كتب الأستاذ حليم خاتون: لأن المقاومين هم ورثة الانبياء.
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: لأن المقاومين هم ورثة الانبياء.
حليم خاتون
17 شباط 2022 , 10:34 ص

الشيخ راغب حرب حوّل الدين من أفيون للشعوب إلى محرك ودافع للحرية والتحرر الوطني والقومي...

السيد عباس، كان فعلا وريثا للانبياء... حافظ على طهارة المقاومة ونقاوتها، خاف من رجس السلطة ولم يدخلها...

هل كان على حق...؟

ألا يجب اقتحام وكر الشيطان ودحره...؟

أليس في تجربة الامام علي في تبوأ السلطة دعوة لإحقاق الحق ولو كره الكارهون، ولو كان في ذلك قتال وشهادة...؟

الشهيد عماد أوجد قوة الردع الصاروخية، وكرس استحالة القضاء على المقاومة...

لم يكن يحتاج السلطة حتى يحقق المعجزات...

السيد نصرالله جمع كل تلك الانجازات... أنهى زمن الهزائم وافتتح زمن الانتصارات...

عند الحاجة، لم يستمع إلى أهل السلطة من اللصوص والعملاء...

خرج إلى سوريا، وناصر اليمن في تحد من لا يقبل قيود السلطات والدول عند الوجوب...

باقون لنحمي ونبني...

هو شعار السيد الجديد...

نحمي الديار... ونبني الديار...

السيد حسن لا يزال يعتقد بوجوب التواجد داخل السلطة رغم كل الرجس الذي تحتويه...

هل وجد السيد تلك المعادلة السحرية في التواجد داخل السلطة دون أن يطاله رجسها ووسخها...؟

لقد دخل الحزب إلى السلطة...

لطالما جرى نقاش في السابق بشأن الدخول إلى السلطة من عدم هذا الدخول...

السلطة تساوي القذارة...

السلطة رجس...

علينا الاعتراف أن خوف السيد عباس كان في محله...

السلطة تنجس طهارة المقاومة...

المقاومة وصلت إلى ما وصلت إليه بفضل طهارتها...

هل كان ما أعطته السلطة للمقاومة يستأهل...؟

علينا وضع ميزان دقيق، وقياس الأمور...

بسبب الدخول إلى السلطة جلس السيد نصرالله يوما إلى طاولة الحوار إلى جانب القتلة واللصوص والجواسيس والعملاء...

لأن الله يرعى هذه المقاومة، لم يقع حزب الله في نفس الأفخاخ التي وقعت فيها الفصائل الفلسطينية... والسلطة الفلسطينية...

هل يحق لنا مقارنة قبول الجلوس إلى طاولة الحوار، برفض الامام علي الإبقاء على معاوية في الشام...؟

وحدها المقاومة تستطيع أن تقيس الأمور وتقارن سلبيات وايجابيات التواجد في سلطة الانجاس هؤلاء...

بعد انتصار الثورة في إيران، حاول الامام في البدء، ترك السلطة في أيدي الحلفاء الموثوق بهم...

من بازركان، إلى بني صدر...

لم يمض وقت طويل حتى اكتشف الإمام أن المشاركة في السلطة صعبة إذا لم تكن أيدي الثوار هي العليا...

سوف يقول قائل إن وضع لبنان مختلف...

هل هو مختلف فعلاً...؟

ماذا عن الشعوب الأخرى؟

الثورة البلشفية بدأت بالتشارك وانتهت إلى رفع شعار:

كل السلطة للسوفيات... ( السوفيات هي عبارة عن مجلس شعبي منتخب في كل منطقة أو حي قبل الوصول إلى مجلس السوفيات الاعلى)...

الثورة الصينية جربت أيضا التشارك من أجل المصلحة الوطن العليا قبل أن يقرر الشيوعيون وضع حد للشركاء في الوطن الذين كانوا عملاء للغرب...

تماما كما أغلبية أهل السلطة في لبنان...

لقد جربت المقاومة...

دخلت إلى السلطة التشريعية في البدء... ثم تم جرها إلى السلطة التنفيذية لكي يتم إما إفسادها، وإما تحميلها وزر ارتكابات الآخرين...

ها هي النتيجة...

ليس بالنيات الحسنة يتم بناء الدول...

ريم حيدر ليست آخر من قد يبيع المقاومة...

المسألة ليست عبارة عن عباءة من الصوف أو القطن أو اي شيء آخر...

هذه العباءة كانت عباءة الدفاع عن الوطن في ٢٠٠٦...

قد تكون ريم حيدر بسيطة ولا تفهم الأمور...

لكن الشركاء في الوطن، والحلفاء ليسوا على تلك البساطة... إنهم يدرون ما هم يفعلون...

هم يلتحفون طهارة المقاومة كي ينجوسها...

الشركاء في الوطن، يريدون بيع المقاومة، والثمن بيبسي، وماكدونالدز وكوكا كولا، وسومون فوميه ورفاهية كاذبة تخفي فقدان إرادة، وفقدان سيادة، وفقدان حرية...

هكذا باع السادات مصر بعد أن التحف الناصرية...

باقون لنحمي ونبني، يقول السيد...

باقون إنشاءالله...

نحمي بإذن الله...

نبني بصعوبة كبيرة جداً لأن معاول الشركاء والحلفاء في الوطن اقوى بكثير مما كنا نعتقد...

في إيران هرب أبو الحسن بني صدر،

في لبنان ليست الظروف ملائمة بعد حتى يهرب جعجع، وغير جعجع...

في لبنان، كل جماعة السلطة الفاسدة لم يهربوا، بل هم يهاجمون على كل الجبهات...

الدخول إلى السلطة زاد من أعمار هؤلاء...

كيف نصل إلى أن يهرب جعجع وكل هؤلاء يوما من على سطح السفارة في عوكر...؟

هل تملك المقاومة جواباً على ذلك...؟

باقون لنحمي، أكيد مهم...

باقون لبناء الذات، أكيد مهم...

باقون لنبني الوطن... هذا مستحيل مع وجود هذا الكم الهائل من اللصوص والجواسيس والعملاء في السلطة...

القرار صعب بالتأكيد...

الثقة بالسيد كبيرة جداً...

لكن الفساد أشد فتكا من الكورونا والسرطان والسيدا والطاعون وغيرها...

هل تصل المقاومة يوما إلى الانتصار على اعداء الداخل كما انتصرت على اعداء الخارج...؟

كل ذلك مرتبط بمدى طهارة ومقاومة ومناعة، وبالأخص، مناعة المقاومة...

منذ السبعينيات والثمانينيات، خسرت حركات المقاومة الكثير بسبب التواجد في مواقع السلطة...

ربما لم يكونوا قد تلقوا اللقاحات اللازمة...

هل تلقت المقاومة الإسلامية اللقاحات اللازمة...؟

طيلة قرن ونصف تقريباً وُجد من حمل تلك العقيدة العظيمة...

طيلة قرن ونصف تقريبا سقط بعضهم شهيداً وربح الآخرة...

طيلة قرن ونصف تقريبا سقط الكثيرون ممن كان يحمل تلك العقيدة العظيمة في التهلكة، حين باعوا الآخرة من أجل دنيا رذلتهم...

أمثال هؤلاء واولئك موجودون في عصرنا... وموجودون عندنا في لبنان...

ليس المهم التواجد في السلطة، المهم، ربح الدنيا والآخرة... وهذا ليس سهلا على الإطلاق...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري