين ليس فصلا عنصريا بسيطا كما قالت هيومان رايتس واتش...

ما يجري في فلسطين هو هولوكست يسير على خطى بطيئة تنتهي إلى نفس النتيجة التي انتهى إليها الهولوكوست السابق، لكن مع صبر فلسطيني غير مفهوم وغير معقول، وغير منطقي...

على الفلسطينيين أن يعوا حقيقة كانت دائما واضحة وضوح الشمس،

إذا لم يهبوا هم، لن يهب أحد للدفاع عنهم...

في يدهم هم، في يدهم وحدهم، ليس هدوء الشرق الأوسط فقط، بل هدوء العالم...

الكل ينتظر أن "تفقع" في مكان ما، كي يكمل عملا لا بد من إكماله...

الروس في أوكرانيا وشرق اوروبا،

الصينيون في تايوان، وبحر الصين...

الايرانيون في الخليج، والعراق، وسوريا،

اليمنيون في الجزيرة العربية،

المصريون في الحبشة، وافريقيا، وشرق المتوسط...

غيرهم كثر...

كل ينتظر في مكان ما، كي ينقض لاستعادة ما يعتبره حقا له...

لذلك، على الفلسطينيين عدم امتصاص الضربات كما يفعلون منذ مدة طالت أكثر من اللزوم... هذا في غير صالحهم...

عليهم إشعال النار في أي مكان، في كل مكان...

سوف يهرع العالم لتهدئتهم...

عندها، وعندها فقط، يفرضون الشروط... من البسيط حتى الأقصى، وفقاً للظروف، ووفقاً لميزان القوة الذي يميل إلى جانبهم، حتى في ضعفهم الوهمي الذي يخفي قوة هائلة...

لقد انتهى زمن تفوق إسرائيل...

انتهى زمن العربدة دون وازع...

وجاء زمن العدالة الجماهيرية...

منع التهويد، منع التطهير العرقي، منع مصادرة الاراضي، منع العقاب الجماعي، منع هدم البيوت، منع الاعتقال الاداري، إطلاق سراح الأسرى... هذه أبسط الأمور التي من اجلها يجب إحراق كل شيء...

أما بعد ذلك،

أما إذا لم يهرع العالم لإعطاء البسيط هذا...

قدرة غزة كافية وافية على إنهاء الحياة الحضرية على كامل فلسطين التاريخية...

هي قدرة واقعية كامنة، يجب استعمالها...

من غير المعقول أن يحتفظ الضحايا بالصبر ويفتشوا عن حلول عقلانية بينما يمعن القاتل في عملية القتل...

تعلموا من اليمن...

أنتم أقوياء؛

باستطاعتكم قلب المعادلات...

حتى لو لم تكونوا أقوياء، فإن الوضع قد وصل إلى حدود،

(يا قاتل، يا مقتول)...

وكما نقول نحن اهل الشام،

بعد الذي حصل، ومع ما يحصل،

(يا روح، ما بعدك روح)...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري