كتب الأستاذ حليم خاتون: هل تسمح المقاومة بالخيانة؟!
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: هل تسمح المقاومة بالخيانة؟!
حليم خاتون
15 شباط 2022 , 15:46 م

متابعة تلفزيون المنار ليس تبعية عمياء لكل ما يقوله حزب الله... هذا ما يجب أن تكون عليه الأمور...

نسمع، نرى، نفهم، نتكلم...

متابعة تلفزيون المنار هي أيضاً رقابة جماهيرية على الصوت الرسمي للمقاومة حين يغض أحدهم الطرف عن شيء ما (مش كويس) يحدث...

منذ أيام وتلفزيون المنار يضع إعلاناََ عن بانوراما مع الكاتب ابراهيم الامين للحديث عن الشهيد القائد الحاج عماد مغنية...

تابعت الحلقة... كما تابعت المنار بشكل شبه متواصل في اليومين الاخيرين، بقدر ما تسمح به ظروف عملي، لكي اسمع ولو تعليقاً واحداً على تصريح رئيس الجمهورية ميشال عون في جريدة الأخبار أول أمس بشأن تمسك لبنان الرسمي بكل قواه السياسية بالخط رقم ٢٣ في الترسيم البحري...

إنه صمت ابو الهول...

كاد الحاج رضوان يقفز الى الشاشة أثناء الحلقة ليقول للسيدة منار:

"خلص بقا، أنا استشهدت من أجل القضية وليس كي تسكت المنار عن خيانة تجري تحت انف الجميع"...

لكل من لا يعرف، ولكل من لا يريد أن يعرف...

هناك ثلاثة خطوط في الترسيم البحري...

١- خط النقطة رقم ١.

هو الخط الذي وضعته حكومة فؤاد السنيورة الفاقدة للشرعية، أيام "الحكومة البتراء"، وتخلى فيه لبنان عن معظم الثروة الغازية والنفطية الموجودة في البلوكات الجنوبية...

٢-خط النقطة رقم ٢٣ الذي كانت الحكومة الصهيونية تضعه على خرائطها قبل أن تتبلغ بكرم فؤاد السنيورة، وهو الخط الذي ظل الرئيس بري يدافع عنه ويرفض الرجوع عنه شمالاً...

٣-خط النقطة ٢٩.

٢٩ هي النقطة التي تحتاج للمرسوم ٦٤٣٣ كي تصبح شرعية... وهو المرسوم الذي يرفض ميشال عون التوقيع عليه...

هذا الخط الذي قامت قيادة الجيش اللبناني بتحديده بعد استشارة كبرى الشركات العالمية المختصة في هذا المجال...

لقد أضاف هذا الخط ١٤٥٠كلم٢ إلى ال ٨٦٠كلم٢ التي كان الرئيس بري يريدها...

أرجع هذا الخط كل الآبار الجنوبية إلى الحضن اللبناني، وبالأخص حقل قانا الذي كانت اسرائيل تطالب بجزء كبير منه...

وزاد على ذلك بأن أصبح حوالي نصف بئر كاريش تابعاََ للبنان...

منذ أشهر خرج الاستاذ ناصر قنديل الذي يعتبر في الأوساط الإعلامية، ناطقاً غير رسمي للمقاومة بعد أن ظل لفترة طويلة ناطقاً غير رسمي للرئيس بري...

خرج الاستاذ ناصر قنديل يبرر لرئيس الجمهورية ميشال عون عدم التوقيع على المرسوم ٦٤٣٣، رغم أن التيار العوني كان قد "فلق العالم" وهو يوجه كل انواع الاتهامات لوزير الأشغال في حكومة الدكتور حسان دياب، بسبب عدم توقيع ذلك المرسوم الذي يحفظ للبنان حقوقه في الثروة البحرية...

وقع الوزير نجار المرسوم الذي يحدد حدود لبنان بالنقطة ٢٩، ما يعطي لبنان حوالي ٢٥٠٠كلم٢ من المياه البحرية كان فؤاد السنيورة تخلى عنها بشكل غير مباشر لإسرائيل...

