بقلم:محمد سعد عبد اللطيف .مصر
ماذا يحدث اليوم في سوريا؟ يوم ذكري الوحدة مع مصر إنة يوم عظیم علی قلوبنا ،وعقولنا ،ومشاعرنا يوم 22من شهر فبراير عام. 1958. إعلان الوحدة بين مصر وسوريا منذ ” 64 عامًا ”
روسيا تبحث عن قوميتها في الحدائق الخلفية السوفيتية والقيصرية !! ووجدت غايتها في ٱطماعها في الوصول الي المياه الدافئة في "طرطوس "وحميميم ،في البحر المتوسط ،وإسرائيل وجدت ٱرضا لها مباحة من المحيط للخليج ،وضاع الحلم العربي ،ولم يكتفي المتٱمريين والخونة علي قائد الوحدة بل حاولوا تشوية صورتة ،وتركوا سوريا مباحة وساحة وملعب لكل اللاعبيين الدوليين لتصفية حسابات دولية في سوريا وماذا يحدث اليوم من المحيط للخليج ؟
في عصور الردة ومستنقع التطبيع والخيانة للثوابت الوطنية ماذا تبقي لنا من دواعي الفخر القومي الإ هذة الذكري ،!!
مصر نأت بنفسها عن أي عمل عسكري لفرض إستمرار دولة الوحدة التي عُرفت بالجمهورية العربية المتحدة بعد الإنقلاب الذي دبرته مجموعة إنفصالية في سوريا عام 1961م ناهيك عن أن مصر العربية لم تقم أبداً بأي عمل عسكري بقصد التدخل في شؤون أي دولة عربية أخرى أو من منطلق أطماع في ثرواتها ومواردها وماذا يحدث الأن من دول مثل تركيا وصاحبة الإرث العثماني الجديد من أطماع منذ حكم أتاتورك العلماني حتي حكم العثمانيون الجدد والتدخل الإيراني !!.
ورغم المياه الكثيرة والجديدة التي مرت وتمر تحت جسور الزمن فإن هذه الذكرى ستبقى شاهدة على إمكانية تحويل الحُلم العربي الکبیر مازال فی دائرة الفعل بقدر ما تؤكد على أهمية تبني "ثقافة الإصطفاف العربي" في مواجهة تحديات غير مسبوقة الأن علی أرض الواقع والتدخل فی الحرب الداٸرة فی سوریا مازال الحُلم العربي یراوید الکثیر رغم الإخفاقات والنکبات والإنتکاسات ورغم طبول الحرب وأزاز الطاٸرات وجحافل الإستعمار الجدید في شمال سوريا وكل سوريا.
حتي ولو ذهب البعض إلى أن كلمة "القومية" أو "العروبة" باتت تثير حساسية حتى لدى البعض للآسف من المثقفين العرب أو أصبحت من الماضي ، وللآسف حاول نيتنياهو قبل انتهاء ولايتة عرض مشروع علي الكنيست الإسرائيلية ومازال هناك جدل وخلاف علي إعلان إسرائيل دولة قومية بسبب تعدد القوميات فيها ، بعد أن جرى ابتذال كلمتي (القومية والعروبة ) في كثير من المواقف المحزنة في شخصية الزعيم / جمال عبد الناصر فإن أحدا لا يمكنه إنكار واقع تجسده الثقافة القومية لأنه "واقع لغوي وجغرافي وتاريخي وروحي".
إن التحديات التي تواجهنا الیوم تستدعي الثقافة القومیة العربیة لمواجهة واحتواء الهيمنة الإقلیمیة والأطماع فی سوریا والعراق ولیبیا.
إن القومیة العربیة شأنها شأن غيرها من الثقافات الأخري ففي خمسينيات القرن المنصرم جاء في سياق حديث صحفي لمؤسس الدولة العبرانية (بن جوريون ) ماهو أكبر خطر يواجه إسرائيل قال: التیار الجارف للقومیة العربیة يجب العمل علي وقف هذا التیار القومي وتحجیم مصر داخل حدودها الجغرافية ۔ هکذا تم هدم هذا التیار القومي ” بإعلان وفاة جمال عبد الناصر عام 1970 م وتعیش مصر داخل حدودها منذ عام 1979م بتوقیعها "معاهدة کامب دیفید ".
إن الأحداث التي وقعت بعد الإنفصال تٶکد باليقین عن خصوم الوحدة والحملة الشرسة من الأعلام العراقي والسوري شجعت خصوم ” الناصريين الإقليميين والدوليين ” على محاولة القضاء على ما تبقى من نفوذها الجماهيري فى العالم العربي خاصة في ظل الانقسام الذي وقع في معسكر الثورة بسبب التنافس ، وبين جمال عبد الناصر،وعبد الكريم قاسم، وزعيم الثورة العراقية ، وبين القوميين العرب ،والشيوعيين العرب على زعامة ما كان يعرف آنذاك بـ"حركة القومية العربية" وهو الإنقسام الذي أسفر عن تحالف الإنتهازيين الذين يحكمون (عاصمة الرشيد، مع الإنفصاليين الذين يحكمون عاصمة الأمويين ) ليشكلوا احتياطياً للقوى الرجعية العربية.
لقد استغل عبد الناصر المرحلة بين الإنفصال، وبين بداية عام 1963م في إعادة بناء الجبهة الداخلية المصرية على ضوء الدروس التي انتقلت إليها تجربة الوحدة المصرية - السورية فعقد في عام 1962م – المؤتمر الوطني للقوى الشعبية الذي أسفر عن إعلان ( ميثاق العمل الوطني ) وحققت القوى الثورية التي يقودها اختراقاً مهماً في الجبهة المضادة بقيام الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م وتدخل مصر عسكرياً لحمايتها مما أدى إلى وصول قواتها الصلبة إلى "تخوم " مناطق النفوذ البريطاني في اليمن الجنوبي، وما كان يعتبر آنذاك مركز قيادة المعسكر الرجعي، وعلى الرغم من سعي القوى المؤيدة لعبد الناصر في دمشق للقيام بأكثر من محاولة فاشلة لإعادة الوحدة إلا أن جرح الإنفصال كان لا يزال يضغط على أعصاب النظام، ودخلت مصر فی مرحلة البناء والتحدي فی بناء السد العالي، واستعادت علاقتها بالأتحاد السوفيتي الذي فقدته فى ظل تراكم ثلوج الخلاف مع ( الشيوعيين العرب) وبدأ في بناء حیاة سیاسیة من تنظیم منبر سیاسي قطري ( الأتحاد الأشتراكي العربي ) وکانت هناك حالة رجعیة من تیارات ضد الثورة ومشروع الوحدة ،وکان سقوط حُکم الرٸیس / عبد الکریم قاسم ، وحلف بغداد کانت نقطة فاصلة بالتقارب، وحضور وفد رفیع المستوي الی القاهرة بعد اسقاط نظام عبد الکریم قاسم فی احتفال مصر بعیدها الخامس للوحدة مع سوریا کانت الأنباء تآتي من ” عاصمة الأمویین ” دمشق عن سقوط حُکم الإنفصالیین فی سوریا ، لتعود روح الوحدة مرة آخري والحُلم العربي من " عاصمة الرشید بغداد " وتنطلق المظاهرات الجماهيرية فى المدن العراقية والسورية تطالب بإقامة وحدة فورية بين البلدان الثلاثة: 《مصر وسوريا والعراق》، وتصل إلى القاهرة وفود تمثل "بغداد ودمشق" لمناقشة مشروع هذه الوحدة الثلاثية بين الأقطار( الثورية الثلاثة ) التي استمرت ما يقرب من شهر / من 15 مارس حتي 17 من إبريل عام 1963م ، وخلالها تنبه الرئيس عبد الناصر إلى أن كلاً من : الثورتين "العراقية والسورية" ، يقودها فرع من حزب البعث الاشتراكي فى العاصمتين ويخضعان لقيادة قومية واحدة كان يرأسها آنذاك مؤسس الحزب " ميشيل عفلق" وكان من رأي عبد الناصر أنه ليس بينه وبين الفرع العراقي من حزب البعث ما يجعله يتحفظ على إقامة علاقات وحدوية معه بعكس الفرع السورى من الحزب نفسه الذي شارك في إقامة الوحدة بين مصر وسوريا، وشارك في حكم الجمهورية العربية المتحدة لفترة تقترب من عام ونصف العام ثم استقال وزراؤه من حكومة الوحدة، وشنوا ضد حملة دعاية مكثفة، ووقع أقطابه على بيان يؤيد الإنفصال، وبالتالي فلا بد من تصفية حسابات هذه الفترة قبل البدء فى محادثات حول وحدة جديدة.
کان من وجهة 《 الزعیم جمال عبد الناصر》وكانت مصر لها تحفظات علی حزب البعث تعتبره مناورات يقوم به الحزب عن أنه لم يكن مخلصاً في سعيه لإعادة الوحدة، وأنه يتظاهر بالحماس لإتمامها لكى یخفف من الضغوط التى قام بها الناصريون في دمشق لإتمام الوحدة فى حين أن هدفه كان الانفراد بالسلطة دونهم بل وكان يروج كذلك لشعار"وحدة دون عبد الناصر".
وما كادت المباحثات تنتهي بتوقیع الوحدة بین "سوریا والعراق ومصر" وفي الاحتفال بالعيد الحادى عشر لثورة يوليو ، 1952م ليعلن" عبد الناصر " أنه لا وحدة مع حزب البعث الفاشيستي، وأن مصر سوف تسحب توقيعها على ميثاق 17 إبريل ليكون هذا الإعلان آخر محاولة جدية لإعادة الروح للوحدة العربية..
وسوف تبقي الذكري عالقة في ماتبقي من الشعوب العربية المؤمنيين بالعروبة والثوابت القومية رغم كل الإنتكسات والنكبات من معظم العالم العربي الذين يعيشون تحت عباءه أمريكا وإسرائيل والتطبيع والخيانة .
رغم خطاينا التي وقعنا جميعا فيها ولكن كانت هناك ثوابت وطنيه، ولدينا قضية واحدة كانت فلسطين التي طعنها كل العرب الأن ، فٱصبحنا كلنا الٱن فلسطين من الهيمنة والتشرذم والحروب الٱهلية من يحارب من !!'
"محمد سعد عبد اللطيف "
كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسبة "