كتب الأستاذ : لبنانيو اميركا، ومظاهرة الأوكرانيات في بيروت
مقالات
كتب الأستاذ : لبنانيو اميركا، ومظاهرة الأوكرانيات في بيروت
حليم خاتون
25 شباط 2022 , 18:30 م


القول إن لبنان جمهورية موز...

هذا ليس بجديد...

القول إن السلطة التنفيذية العليا في لبنان موجودة في عوكر وليس، لا في بعبدا، ولا في السراي...

هذا أيضاً، ليس بالشيء الجديد...

رئيس الجمهورية في لبنان، لم يكن يوما سوى باش كاتب عند الغرب... هذا أيضاً وأيضاً، ليس بجديد...

ربما يختلف الرئيس فؤاد شهاب قليلا عن الباقين من رؤساء ما قبل الطائف الذين كانوا بالإجمال، نواطيراََ علينا لصالح أميركا وفرنسا... وحتى إسرائيل...

أما رؤساء ما بعد الطائف، فالمصيبة أعظم...

قد كانوا جميعا تقريبا نواطيراََ علينا فعلا، لكن أمام حذاء ضابط سوري من المخابرات كان بالكاد يعرف أن في اللغة العربية كلمة ثقافة... أو اخلاق... أو أدب...

أيضاََ، ربما كان الرئيس أميل لحود استثناء أمام أؤلئك الطبالين باسم السلطان...

رئيس الحكومة الذي أعلن أن بوصلته السعودية، هو في احسن الاحوال، متزلف، متمول، كل همه زيادة اكياس المال... بينما يموت أهل مدينته جوعا وبطالة...

بوصلة كل رؤساء الحكومات في لبنان هي واشنطن في الدرجة الأولى وما تسمح به واشنطن عندما يمل موظفو الدرجة السادسة أو حتى أقل من ذلك، من الاستماع الى هؤلاء اللبنانيين الآتين من بلاد النهب والسرقة والسمسرات ومص آخر نقطة دم من شرايين شعب غبي لا يتعلم، ولم يتعلم يوما كيفية الثورة من أجل الحقوق...

لكن شيئا يجب أن يقال...

رغم كل المستوى الدنيء الذي يميز هؤلاء...

لم يصلوا بعد إلى مستوى ملوك وأمراء الخليج الذين ينهبون ثروات الأمة لتبديدها على الخمور والمخدرات وحفلات المجون الخاصة والعامة التي باتوا يبرعون في تنظيمها، في أرض الحجاز...

هل يعقل أن تأمر سفارة عوكر فيستجيب أصحاب الياقات من كتبة السلطان...

أم أن المقصود هو "تهشيل" الروس، بعد أن عجزوا عن رفض كل العروض السخية التي كانت روسيا تتقدم بها لمساعدة لبنان...

المشكلة أن الشعب اللبناني الغبي يرى ويسمع ولا يفعل شيئاََ...

كان على رؤوسهم الطير!!!

أما المشرعون والقضاة، فكما حنا، كما حنين...

جوقة من الفاشلين والعاجزين في احسن الاحوال أمام تشريعات نهب منظم يجري تحت أنوفهم...

مساء أمس خرجت مظاهرة النساء الأوكرانيات الذين بدا معظمهم من جيل الحقبة السوفياتية...

قد يكون بين هؤلاء من يؤمن حقاََ، بأن بلده الصغير مظلوم لانه يتعرض لغزو من الجار الكبير، روسيا...

لكن الخبرة والمعرفة، توجب القول إن معظم هؤلاء لا ينطلقون من أية منطلقات وطنية، أو فكرية أو تحررية...

إنهم مجرد عبيد من الزمن السوفياتي الأسود؛ معظمهم هرب من نظام الاستبداد الذي كان يسود في الاتحاد السوفياتي على أيدي الرفيق بريجنيف الآتي إلى السلطة من أوكرانيا، ومن كييف تحديداً...

كل هم من خرج في تلك المظاهرة يختصر بكلمة نعرفها نحن في لبنان جيداً جداً...

شعارهم هو:

"بدنا نعيش"...

هربوا إلى لبنان كما هرب غيرهم إلى الكثير من بلدان العالم، بما في ذلك.العالم الثالث، لأن أي بلد كان يعتبر جنة نسبة إلى ما كانت عليه الأمور في تلك الاشتراكية الزائفة التي استعبدت الناس باسم كارل ماركس، كما يستعبد حكام بلاد المسلمين الناس باسم محمد وباسم الاسلام...

كم هو حقير ذلك الإنسان الذي تختصر همومه في الانضمام إلى الناتو أو إلى الاتحاد الاوروبي...

كل ما إرادته روسيا هو أن تعلن هذه الدولة الجارة الصغيرة الحياد ولا تتحول الى مخزن لأسلحة الدمار التي تتكدس في شرق أوروبا وفي بلدان بحر البلطيق...

نعم دفاعاً عن روسيا، التي تتعرض منذ أكثر من قرن إلى المؤامرات...

حتى ايام القيصر كانت مخططات الثعلب البريطاني المحتال والنجس تريد تقسيم تلك البلاد، تارة إثنياََ، وتارة أخرى بتحريض المسلمين على إقامة جمهوريات موز لن تختلف عن جمهوريات الموز المنتشرة في بلاد المسلمين...

أثناء حرب البلقان، صرح وزير فرنسي، ثم اختفى التصريح...

صرح مبررا الدخول الى البوسنة والعمل على استقلال كوسوفو أن الحرب الكبرى القادمة سوف تكون بين الكنيستين الغربية والشرقية... وان على الغرب الحرص أن يكون المسلمون الذين لا يشكلون حتى يومها إمكانية تطور، إلى جانب الكنيسة الغربية...

نحن المسلمون يا سادة، مجرد حطب ضد الكنيسة الشرقية التي نبتت في ارضنا وشربت من نفس المياه التي نشرب، واكلت من نفس النبات ونهلت من نفس الينابيع الثقافية...

لن نكون دواعش ضد اخوتنا من روسيا...

شاء من شاء وأبى من أبى...

مصلحة الأمة العربية، كانت ولا تزال حتى اليوم مع روسيا...

لنا الف مأخذ على الروس، وأكثر على الصرب وربما على اليونانيين والقبارصة...

لكن لنا مليار مأخذ على الغرب، كل الغرب الذي بدأ التآمر على أمتنا منذ مؤتمر بازل، ولم تنته المؤامرات ولن تنتهي إلا بسقوط ذلك الغرب...

كل صفعة في وجه اميركا...

هي صفعة في وجه الصهاينة...

عذرا ايها الأوكرانيون، لكنكم لا تدرون ماذا انتم تفعلون...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري