كتب البروفيسور د. محمد كاظم المهاجر: بؤس الثقافة وتهافت المنطق
مقالات
كتب البروفيسور د. محمد كاظم المهاجر: بؤس الثقافة وتهافت المنطق
د. محمد كاظم المهاجر
18 شباط 2022 , 06:30 ص


استطراداً لما ورد في مقالةالبروفيسور محمد طي، على صفحته في الفيسبوك، بتاريخ 17 /2 / 2022، وضمن سياق مقالتي، على صفحتي في الفيسبوك، بتاريخ 1/ 2/ 2022، بعنوان: (صوابية الموقف بين الكلي والجزئي ) ، أودُّ أوّلا أن أُبيِّن أنّ من أشار إليه البروفيسور طي، بلقب:( مثقف ضد الصواريخ )، ليس لدي أية معرفة به، ولا أعرف من يقصد ، وهذا جيد ، حيث إنّي أُريد أن أُفنِّد رأيه/ الحكم، و بالتالي ستكون ملاحظاتي في هذه المقالة منصبة على رأيه/الحكم، دون ذاته غير المعروفة لدي، مما يُسبِغ على ملاحظاتي شرط الموضوعية ونفي الذاتية ، وهي مضافة، أعني ملاحظاتي، لما أورده البروفيسور طي.

ملاحظاتي هي بالشكل التالي :

_ بين الوجود والماهية : الوجود سابق على الماهية، وفق رؤية العالم والفيلسوف صدر الدين الشيرازي وآخرين من الفلاسفة العظام ، والخصائص هي توصيف للماهية. وفيما يتعلق بلبنان ، فإنّ المقاومة هي التي حفظت وجود لبنان، ولولا هذا الحفظ لما أمكن أن تكون هناك ماهية أو خصائص، فالِازدهار،أو حتى الفساد، لا يمكن أن يوجد لولا حفظ الوجود ، فعلة حفظ وجود لبنان هي المقاومة طبعاً وسلاحها، وقد دلَلْنا على ذلك في مقالتنا المشار إليها أعلاه، ويمكن العودة لها .

_ حالة الفساد وتدني المستوى المعيشي للبنان والحرمان من مقومات الحياة هي عرض، والعرض لابد أن يكون له حامل، والحامل هناهو الحالة الاقتصادية والسياسية التي تراكمت على لبنان، منذ عام 1992 ( يمكن العودة إلى كتابي المعنون : "لبنان أمام عضوية منظمة التجارة العالمية". الصادر عن دار البلاغة _ بيروت ). وإنتاج هذا الوضع الفاسد والفاسدين. وبالتالي شكلت علة الوجود للحالة القائمة اقتصادياً وحالياً ، أما علة التحريك في توظيف هذه الحالة لتفكيك بنية المجتمع اللبناني، وخاصة بيئة المقاومة، علة الحركة هذه هي التآمر الخارجي الأمريكيالصهيونيالسعودي،وأيضاً دللنا على ذلك في مقالتنا المشار إليها أعلاه.

_ أما توقيت مقالة( المثقف ضد الصواريخ )،فإنها متلازمة مع الكمِّ الهائل من المقالات التي تجهدلتَحْميل المقاومة أوزار الوضع في لبنان، والتي وظّفتها الحملة الخارجية المشار إليها أعلاه، لقاء بدلٍ ماليٍّ يصل إلى700 دولارللمقالة،باعتراف أحدِالمُستخدمين في هذاالمجال،كمانشرالإعلام اللبناني.

_ استِنباطاً مِمّا ورد أعلاه، وتأسيساً عليه، ووفقاً لمغالطات هذا المثقف، أو بالأحرى مدعي الثقافة، وهو طبعاً (مدعي الثقافة) أخطر من الجاهل، لذا فهو أي هذا "المثقف" إمّا أن يكون قد كتب عن جهل،( إذا افترضنا حسن النية)؟ وإمّا أن يكون جهله مقترناً بتوظيفٍ لِقاءَ بدلٍ ماليٍّ من الجهات المشارِ إليها أعلاه، و بالتالي يكتسب صفة العمالة المرتزقة .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري