دعونا نغوص قليلا في التاريخ , وتحديدا الى ما قبل الحرب العالمية الاولى , قبيل الحرب العالمية الاولى كانت الازمة الاقتصادية قد استفحلت في مختلف مناحي الحياة , فكانت الحرب بمثابة طوق النجاة لعودة الحياة للدورة الاقتصادية من جديد , وذات الامر حدث قبيل الحرب العالمية الثانية , وبالطبع من نتائج تلك الحروب العالمية عودة عجلة الاقتصاد للدوران بالاضافة للمفاعيل السياسية من حيث بروز قوى جديدة تتقاسم مراكز النفوذ .
بعد انتهاء الحرب الباردة دخلنا في ما سمي بالحقبة الامريكية وهيمنة القطب الواحد , وهذه الحقبة تسمى تاريخيا بالمرحلة الانتقالية , فهذه سنة التاريخ منذ عرفت البشرية وظهور المجتمعات والدول ونشوء الامبراطوريات وزوالها , دائما ما كان هناك التوازن ما بين قطبين او تعدد الاقطاب , اليوم ومع بروز روسيا والصين والانكفاء الامريكي , نحن على اعتاب او قد دخلنا في حقبة تعدد الاقطاب وهذا بدوره يفرض او هو يقود الى ضرورة التفاهم بين هذه الاقطاب على تقاسم مناطق النفوذ , وهذا بدورة لا يمكن دون حرب تقود الى هذه التفاهمات , تماما كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية وتفاهمات يالطا , هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فالازمة الاقتصادية العالمية مستمرة منذ عام 2005 ولغاية اليوم , مما يعني ان الحرب اكثر من ضرورية لعودة الدوران للعجلة الاقتصادية , فهل نحن على ابواب هذه الحرب , بالعقل والمنطق عالم اليوم ليس هو عالم الامس من حيث الاسلحة واسلحة الدمار الشامل وتوازن الرعب , وهذا يعني استحالة حدوث حرب عالمية ثالثة , ولكن هذا لا يعني استحالة حدوث حروب اقليمية , وقد تصل الى ما يسمى بالحرب شبه العالمية الواسعة الانتشار والمتعددة الاطراف , فهل نحن على ابواب مثل هذه الحرب , ان اي نظرة شمولية الى تعدد وانتشار بؤر الصراع والتصعيد الممتدة من جنوب شرق اسيا مرورا بالشرق الاوسط واوكرانيا وصربيا , تؤكد على اننا على ابواب مثل هذه الحرب , هذا ما تقوله المعطيات والعلم عند الله