من استمع مساء أمس إلى الدكتور حسن مقلد يتحدث عن المشروع الروسي المركب الذي يستطيع تأمين حاجة لبنان من كل مواد الطاقة خلال ١٤ عشر شهر مع تأمين زيادة ملحوظة في إنتاج الكهرباء، يقف مشدوها أمام الأعذار التي توضع في عدم التوقيع الفوري على هذا المشروع...
لو كانت الشركة المتقدمة أميركية، هل كان سيصار إلى وضع نفس الشروط التي وضعت على الشركة الروسية...؟
وزير الطاقة، يريد التأكد من أكثر من أمر...
لو كنا في حالة طبيعية، لكان ذلك الأمر مفهوماً...
أما وأننا في حالة غرق، فهل من المعقول السؤال، إذا كانت سترة النجاة الوحيدة التي ترمى إلينا هي جيدة ام لا...
نأخذها ونرى، فإن كانت غير ملائمة... نتركها ونفتش عن غيرها، وإن كانت ملائمة يكون معها الإنقاذ...
هذا هو المنطق...
لو كان لبنان سوف يدفع فلساََ واحداً، لكان من المفهوم أن تتريث الحكومة، ويتريث جناب الوزير...
يقال إن العرض الروسي جيد إلى درجة تفرض عدم التصديق...
يقول المسؤولون المعترضون إن العرض الروسي سوف يؤدي إلى خسائر لهذه الشركة الروسية...
قلوب المسؤولين في لبنان كبيرة، ولا يريدون لهذه الشركة ان تخسر او ان تفلس!!!
لذلك، هم يتريثون!!!...
الشيء بالشيء يذكر...
هل يذكر اللبنانيون كيف تعاملت حكومة لبنان ووزير الطاقة الأسبق مع العرض الألماني الذي قدمته شركة سيمنز، والتي جاء رئيس هذه الشركة الى لبنان برفقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أجل الدخول في شراكة مع لبنان...
يقال إن الوزير اللبناني الفطحل، أراد التأكد من تصنيف الشركة الألمانية، ويقال أيضاً إن الوزير الفطحل نفسه أراد التشييك على عمل الألمان...
والله لم يعد واحدنا يعرف على اي خازوق ينوي حكام هذا البلد وضعنا...
لا يعتمدون على رأي...
كل يوم خازوق شكل...
يقال إن الأميركيين غير راضين ولا يوافقون على كل ما يعرض، وطبعاََ، سلطاتنا لا يمكن ان تتسبب بحزن الأميركيين...
رقاب مسؤولي سلطاتنا العلية بايدي الأميركيين...
غضبهم صعب...
يعني إذا كان الواحد "عم يغرق"، وجاء من يريد إنقاذه... يسأل الغريق إذا كانت اميركا موافقة على عملية الإنقاذ هذه أم لا...
هل نحن في كابوس..
هل ينقص اللبنانيين كوابيس غير التي رأيناها، ونراها، والتي نعيشها كل يوم...؟
المضحك المبكي ليس في عبودية سلطاتنا لاميركا...
المضحك المبكي، هو أن محور المقاومة الذي يحاضر فينا ليل نهار أن أميركا تحاصرنا، يجلس إلى جانبنا يندب سوء الحظ...
أن نكون نحن عاجزين... أمر يدعو إلى الغضب والثورة التي يبدو أنها لا تزال بعيدة جداً...
كل شيء يقول إن الشركاء في الوطن، هم شركاء الأميركيين في كل ما يحصل...
هم شركاء في التسبب بالانهيار...
هم شركاء في الخضوع لمشيئة الأميركيين...
ماذا يفعل حزب الله...
يتعايش مع هذا الواقع...؟
التفسير الوحيد هو أن حزب الله يريد لهذا النظام الإستمرار في السقوط حتى يصطدم بالقعر...
إذا كان هذا هو مراد الحزب، عليه على الأقل أن يقول لنا ما هو البديل الذي يخبئه لنا بعد الإنهيار...
أو يبدأ بتهيئة الظروف لانطلاقة النظام الجديد...
أما عندما يكتفي حزب الله بمنافستنا بالشكوى والندب...
هذا له معنى واحد فقط...
حزب الله لا يملك أي برنامج لما يمكن أن تكون عليه الحال... لا يملك اي تصور...
أمس كاد الدكتور حسن مقلد أن يبق البحصة...
استفزه الاستاذ عماد مرمل أكثر من مرة...
لم يبق هذه البحصة ويقول إن حتى حزب الله لا يملك في هذه السلطة أكثر من حرية رفع اليد موافقاً أو معترضاََ، دون أن يؤدي هذا الاعتراض إلى أي شيء على الإطلاق...
في المقاومة Chapeau...
مقاومة اقوى من الكثير الكثير من دول العالم...
صواريخ دقيقة، مُسيّرات، روح قتالية عالية حين يتعلق الأمر بالتصدي لإسرائيل...
هل تحتاج المقاومة إلى صوتي في الانتخابات من أجل التصدي لاسرائيل؟
هل تحتاج للانتخابات أصلاً؟
لماذا...، ما الفائدة؟
قال الدكتور مقلد كل ما عنده، وكل ما كان يردده دوما...
كذلك فعل الاستاذ مرمل...
ثم ذهبنا كلنا إلى النوم...
الشعب لم يذهب إلى النوم، لأنه نائم أساساً...
إلى أن يستيقظ أحد ما في هذه الجمهورية المسخرة، "تعيشوا وتاكلوا غيرها"...