وصل المرسوم إلى قصر بعبدا، فقام الرئيس عون بوضعه في الدرج رافضاً التوقيع عليه...

يومها برر الأستاذ ناصر قنديل للرئيس عون عدم التوقيع بحجة أن لا تصبح النقطة ٢٩ نقطة سيادية ثم يتم التفاوض عليها...

عذر أقبح من ذنب بكل المعايير...

إما أن النقطة ٢٩ هي نقطة سيادية أو هي نقطة غير سيادية...

المسألة ليست مزاجية ولا تتعلق لا بالرئيس عون ولا بالرؤساء الآخرين...

لا يحق لأي كان التخلي ولو عن نقطة ماء ولا عن ميليمتر واحد من حدود لبنان...

أن لا يريد حزب الله الدخول في هذه المعمعة في الترسيم البحري لأنه اصلا لا يعترف بسايكس بيكو ولا يعترف باحتلال فلسطين شيء، وإن يسمح لأي كان بالتخلي عن ولو ميليمتر واحد من حقوق لبنان شيء آخر...

منذ حوالي السنة كان السيد نصرالله قد صرح بأن المقاومة سوف تقبل وتدافع عن الحدود التي تحددها الحكومة اللبنانية...

بعدها ببضعة أشهر، زاد السيد على ذلك قائلا إن المقاومة لن ترضى عن أي تنازل في مسألة ترسيم الحدود، مما اعتبر يومها تصحيحا وانذاراََ للسلطة السياسية كي لا تتنازل...

لكن ومنذ بعض الوقت عاد السيد حسن ليقول إن المقاومة سوف تدافع عن الحدود التي تعترف بها الحكومة...

هل حصل السيد على وعد بعدم التنازل حتى يعطي تلك السلطة حقوقا لا تملكها...

منذ اسبوعين خرج الاستاذ محمد عبيد على المنار ليوجه اتهاما غير مباشر الى الرئيس عون بأنه يستمع إلى رجل الامارات في التيار العوني الياس ابو صعب الذي وعد الأميركيين بأن الرئيس سوف يتخلى عن النقطة ٢٩...

ثارت ثائرة ابو صعب وخرج يعترض ويقول إنه لا يتدخل في ملف المرسوم ٦٤٣٣...

ماذا حصل، وماذا يحصل؟

خرج الوسيط الأميركي الإسرائيلي الجنسية والانتماء على شاشة ال LBC، ووجه تهديدا الى لبنان بالقبول بتسوية قبل نهاية شهر مارس وإلا...

نهايه شهر مارس آذار هو الموعد الذي سوف يصل فيه الحفار للبدء بالعمل في بئر كيريش الذي يقع أكثر من نصفه في المياه البحرية اللبنانية وفق سايكس بيكو...

بدل أن تتصدى مقدمة البرنامج المعتوهة لهوكشتين ولهذه العربدة الاسرائيلية، قامت بتوجيه بوصلة عداء "معظم الشعب اللبناني"، حسب نظرها طبعا، إلى "العدو السوري"!!!...

اليوم وقعت الواقعة...

ها هو عون يقول بأنه يتخلى عن النقطة ٢٩...

ويضيف بأن هذا هو رأي كل السلطة السياسية، حكومة وبرلمان وأحزاب... الخ

في ألف باء التاريخ والجغرافيا والوطنية، هذا اسمه خيانة...

ألقت القوى الأمنية مؤخراً على حوالي عشرين خلية بتهمة التخابر مع العدو الإسرائيلي... هذه أيضاً خيانة...

لكن أية خيانة أصعب...؟

أية خيانة تستلزم حكم الإعدام...؟

إما أن نكون او لا نكون...

عفوا حاج رضوان... عفوا ذو الفقار... عفوا لكل الشهداء فردا فرداً...

الخيانة في لبنان صارت مسموحاً بها إذا كبرت... وقام بها كبار القوم...

من السلطة أو الإعلام...

لكنها ممنوعة اذا ارتكبها بعض صغار السفهاء...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري